وصف قرار الجامعة العربية بالـ «قوي»

الجبير: الخطر الإيراني ومكافحة الإرهاب أهم من أزمة قطر

الجبير شدّد على ضرورة إدراج «حزب الله» اللبناني على قوائم الإرهاب في جميع الدول العربية. أ.ف.ب

أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن أزمة قطر أمر صغير جداً، وتوجد أمور أهم من ذلك، كالخطر الإيراني على الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والأزمة السورية، وليبيا، واستقرار اليمن، والتنمية الداخلية وتطبيق رؤية 2030 في المملكة، والإصلاح، ووصف قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ضد إيران و«حزب الله» بـ«القوي والمهم جداً».

وقال الجبير، في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، إن الدول المقاطعة أرسلت رسالة لقطر، بأن تلتزم بعدم دعم الإرهاب وتمويله، وكانت مطالب الرباعي العربي في ستة مبادئ، لكن القطريين ينكرون وجود أي مشكلة لديهم، ونحن نطالبهم بأن يتركوا مرحلة الإنكار، ويبدأوا مرحلة إعادة النظر وحل مشكلاتهم.

إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، وعلى الدول العربية أن تتخذ إجراءات للتصدي لممارساتها، إذا كانت مهتمة فعلاً بالأمن القومي العربي.

وأضاف «لا نريد إلا الخير لهم، يجب ألا يتدخلوا في الشؤون الداخلية للدول، أو إيجاد منصات لأشخاص يبررون العمليات الانتحارية، أو استضافة أشخاص متورطين في تمويل الإرهاب، ومازالوا يجمعون أموالاً ويرسلونها للإرهابيين، أو وجود عناصر إرهابية تعمل داخل قطر بما فيها (الإخوان المسلمين)».

وأوضح أن القطريين يقولون إن إجراءاتنا هذه «حصار»، لكن الحصار يعني وجود طائرات حربية فوق الأجواء القطرية وسفن حربية، ونحن نقول «مقاطعة».

وقال «قلنا إذا استمروا على النهج لن نتعامل معهم، والآن قطر تفعل كل شيء عدا الاعتراف بالمشكلة»، مشدداً على أن الاعتراف بالمشكلة ليس خطأ، فهو أمر إيجابي، لأنه أول خطوة في طريق الحل.

وكشف الجبير أن قطر قامت بأمور عدة، بعد إجراءات الرباعي العربي ضدها، فوقعت مذكرة تفاهم مع أميركا عن تمويل الإرهاب التي كانت ترفض توقيعها منذ سنوات، كما سمحت لمسؤولين أميركيين بأن يكونوا في البنوك القطرية، وغيّرت قوانينها لتسمح بتسلم أدلة من خارج قطر، حيث كانت ترفض في السابق، كما قلصت الدعم لمنظمات متطرفة في سورية وليبيا، ما يساعد على إيجاد حل سلمي، كما قلصت الدعم لحركة «حماس»، ما فرض على الحركة تسليم غزة للسلطة الفلسطينية.

وقال: «كل هذا شيء إيجابي، لكن ماذا يفعلون بشأن وجود أشخاص لديهم يدعون للإرهاب، والكراهية التي تبث عبر القنوات الإعلامية القطرية، وكذلك التدخل في شؤون الدول».

وفي شأن التدخلات الإيرانية بالمنطقة، قال الجبير إن السعودية تدرس الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكداً أن هناك تفاهماً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث الخطوات المقبلة ضد إيران.

وأضاف الجبير أن إيران منذ ثورة الخميني وتاريخها «دمار»، موضحاً أن قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أول من أمس، كان مهماً جداً، ولهجته كانت قوية، لأنه يدين تدخلاتها في المنطقة، وتورطها في استهدافها السلطات في البحرين، والتأكيد على إدانة «حزب الله»، وما يقوم به من إشعال الفتنة الطائفية، لافتاً إلى أنها خطوة إضافية تقوم بها الدول العربية للتصدي لإيران.

وشدد على ضرورة إدراج «حزب الله» اللبناني على قوائم الإرهاب في جميع الدول العربية، مشيراً إلى أن الحزب ارتكب أفعالاً عدوانية في اليمن ومصر في العامين 2006 و2008، مضيفاً أن «هناك حاجة إلى إدراج (حزب الله) كمنظمة إرهابية في الدول العربية كلها».

وأكد الجبير، أن إيران هي أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، وعلى الدول العربية أن تتخذ إجراءات للتصدي لممارساتها، إذا كانت مهتمة فعلاً بالأمن القومي العربي. وتوقع الجبير تشديد العقوبات على إيران، بسبب ممارساتها.

وعن الوضع في اليمن، أكد أن هناك فهماً خاطئاً لما يحدث في اليمن، ولم يكن لدينا خيار في التدخل باليمن، وتدخُلنا في اليمن يشبه ما تفعله مصر لضبط حدودها مع ليبيا، موضحاً أن كل الجهود لإعادة السلطة بالحوار باءت بالفشل، ولذلك تدخلنا عسكرياً، خصوصاً مع التهديد الحوثي لحدودنا.

وأضاف «بدأنا جهودنا التي تبلورت باجتماع مجلس الجامعة، بعد استخدام الحوثيين صواريخ إيران البالستية، وكان آخرها يستهدف الرياض، وعملنا على زيادة الوعي العربي بخطر إيران وعملائها».

وكان مجلس جامعة الدول العربية كلف في اجتماعه الطارئ، المجموعة العربية في نيويورك، مخاطبة رئيس مجلس الأمن، لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231، في ما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية، وما ينطوي عليه من طبيعة هجومية تقوض الادعاءات الإيرانية حول طبيعته الدفاعية، وما يمثله من تهديد للأمن القومي العربي.

كما دان المجلس تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية وطالب الحكومة الإيرانية بالكف عن هذه التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما قرّر حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران، التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية العربية، باعتبارها تشكل تهديداً للأمن القومي العربي، من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية.

تويتر