دعت المجتمع الدولي إلى تعزيز دوره في مساعدة كابول

الإمارات تجدد تعهدها بمواصلة الدعم الإنساني والإنمائي لأفغانستان

نسيبة: طريق السلام والاستقرار في أفغانستان لايزال طويلاً وشاقاً. وام

تعهدت دولة الإمارات بمواصلة التزامها بتقديم الدعم الإنساني والإنمائي إلى أفغانستان، سواء في إطار التعاون الثنائي أو المشترك مع الشركاء الدوليين الآخرين، داعية في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى تعزيز دوره الهادف إلى مساعدة هذا البلد على معالجة أوضاعه الأمنية، بما في ذلك دعم قواته الأمنية، وإعانته على إتمام عملية السلام والتنمية الاقتصادية والبشرية في ربوعه.

الإمارات قدمت مساعدات إنمائية خصصت لإعادة الإعمار ودعم الجهود الإنمائية والإنسانية في أفغانستان تجاوزت قيمتها 680 مليون دولار.

وشددت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، أول من أمس، في بيان أمام الاجتماع الخاص الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحالة في أفغانستان، على أهمية تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان على المدى الطويل، من خلال عملية سلام شاملة بقيادة أفغانية، مؤكدة على أن حشد الجهود الداعمة لهذا البلد يعد السبيل الأفضل لخلق مسار آمن ومستدام، يضمن تحقيق تنمية شاملة وطويلة الأمد لجميع أفراد الشعب الأفغاني.

وأعربت نسيبة عن قلق دولة الإمارات البالغ تجاه الأحداث المأساوية التي شهدتها أفغانستان خلال السنوات الأخيرة، والمتمثلة بزيادة عدد الهجمات الإرهابية المستهدفة للمدنيين وقوات الأمن الوطنية، مشيرة إلى أن الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني يقفان على خط المواجهة في الحرب العالمية ضد الإرهاب والتطرف.

وذكرت بالضرر الذي لحق دولة الإمارات من جراء إحدى الهجمات العنيفة التي وقعت في أوائل هذا العام، وأسفرت عن استشهاد سفير الدولة لدى كابول، جمعة الكعبي، إضافة إلى خمسة آخرين من زملائه الدبلوماسيين الإماراتيين، إلى جانب 11 أفغانياً، وتسبب أيضاً في إصابة عدد كبير من الأشخاص الآخرين.

وقالت «نحن نعلم أننا لسنا وحدنا من يشعر بالقلق إزاء هذا الوضع، فالولايات المتحدة الأميركية وعشرات الدول الأخرى يتصدون بفعالية لانعدام الأمن في أفغانستان منذ سنوات».

وأشادت في هذا السياق بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وآخرون من أجل إحلال السلام والاستقرار في هذا البلد، ودعم وإعادة بناء مؤسساته وهياكله الأساسية.

ورحبت بشكل خاص بـ«الاستراتيجية الجريئة» التي انتهجتها الإدارة الأميركية، وجددت بموجبها الزخم اللازم للتصدي للحالة الأمنية في أفغانستان، ورسمت الطريق لاستمرار مشاركة الولايات المتحدة في تحسين الأوضاع على الأرض.

وألقت نسيبة الضوء على الوضع العام في أفغانستان، مشيرة إلى أنه، وعلى الرغم من التقدم الإيجابي الكبير الذي تم إحرازه على الساحة الأفغانية، إلا أن طريق السلام والاستقرار في هذا البلد لايزال طويلاً وشاقاً، ويتطلب من المجتمع الدولي ألا يكرر أخطاء الماضي، حيث أدى الانسحاب والتخلي عن أفغانستان إلى تمكين المتطرفين من الاستيلاء على أراضيه.

ووجهت بهذا الصدد دعوتها للمجتمع الدولي لمواصلة معالجة الأوضاع الأمنية في أفغانستان، وتقديم الدعم لمساعي إنجاح عملية السلام، وتكثيف الجهود الداعمة للقوات الأمنية الأفغانية، وتشجيع التنمية الاقتصادية والبشرية.

كما استعرضت نسيبة جانباً من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات على المستويين الثنائي والدولي من أجل تحسين حياة الشعب الأفغاني، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في بلادهم، وبما ينعكس بنتائجه الإيجابية باتجاه الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة برمتها. وأعطت مثالاً على ذلك مشاركتها بقوات إماراتية في بعثة القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان منذ عام 2003، دعماً منها للحكومة الشرعية في أفغانستان، ولشركائنا في حلف الناتو.

ورحبت أيضاً ببيان الرئيس التنفيذي لأفغانستان، الدكتور عبدالله عبدالله، أمام الاجتماع، الذي أكد خلاله على أن هزيمة الإرهاب تشكل حجر الزاوية في الاستراتيجية الأمنية لبلاده، وقالت «إننا نؤمن معاً بأن مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله هي أبلغ من أي تصريحات تقال، ويحب علينا أن نتفق على ضرورة محاربة الإرهاب بجميع أنواعه، فلا يوجد إرهاب جيد وإرهاب سيئ».

وأشارت إلى ما قدمته دولة الإمارات منذ سبعينات القرن الماضي من مساعدات إنمائية، خصصت لإعادة الإعمار، ودعم الجهود الإنمائية والإنسانية في جميع أنحاء أفغانستان، موضحة أن هذه المساعدات تجاوزت قيمتها الـ680 مليون دولار، لافتة إلى أبرز هذه المشروعات، كمشروع الإسكان والتنمية المجتمعية في كابول، وأيضاً مشروع إعادة بناء مطار مزار شريف، بالتعاون مع ألمانيا ودول أخرى، وكذلك مشروع تحسين الطريق السريع 611 الذي يعد شريان المرور الرئيس في البلاد، وذلك بالاشتراك مع المملكة المتحدة.

وذكرت أنه، وإيماناً منها بأهمية المؤسسات التعليمية في بناء مستقبل واعد للأجيال الشابة، خصوصاً في المناطق المتضررة من النزاعات، قامت دولة الإمارات بافتتاح جامعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بولاية خوست في أفغانستان، لتدريس الطب والهندسة والتكنولوجيا والقانون وغيرها من التخصصات الأخرى، كما قامت أيضاً، وفي إطار إدراكها لأهمية إشراك القادة الدينيين في غرس وترسيخ قيم السلام والتسامح والتعددية، بتدريب ما يقارب 20 ألف إمام أفغاني لنشر التسامح والتوعية حول قيم الوسطية في الإسلام، والعمل على إزالة أسباب الفرقة والاختلاف، وتعزيز السلام، وتشجيع المشاركة الشاملة في البلاد.

تويتر