جرحى بقصف استهدف مشفى للأمراض العقلية شمال سورية

تركيا تعلن بدء «عملية عفرين» بقصــف عبر الحدود.. و«الحماية الكردية» تهدّد بردّ قوي

مدفعية الجيش التركي قصفت من الحدود مواقع كردية في سورية. غيتي

أعلنت تركيا، أمس، أن عمليتها العسكرية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سورية بدأت فعلياً بقصف عبر الحدود، دون أن تتحرك أي قوات إلى المنطقة، في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف استهدف مشفى للأمراض العقلية في شمال سورية.

وتفصيلاً، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أمس، بدء عملية عسكرية في عفرين شمال سورية، مشدداً على أن «الأمر تطلب تنفيذ العملية دون تأخير». وأوضح الوزير في مقابلة تلفزيونية، أن عملية عفرين «بدأت فعلياً» بقصف عبر الحدود، لكن لم تتحرك أي قوات إلى المنطقة.

وأضاف أن «العملية بدأت بحكم الأمر الواقع»، في إشارة إلى ضربات المدفعية التي يقوم بها الجيش التركي منذ أيام على مواقع كردية في سورية.

وقال جانيكلي إن «تركيا ليس لديها خيار سوى القضاء على كل العناصر الإرهابية شمال سورية»، مشيراً إلى أن أنقرة ستواصل المحادثات مع موسكو بشأن عملية عفرين.

وتابع أن تركيا تطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات، التي تستخدمها وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأضاف: «سنقضي على جميع الشبكات والعناصر الإرهابية في شمال سورية. لا يوجد بديل».

وقصفت المدفعية التركية، أمس، مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، رداً على نيران مصدرها الجانب الآخر من الحدود، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية.

في السياق ذاته، قالت وحدات حماية الشعب الكردية إن القوات التركية أطلقت نحو 70 قذيفة على قرى كردية في عفرين، في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف ليل الخميس تقريباً، واستمر حتى صباح أمس.

وقال المتحدث باسم الوحدات في عفرين روجهات روج، إن ذلك كان «أعنف قصف تركي منذ صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية».

وأضاف روج متحدثاً من عفرين أن وحدات حماية الشعب سترد «بأقوى شدة» على أي هجوم على عفرين.

وتعتبر أنقرة القوات الكردية المنتشرة شمال سورية امتداداً لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون تركيا، وتعهدت بمهاجمتهم، وحشدت القوات والدبابات على الحدود.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد حثت تركيا، الخميس، على عدم القيام بعمل عسكري في منطقة عفرين، داعية أنقرة إلى مواصلة التركيز على محاربة تنظيم «داعش» في المنطقة.

ورداً على سؤال حول مؤشرات على استعداد تركيا لمهاجمة مسلحين أكراد في عفرين، قالت المتحدثة باسم الوزارة، هيذر ناورت، في مؤتمر صحافي: «سندعو الأتراك إلى عدم الإقدام على أي أفعال من هذا النوع. لا نريدهم أن ينخرطوا في عنف، وإنما نريدهم أن يواصلوا التركيز على تنظيم داعش».

وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قد قال في وقت سابق، إن تشكيل «جيش إرهابي» على حدود بلاده مع سورية سيلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بالعلاقات مع أميركا.

وتابع تشاوش أوغلو: «سنتدخل في عفرين، وسنتخذ أيضاً خطوات في شرق نهر الفرات، وكذلك منبج، ضد التهديدات التي نواجهها. لا نريد حليفاً مثل الولايات المتحدة ضدنا في هذه الحالة».

وفي موازاة تهديدها بهجوم على عفرين، أوفدت الحكومة التركية الخميس قائد جيشها ورئيس جهاز استخباراتها إلى موسكو، للحصول على موافقة روسيا التي تنشر قوات في عفرين في مهمة «مراقبة».

وشهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية تظاهرات حاشدة، الخميس، تنديداً بتلويح تركيا بشن هجوم وشيك على مدينة عفرين، ردد خلالها المشاركون هتافات وشعارات مناوئة لأنقرة.

من جهة أخرى، جرح أكثر من 10 أشخاص في قصف استهدف مشفى للأمراض العقلية في شمال سورية، حسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس.

وذكر المرصد «استهدفت قوات سورية الديمقراطية بجولات عدة من القصف، مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، كان آخرها استهداف مشفى للأمراض العقلية والنفسية بمدينة أعزاز في الريف الشمالي لحلب، خلال ساعات الليلة الماضية».

وأشار المرصد إلى أن «القصف أسفر عن إصابة 14 شخصاً على الأقل، معظمهم من المرضى».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أنه لم يتم التأكد من وجود جرحى بين الطاقم الطبي للمشفى.

لكن المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، نفى أن تكون هذه القوات قامت بجولات القصف التي أصابت المشفى.

ويقدم المشفى خدماته لأكثر من 100 مريض، إضافة إلى الأدوية والتشخيص ومعالجة كل حالة على حدة، لحالات عدة، بما في ذلك الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة. ويأتي القصف وسط تصاعد التوتر بين وحدات حماية الشعب وتركيا.

تويتر