من ثورة إلى فوضى.. الدوحة تترك بصمة الدم على الشارع الليبي

«الإرهاب.. حقائق وشواهد» يكشف حقيقة عبث النظام القطري بليبيا

ضيف الاستوديو موسى القلّاب خلال حلقة أول من أمس. الإمارات اليوم

تناولت الحلقة الثامنة من برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، التي عرضت على قناة «الشارقة» الفضائية، التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، أول من أمس، الدور القطري الخبيث والمشبوه في زعزعة الاستقرار في ليبيا، وجرّ البلاد إلى الفوضى، عبر دعم الجماعات المتطرفة بالسلاح والعتاد، فضلاً عن احتضانها إرهابيين بارزين، إضافة إلى تدريب وتجهيز العناصر الإرهابية، لتأجيج الصراع في بلد تصارعت على ثراه قوى عدّة، أسهمت في إعادته عشرات السنوات إلى الوراء، ناهبة خيراته الطبيعية، ومتخذّة منه مسرحاً للعبث باستقراره وباستقرار البلاد المجاورة الأخرى.

وتطرقت الحلقة التي قدّمها الإعلامي إبراهيم المدفع، إلى أبرز النقاط المتعلقة بنهج العبث القطري في الشارع الليبي، واستضافت كلاً من المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، والباحث الاستشاري في مركز الشرق للبحوث في دبي، العميد المتقاعد موسى القلاب.

وتناول تقرير مصوّر في مقدمة الحلقة أسماء عدد من أبرز الشخصيات الإرهابية الليبية التي تحتضنها الدوحة، موضحاً دورهم المشبوه في زعزعة استقرار المنطقة، كما تناول التقرير أهم العمليات الانتحارية التي أشارت إلى الأسماء المشبوهة ذاتها التي تحتضنها قطر، ومدى قذارة الأدوار التي لعبتها الدوحة في جرّ البلاد العربية نحو الخراب.

• العميد أحمد المسماري: الدوحة مسؤولة عن عمليات الاغتيال التي وقعت لرموز عسكرية ليبية.

• موسى القلّاب: قطر لم تقدّم أي مشروع إنسانيّ أو ثقافيّ وسياساتها مجرّد خيالات.

وأكد المسماري في بداية حديثه أن الدور الذي تلعبه قطر في ليبيا يعد مثالاً صارخاً للتخريب، موضحاً أن الدوحة عمدت إلى تدمير مناحي الحياة في ليبيا، من خلال جملة من الخطط والبرامج التخريبية، التي بدأت منذ عهد الرئيس السابق معمّر القذّافي، وشملت قضايا عدة مثل حادثة لوكيربي عام 1988، وإسهامها في قيادة المصالحة بين جماعة «الإخوان» وسيف الإسلام القذافي، حيث حرصت قطر على إخراجهم من السجون، بعد تلك الاتفاقية، لتبدأ حالة من الهرج والمرج السياسي الذي تحوّل في ما بعد إلى فوضى. وأوضح أن الدوحة سعت إلى قلب الطاولة على رؤوس السياسيين الليبيين، من خلال إيقاف الطموحات الشعبية، التي سعت إلى الوصول لحياة سياسة مستقرة بعد سقوط النظام السابق، ومضيها في تأسيس قاعدة إرهابية في البلاد، تخوّلها التحكّم بمصير الدولة، ونهب خيراتها ومقدراتها، وصولاً إلى تكديس الأسلحة في مخازن الجماعات المشبوهة، مشيراً إلى أن الطائرات العسكرية والمدنية، التي انطلقت من مطارات قطر، وصبّت حمولتها في ليبيا، كانت محمّلة بالذخائر والأسلحة، وذهبت بشكل مباشر إلى الجماعات الإرهابية لا للجيش الوطني، قائلاً: «لقد قاتلنا إلى جانب الشعب تلك الجماعات الإرهابية، ونعلم أين ذهبت الأسلحة، حيث لم يصل الجيش الوطني أي قطعة سلاح من قبل دولة قطر، بل ذهبت إلى جماعات إرهابية، ما يثبت تورّطها في الصراع الداخلي».

وأضاف المسماري «نتهم النظام القطري بجميع عمليات الاغتيال التي تعرّضت لها رموز عسكرية ليبية، من بينها اغتيال رئيس الأركان السابق اللواء عبدالفتاح يونس ورفاقه»، موضحاً أن قطر المستفيد الأكبر من إزاحة الشخصيات الوطنية من طريقها، ولها دور واضح في هذه الاغتيالات، إلى جانب اختطاف وإخفاء ومحاربة رموز عسكرية وسياسية وطنية.

من جانبه، أشار القلاب إلى أن هنالك عوامل عدّة دفعت نظام الدوحة إلى سلوك طريق تخريبي وتدميري ليس في ليبيا وحسب، بل في الإقليم بأكمله، لافتاً إلى أن قطر تبحث عن دور محوريّ أكبر من حجمها، ليكون لها تأثير في السياسة في المنطقة، مضيفاً أن الدولة القطرية فشلت في محاور أساسية عدة في الحياة، كونها لم تستطع أن تقدّم أي مشروع ثقافيّ إنسانيّ نهضويّ، يمكن لنا أن نشبهه بالمشروع الكويتي أو الإماراتي، كنماذج رائدة على صعيد الثقافة والتنمية البشرية.

وأضاف القلاب «استغلّت قطر المظلة الدولية شبه القانونية، التي مضت باتجاه محاولات عديدة لإسقاط نظام معمّر القذافي، بغية بناء ديمقراطية في البلاد، ومن خلال هذه المظلة تسللت إلى داخل ليبيا، واستغلت مقدراتها ونهبتها، وتعمّدت خلخلة الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وعاثت فساداً، وأسهمت في وضع البلاد على خطّ الحروب»، مشيراً إلى أن نظام الدوحة سرق أرشيف مخابرات القذّافي بالكامل، ووظّفه في برنامج يخدم أجندة تحالفه السياسي مع جماعة «الإخوان»، وعلاقاته المشبوهة مع تنظيم «داعش»، وبعض القبائل الليبية الموالية للحركات التكفيرية، بهدف بسط أذرعها على مفاصل الدولة الليبية.

وأكد القلاب أن نظام الدوحة أسهم في تدمير حلم الشعب الليبي، وأخذه بعيداً، حيث انتهجت قطر هذا الطريق لاعتبارات وارتباطات سياسية إقليمية خبيثة، تتوافق جميعها مع التوجهات الإيرانية، التي تتبنّى مفهوم الدخول إلى البلاد والعبث بمقدراتها، من خلال إحداث الفوضى وعدم الاستقرار، لافتاً إلى أنه دورٌ مشترك لعبته قطر نيابة عن إيران، ومازالت تنتهجه في المضي بتخريب دول الإقليم.

تويتر