طهران تحذر من «التجمعات المخالفة للقانون» مع تجدد التظاهرات ضدها

ترامب: احتجاجات الإيرانيين ترفض فــساد النظام وإهداره الثروات على دعم الإرهاب

تظاهرات حاشدة خرجت في مدينة مشهد التي تعد مركزاً دينياً مهماً في إيران للتنديد بنظام الحكم وغلاء الأسعار. من المصدر

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، أن الاحتجاجات السلمية للمواطنين الإيرانيين جاءت رفضاً لفساد النظام الحاكم في طهران وإهداره لثروات البلاد من أجل تمويل الإرهاب في الخارج، في وقت نددت إيران بالتصريحات «الانتهازية» لترامب وطلبت من السكان عدم المشاركة في «تجمعات مخالفة للقانون»، مع تجدد التظاهرات ضد السلطة احتجاجاً على الوضع الاقتصادي في البلاد.

وندد الرئيس الأميركي بشدة باعتقال متظاهرين في إيران، محذراً طهران بأن «العالم يراقب».

وكتب ترامب على «تويتر»، «تقارير كثيرة عن احتجاجات سلمية لمواطنين إيرانيين سئموا فساد النظام، وإهداره لثروات الأمة من أجل تمويل الإرهاب في الخارج».

وأضاف «يجدر بالحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في التعبير عن أنفسهم. العالم يراقب».

وينتقد الرئيس الأميركي بشكل متكرر إيران، مندداً بـ«نظام متعصب»، وبالاتفاق النووي الموقع بين الدول الست الكبرى وطهران، والذي رفض الإقرار بالتزام طهران به.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان، إن «القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَين الى دولة مارقة تصدّر أساساً العنف وسفك الدماء والفوضى». وأضافت أن واشنطن «تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين».

وقالت «نحض كل الدول على أن تدعم علناً شعب ايران، ومطالبه بالحقوق الأساسية وبإنهاء الفساد».

واستشهد البيان بوزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي أعلن أمام الكونغرس في 14 يونيو الماضي أن واشنطن تدعم «العناصر التي ستقود في إيران إلى انتقال سلمي للحكم»، مؤكداً أن «هذه العناصر موجودة».

وأشارت الولايات المتحدة مرة جديدة إلى دور إيران في المنطقة، حيث تتهم الجمهورية الإسلامية بـ«زعزعة الاستقرار» في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أول من أمس، «هناك معلومات كثيرة عن احتجاجات سلمية لمواطنين ايرانيين سئموا فساد النظام، وهدره ثرواته من اجل تمويل الإرهاب بالخارج».

وأضافت أنه «على الحكومة الإيرانية احترام حقوقهم، خصوصاً حقهم في التعبير. العالم يراقب».

في المقابل، نددت إيران، أمس، بالتصريحات «الانتهازية» لترامب.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن «الشعب الإيراني لا يضع أي قيمة للمزاعم الانتهازية الصادرة من قبل المسؤولين الأميركيين و(دونالد) ترامب»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام.

وأضاف أن «الدعم الانتهازي والمضلل للمسؤولين الأميركيين لبعض التجمعات الأخيرة في بعض المدن الإيرانية، ليس إلا رياء ونفاقاً من قبل الإدارة الأميركية».

واعتبر النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي «إيريب»، أن «بعض الحوادث التي وقعت في البلاد (حصلت) بذريعة مشكلات اقتصادية، ولكن يبدو أن ثمة أمراً آخر خلفها».

من جهته، قال نائب محافظ طهران محسن حمداني، إن الموقوفين في التظاهرات «كانوا تحت تأثير الدعاية»، و«غير مدركين أن أغلبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج».

ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصاً في مدينة مشهد التي تعد مركزاً دينياً مهماً في ايران، احتجاجاً على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة «نظر» الإصلاحية متظاهرين يهتفون «الموت لروحاني» و«الموت للديكتاتور»، وكذلك «لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران»، في انتقاد لتركيز السلطات الإيرانية على القضايا الإقليمية على حساب القضايا الوطنية. كما أطلق بعض المتظاهرين هتافات مؤيدة للملكية التي أطاحت بها «الثورة الإسلامية» في 1979.

وأظهرت الصور التي تم تداولها أيضاً عبر تطبيق تلغرام، متظاهرين في مدن رشت (شمال) وكرمنشاه (غرب) وحمدان (غرب) وقزوين (شمال). وعنونت صحيفة «آرمان» الإصلاحية، أمس، صفحتها الأولى «جرس إنذار للجميع»، فيما برزت دعوات الى الحكومة لاتخاذ تدابير من أجل حل المشكلات الاقتصادية في البلاد. وطلبت الحكومة الإيرانية، أمس، من السكان عدم المشاركة في «تجمعات مخالفة للقانون».

وقال وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي «نطلب من السكان عدم المشاركة في التجمعات المخالفة للقانون، لأنهم سيخلقون مشكلات لهم ولمواطنين آخرين»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» للأنباء.

وأضاف أن على «الراغبين في تنظيم تجمع التقدم بطلب والحصول على ترخيص»، موضحاً أنه تلقى معلومات بشأن «دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل المشاركة في تجمعات».

ويأتي التحذير بينما قام النظام بتعبئة عشرات آلاف المتظاهرين في طهران وفي مدن عدة في محافظات اخرى بينها مشهد (شمال شرق)، في ذكرى إنهاء حركة الاحتجاج الضخمة التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «الموت للعصيان» في اشارة الى حركة 2009.

وتأتي التجمعات الرسمية بعد يومين على تظاهرات احتجاجاً على التضخم والبطالة في نحو 10 مدن إيرانية، ردد خلالها بعض المتظاهرين شعارات معادية للسلطة. وأشار التلفزيون الإيراني للمرة الأولى، أمس، إلى تظاهرات الخميس والجمعة ولكن من غير الدخول في التفاصيل ولا نقل شهادات، بل اكتفى بعرض صور مع التأكيد على ضرورة الاستماع الى «المطالب المشروعة» للسكان.

لكنه ندد في الوقت نفسه بوسائل الإعلام والمجموعات «المعادية للثورة» المتمركزة في الخارج والتي تحاول استغلال هذه التجمعات. إلى ذلك، تظاهر مئات الطلاب المؤيدين للنظام مرددين شعارات معادية لـ«العصيان» أمام جامعة طهران بعد تجمع آخر لطلاب هتفوا بشعارات ضد السلطة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام ايرانية. وردد الطلاب المؤيدون للنظام «الموت لمثيري الفتنة»، و«لا نقبل الحقارة»، بحسب تسجيلات فيديو نشرتها وكالات إعلام. وكتبت وكالة «تسنيم» القريبة من المحافظين «الانتهازيون الذين ارادوا استغلال الوضع تفرقوا عند وصول الطلاب».

قبلها، تظاهرت مجموعة من الطلاب أمام جامعة طهران، مرددة شعارات سياسية ضد الحكم، كما ذكرت وكالتا «فارس» و«مهر» الإيرانيتان للأنباء.

تويتر