المعارضة القطرية تطالب بتغيير الحكم وتعتبر رسائل عبدالله آل ثاني مبشِّرة بالخير

«الإرهاب.. حقائق وشواهد» يســلّط الضوء على جهود عبدالله آل ثاني لإنقاذ قطـر من أزمتها

الشرهان ترى أن تصرفات النظام القطري شوّهت الهوية القطرية ودللت على أنها دموية تخريبية. الإمارات اليوم

مواصلة لكشف زيف الادعاءات السياسية لنظام الدوحة، وإبراز خفايا المناورات والتخبطات التي يمارسها نظام الحمدين، استعرضت الحلقة العاشرة من البرنامج الأسبوعي «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، الذي تبثّه قناة «الشارقة» الفضائية، جهود الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، ورسائله الرامية إلى إنقاذ قطر من أزمتها، وصدى دعواته خارج المجتمع القطري وداخله، ومدى تأثيرها في أسرة آل ثاني بشكل خاص، والتي اعتبرتها المعارضة القطرية مبشرة بالخير.

ناعمة الشرهان:

قطر مازالت تغرّد خارج السرب، ورسائل الشيخ عبدالله آل ثاني «انتفاضة».

الدكتور الشيخ خالد آل خليفة:

الدوحة فتحت الباب أمام التدخلات الخارجية.. والمقاطعة مشروعة.

سالم اليامي:

هناك تفاؤل وثقة بقدرة الشيخ عبدالله آل ثاني على حل هذه الأزمة.

علي الدهنيم:

انشقاق 17 من الأسرة الحاكمة أخيراً، ونطالب بالتغيير، ولا وجود لحلّ سواه.

واستضافت الحلقة، التي قدّمها الإعلامي إبراهيم المدفع، من الاستوديو، ناعمة عبدالله الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعبر الأقمار الاصطناعية من البحرين المحلل السياسي والباحث في شؤون الخليج العربي، الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، ومن السعودية المحلل السياسي، سالم اليامي، وعبر الهاتف من العاصمة البريطانية لندن المعارض القطري علي الدهنيم، الذين تطرقوا إلى الحديث عن رسائل الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وما تحمله من مضامين تدفع باتجاه إيجاد حل للأزمة الخليجية الراهنة، وتداعيات ردود النظام القطري حيالها.

واستهلّت ناعمة الشرهان حديثها بوصف قطر بأنها مازالت «تغرّد خارج السرب»، مشيرة إلى أن نظام الدوحة أصبح خنجراً موجّهاً لأشقائه الخليجيين، وأنه فوّت على نفسه جميع الفرص التي قدّمتها السعودية والإمارات، موضحة أن من المفترض على هذا النظام أن يقف إلى جانب إخوانه، وأن يسعى باتجاه وحدة الصف الخليجي والعربي، لا المضي بعيداً والإمعان في التعنّت، وقالت: «لا نعلم ماذا تريد قطر، وإلى أين تريد الذهاب».

وتابعت الشرهان: «تميم تحدث على منصة الأمم المتحدة عن أن المصالحة غير مشروطة، وهذا يدل على تذبذبات سياسية في القرار القطري»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التصريح الذي ظهر فيه الشيخ عبدالله يُعتبر «انتفاضة»، ما يعطي الساحة العربية والخليجية بصيص أمل في أن الأسرة الموجودة بقطر تتراجع وتعود إلى الصف، وقالت: «أنا راهنت من البدايات على أن الانتفاضة ستأتي من الداخل، وكنا دوماً ضد ما يحصل في قطر، لكن بدأت الأمور تظهر، وهم معتادون على الانقلابات».

وأضافت «انتفاضة العقلاء تهدف إلى الجلوس على طاولة الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقطر لا يوجد بها الحمدان وموزة فقط، بل بها شعب وقبائل وحكماء، لكن التصرفات الفردية لا تمت إلى الشعب بصلة»، وتابعت «الكل ينظر إلى قطر على أنها إرهابية، وحديث الشيخ عبدالله آل ثاني نفى ذلك، وكون النظام يدعم ويموّل الإرهاب، لا يعني أن الشعب إرهابي»، وأضافت «تصرفات النظام شوّهت الهوية القطرية، ودللت على أنها دموية تخريبية».

من جانبه، أكد الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن دول الخليج انتهجت سياسات عدم التدخّل في شؤون الدول الداخلية الأخرى، سواء دول مجلس التعاون أو الدول الإقليمية الأخرى، أما في ما يتعلّق بقطر فالأمر مختلف، كونها فتحت الباب أمام تدخلات خارجية، دللت عليها دعوتها إلى مساندات خارجية من دول إقليمية غير عربية، منها إيران، ومن هنا بدأت في تدويل قضيتها، وأشار إلى النظام القطري مهّد لمقاطعته من الدول الخليجية، واصفاً المقاطعة بالمشروعة، وهي «حقّ لكل من يرغب فيها». وعن الرسائل التي وجهها الشيخ عبدالله آل ثاني، قال آل خليفة «رسائل الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني تبشّر بالخير، وفي كل مجتمع هناك من يعقل ومن يحاول أن يصلح ذات البين، وهناك من يريد أن يزرع الخير في بلده ومجتمعه، وقطر فيها من الخيّرين والعقلاء الشيء اليسير»، مشيراً إلى أن ما يحدث في قطر هو بسبب سياسة زمرة من الأشخاص الذين ارتبطوا بمشروعات تخريبية وهدامة، اعتقدوا من خلالها أنهم تمكّنوا من بناء امبراطورية، وباتوا أصحاب نفوذ وصيت دولي، وأضاف «في الحقيقة خير قطر وشعب قطر ليس في يد هؤلاء»، لافتاً إلى تاريخ انقلاباتهم وتذبذباتهم السياسية، وخط العلاقات السياسية المتوترة بين نظام الدوحة ودول الخليج منذ مطلع القرن العشرين.

