واشنطن قلقة من «حصول حادث» مع المقاتلات الروسية فوق سورية

قوات النظام تسيطر على قرية بريف إدلب الخاضعة لاتفاق التهدئة

نقطة تفتيش في منطقة خاضعة لاتفاق خفض التوتر قرب حمص. أ.ب

سيطرت قوات النظام السوري، مدعومة بالميليشيات الإيرانية، على قرية تل خنزير بريف إدلب الجنوبي، الخاضعة لاتفاق التهدئة وخفض التوتر، بعد معارك عنيفة مع «هيئة تحرير الشام». في وقت أعربت واشنطن عن قلقها من حدوث اشتباك بين طائرات مقاتلة روسية وأميركية فوق سورية.

وقالت مصادر في المعاضة السورية إن قوات النظام، المدعومة من الميليشيات الإيرانية، تمكنت، أول من أمس، من السيطرة على قرية تل خنزير في ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد تمهيد جوي ومدفعي عنيف استمر لأيام، إضافة إلى اشتباكات عنيفة مع «هيئة تحرير الشام» أدّت لطرد الأخيرة من القرية.

وأضافت أن «هيئة تحرير الشام» تمكنت من صد تقدم قوات النظام وميليشياته على قرية المشيرفة، المحاذية لقرية تل خنزير بريف إدلب الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي عنيف على القرية.

وكانت قوات النظام سيطرت، يوم الجمعة الماضي، على تلة السيريتل ومزرعة الزهراء شرق قرية تل خنزير بريف إدلب الجنوبي، بعد قصف عنيف ومكثّف تعرّضت له المنطقة.

كما توغلت قوات النظام والمسلحون الموالون لها داخل ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد هجوم عنيف نفذته، أول من أمس، على مواقع المعارضة المسلحة على محور مطار أبوالظهور العسكري.

وقال مصدر ميداني يقاتل مع قوات النظام «إن قوات الاقتحام التابعة للجيش السوري داهمت مزارع الزهراء والحاوية، وتمكنت من التوغل داخلهما تحت غطاء قصف صاروخي ومدفعي، إضافة إلى غارات جوية للطيران الروسي».

وكلفت قوات النظام العميد سهيل حسن، الذي التقاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في قاعدة حميميم، بقيادة عملياتها الهجومية على محور مطار أبوالظهور العسكري.

وأكد المصدر أن القوات تمكنت بعد معارك عنيفة من السيطرة على المزرعتين، في حين انسحب مقاتلو المعارضة بعد أن نقلوا أسلحتهم وعتادهم.

وتخضع محافظة إدلب إلى اتفاق مناطق التهدئة وخفض التوتر، الذي تم التوصل إليه في مؤتمر أستانا برعاية روسية إيرانية تركية.

إلى ذلك، أبدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قلقها من خطر جديد يتمثل في حدوث اشتباك بين طائرات مقاتلة روسية وأميركية فوق سورية، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في حادث دبلوماسي خطر بين البلدين.

وتكررت الأحداث في الأسابيع الماضية، ولاسيما الأربعاء الماضي، عندما اعترضت طائرتا «إف-22» طائرة «سوخوي-25» روسية في المجال الجوي السوري، بمنطقة ما كان ينبغي لها أن توجد فيها، وفق مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية.

وتتكرر هذه الأحداث بينما باتت عمليات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، في محاربة تنظيم «داعش»، تنحصر في منطقة تقل مساحتها عن 40 كيلومتراً مربعاً، حول مدينة البوكمال شرق سورية، بالقرب من الحدود مع العراق.

ويسعى التحالف إلى تطهير الضفة الشرقية من نهر الفرات من فلول تنظيم «داعش»، عبر توفير الإسناد لـ«قوات سورية الديمقراطية» وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد. وتم الاتفاق شفهياً مع موسكو على بقاء المقاتلات الروسية التي تدعم القوات السورية على الضفة الغربية للفرات.

لكن المتحدث باسم سلاح الجو الأميركي في المنطقة، اللفتنانت كولونيل داميان بيكار، قال إن طائرات روسية حلّقت فوق الضفة الشرقية للفرات في الفترة الماضية، من دون إبلاغ التحالف الدولي مسبقاً، مثلما هو مقرر في مناطق «خفض التوتر» التي حددتها واشنطن وموسكو لتفادي الاصطدام.

ومنذ تدخل روسيا في النزاع السوري، سبتمبر 2015، يستخدم البلدان خط اتصال مباشراً لتفادي الاشتباك.

هذا عدا عن حادث 17 نوفمبر عندما اعترضت طائرتا «إف-22» طائرة «سوخوي 24» مسلحة حلقت ثلاث مرات فوق قوات التحالف الدولي وحلفائها السوريين، ولم تستجب لنداءات الراديو.

وقال بيكار إن «طائرات إف-22 اعترضت الطيار وكانت في وضعية إطلاق النار، لحسن الحظ طيارونا تروّوا، لكن سلوك طاقم سوخوي-24 كان يمكن أن يفسر على أنه ينطوي على تهديد للقوات الأميركية، ولو أطلق طيارونا النار لكان الأمر مشروعاً تماماً»، وأضاف بيكار «لسنا هنا لنقاتل روسيا أو سورية، هدفنا يظل تنظيم (داعش)، مع هذا إذا تعرضت قوات التحالف أو حلفاؤها المحليون لهجوم فسندافع عنها».

تويتر