المعارضة تعتبر البيان تدشيناً لحكومة إنقاذ انتقالية لانتشال الشعب من مستنقع «تنظيم الحمدين»

أفراد بالأسرة الحاكمة في قطـــــر تجاوبوا «جيداً» مع بيان الإنقاذ لعبـــدالله آل ثاني

عبدالله آل ثاني خلال لقاءاته مع الملك سلمان لحل أزمة الحجاج والمحافظة على اللحمة الخليجية. أرشيفية

وصف الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، حفيد مؤسس قطر، التجاوب من الأسرة القطرية الحاكمة لبيان الإنقاذ الذي أصدره الليلة قبل الماضية بـ«الجيد»، لحرص القطريين على حل الأزمة في أسرع وقت، والابتعاد عن المخاطر، فيما أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أن بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، «يسعى إلى توحيد الصفوف» في قطر التي تواجه أزمة بسبب تعنت النظام، فيما اعتبرته المعارضة منى السليطي تدشيناً لحكومة إنقاذ انتقالية، لانتشال الشعب القطري من مستنقع «تنظيم الحمدين».

وفي التفاصيل، قال عبدالله بن علي آل ثاني، خلال تصريحات إعلامية، إنه بحكم تواصله مع بعض أفراد الأسرة الحاكمة في قطر وأعيان المجتمع القطري، فهناك استجابة لبيانه وعدد منهم رحب به، وتابع: «لن أعلن أسماءهم الآن ما عدا الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، الذي تواصل معي قبل قليل، ووافق على إعلان اسمه، ورحب بشدة وله مني الشكر، والمهم أن ننجح في دورنا ومهمتنا الوطنية».

وأكد ثقته بالدول العربية الشقيقة لحل الأزمة في قطر، مضيفاً: «دورنا أن نكون سنداً وعوناً لكل خير يأتي على بلادنا، ونعمل مع رجال قطر المخلصين لنقوم بدورنا ومسؤولياتنا في هذه الأزمة، ونبحث عن الحل بكل السبل الممكنة».

وأضاف: «واثقون بأن قادة الدول الشقيقة سيقفون معنا، ولن يتأخروا، ونحمد الله على التجاوب الكبير خلال الفترة الماضية، وما وجدته من الحرص والجدية والرغبة في حل الأزمة، وتجنيب بلادنا العزلة والضرر، وتقوية اللحمة الخليجية، وإن شاء الله الأمور كلها ستكون خيراً، وننعم بالأمن والطمأنينة».

وتابع حفيد مؤسس قطر: «الحمدلله أنه يسر لي أن أكون نافعاً لأهلي وبلدي وتسهيل أمورهم بفضل الله، ثم استجابة الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، وما رأيته مما آلت إليه الأوضاع من تردي وخذلان لأهلنا، ودورنا أن نكون سنداً وعوناً لكل خير على بلادنا».

من جانبه، قال خالد الهيل، معلقاً على بيان الإنقاذ في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أول من أمس، «يا أهل قطر سمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يسعى إلى توحيد الصفوف، ففشل نظام الحمدين في الالتزام بتعهداته يلزمنا بالتوحد من أجل الوطن».

ووصف الهيل، في تصريحات إعلامية، بيان الشيخ عبدالله آل ثاني بأنه خطاب وحدوي، يهدف إلى توحيد الصف القطري سواء من المعارضة في الخارج أو من التيار الإصلاحي أو المعارض من الداخل. وأضاف بأن الخطوة المقبلة ستكون مهمة وفارقة للشعب القطري، وأن الأمور لم تعد كما كانت في السابق.

ووصف الهيل البيان بأنه عبارة عن لم شمل للشعب القطري بخلاف تنظيم الحمدين الذي شرد القطريين. وأضاف أن المواطن القطري يريد حلاً لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن هذه هي أول خطوة لتصحيح الأوضاع في قطر، بعيدة عن تنظيم الحمدين.

وأكد أن بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني وجد قبولاً واسعاً في قطر، وأنه يقود تصحيح المسار في خطوة جبارة، وأكد أن هذه خطوة رائعة انتظرها القطريون منذ فترة، مشدداً على احتياج القطريين إلى من يصحح المسار لا من يؤزمه. وأشار إلى أن للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني شعبية كبيرة منذ الثمانينات، مؤكداً أنه «لم يفكر أبداً في مصالحه الشخصية، وإنما تفكيره ينصب في تصحيح المسار». وتعقيباً على البيان الذي حظي بحب جموع القطريين ومكانة خاصة داخل عائلة آل ثاني، قالت المعارضة القطرية البارزة منى السليطي، إن البيان يعد بمثابة تدشين «حكومة إنقاذ» انتقالية، لانتشال الشعب القطري من مستنقع «تنظيم الحمدين»، مؤكدة أن السلطة في قطر ستنتقل رغماً عن تميم وأهله، وأن الحكومات العربية لن تعترف بحكومته الحالية قريباً.

وأضافت منى السليطي، في تصريحاتٍ لـ«اليوم السابع»: «تميم حاكم لص كل همه سرقة مقدرات الدولة ونهبها وخرابها وليس عمارها»، مشدّدة على ضرورة خلع هذا النظام نهائياً عن الحكم حتى لا تسوء الأوضاع الحالية وتدخل الدولة القطرية في مستقبل مظلم. في السياق نفسه، اتهمت مصادر أخرى بالمعارضة القطرية نظام تميم بن حمد، بأنه إجرامي وإرهابي من الطراز الأول، ويعمل على دعم جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وأكدت المصادر أن النظام القطري الحالي أسس وصنع الإرهاب في العالم العربي، ويعمل على تنفيذ مخطط تقسيم وتخريب المنطقة لأهداف قوى غربية تقف على رأسها المنظمات الصهيونية العالمية، بالإضافة لتنفيذه المشروع الإيراني الأسود بالمنطقة الذي يسعى للسيطرة على الخليج العربي. فيما أشارت مصادر خليجية إلى أن النظام القطري فقد شرعيته، بعدما تبنى العديد من الألاعيب ضد دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، مؤكدة أن كل الأقنعة التي ارتداها النظام القطري سقطت عن وجهه، وتبين أنه غير جاد في إقامة حوار مسؤول مع دول الرباعي العربي في تنفيذ المطالب الـ13 المقدمة له.

تويتر