وفي ما يتعلّق بسحب النظام القطري للجنسية من قبيلة آل مرّة، قال الشيخ آل خليفة: «إن ما حدث مع قبيلة آل مرّة لا شك أنه جاء بعد ضغط كبير على نظام الحمدين، وهو تصرف همجي، يولّد الكثير من المعارضة للنظام، كون القبائل الأخرى ستشعر بذات الخطر، وأنها تقع تحت ضغط كبير ومهددة تماماً»، وأكد أن «هذه الخطوات لا يقوم بها سوى نظام فاشل فاقد للثقة بنفسه، وأنها تعتبر فرصة للتعبير عن رأي الشعب وإحداث التغيير».

وتابع «قبل أيام تجاوز صيادون بحرينيون الحدود المائية القطرية، وقُبض عليهم، ووضعوا في السجن، والآن تعتقد قطر أن هؤلاء هم ورقة مفاوضة وضغط على البحرين، وهذه تصرفات لا تنبع إلا من موقف ضعيف مهتز، وإلا ماذا يجدي اختطاف مثل هؤلاء أو سحب الجنسية من قبيلة محلية؟». وأضاف الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة: «التغيير هو الحل الوحيد بالنسبة لهذه الأزمة، فلا توجد أي حلول أخرى، ومن يتحدث عن حوار أو تسوية فلن تنجح، لأننا جربنا ذلك في عامي 2013 و2014، وفشلت التجربة، ووجدنا بأن لا وجود لرجال يلتزمون بتعهداتهم، ولا يمكن الوثوق بهذه الزمرة المكونة من ثلاثة أشخاص يتحكمون بمصير شعب ودولة، ووصلوا بها إلى شيء مؤسف جداً».

بدوره، عبّر سالم اليامي عن نظرة التفاؤل من بيان الشيخ عبدالله آل ثاني، وكيف يمكن إعادة الأمور إلى نصابها، وقال «تُفهم النبرة الموجودة في خطاب الشيخ عبدالله من أكثر من محور، الأول هو النجاح الذي لاقته دعوته الأولى للحج، كخطوة أولية لتهدئة الخلافات، ثانياً الإعلانات التي توالت من دول الخليج والنخب السياسية فيها عززت دوره، ثالثاً إعلان الشيخ في خطابه الأخير أن هناك عدداً كبيراً من الاتصالات والآراء التي تلقاها من داخل الدوحة، من مواطنين وأبناء قبائل وطبقات متنفذة وأفراد من الأسرة الحاكمة، عكست التفاؤل والثقة التي يحملها الشيخ عبدالله على صعيد حلّ الأزمة».

وتابع اليامي «نسعى لأن يحدث ما يمكن أن نسميه تأهيلاً للسلطة في قطر، أي أن يغادر السلطة بعض الأشخاص، ويحل مكانهم أشخاص آخرون». واصفاً الأمر بـ«الكرة التي تكبر كلّ يوم». وأشار إلى أن الحل العملي للتغيير يعتمد على التحرك للفاعل السياسي في الدوحة، ليكون هناك تغيير يرضي الإقليم وينتزع هذا الاحتقان، وكلها سيناريوهات وآليات عملية مرشحة للتطبيق المستقبلي. وحول رأي المعارضة القطرية، أشار علي الدهنيم إلى أن المعارضة قبل المؤتمر الذي عقد أخيراً في العاصمة البريطانية لندن، كانت على علم بمسار الأمور، وكيف هي سياسات النظام القطري، وإلى أين ستصل، وقال «الأمر يسير إلى ما لا نهاية، والنظام القطري أشبه بمن ينتحر سياسياً». وأضاف «كنا نطالب بتغيير نظام الحكم بقطر، وكنا على حيرة من هو البديل، لكن سبحان الله البديل خرج لوحده، متمثلاً في شخصية الشيخ عبدالله آل ثاني، وهو حق أصيل له، والدستور ينص أن يستلم البلاد». وتابع «المعارضة تطالب بالتغيير فقط، ولا يوجد حل سوى تغيير الحكم المتمثل بالحمدين، والمعارضة تحتاج إلى التأييد من دول المقاطعة، ومن الشعب القطري مالياً ولوجستياً، ونحن قادرون على تغيير المعادلة في قطر، وأعلم كيف تتغيّر الأمور في بلدي، ومن هم الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم، لكن نحن نتمنى أن يسقط هذا النظام لوحده بالضغط». وأضاف «اليوم انشقّت 17 شخصية من الأسرة الحاكمة، لا نمتلك الأسماء بعد، لكنهم وصلوا إلى المنطقة الشرقية للسعودية بسلام».

تويتر