تتساوى في تخريب دول العالم الإسلامي مع إيران

قطر عالقة بين الولايات المتحدة والمتطرفين

صورة

لا يختلف اثنان على دور قطر في تقويض استقرار الدول الإسلامية السنية في العالم، وهي على قدم المساواة في ذلك مع إيران. واستغلت قطر محطة الجزيرة ومقرها الدوحة لتنفيذ حرب إعلامية ضد منافسيها من الدول السنية، كما أنها موّلت أيضاً الميليشيات الإرهابية لتقويض جيرانها من الدول السنية المعتدلة.

وتتناقض أفعال قطر المزعزعة للاستقرار في المنطقة مع المشاركة الناجحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة الدول الإسلامية في الرياض، في 20 و21 مايو الماضي، كما قال الادميرال الأميركي السابق جيمس ليونز من البحرية الأميركية في مقالة له نشرت في صحيفة «واشنطن تايمز».

وكانت الأهداف الرئيسة لهذه القمة ليس عزل إيران فحسب، وانما الحصول على موافقة جميع رؤساء الدول على أنه يجب اتخاذ خطوات عملية فورية لوقف تمويل المجموعات الإرهابية، مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة». وبهذا المعنى تم الاعتراف خلال تلك القمة بأن قطر كانت تمثل معضلة في هذا المجال إلى حد كبير، أكثر من أي دولة أخرى ممثلة في القمة، كما أنها كانت تدعم وعلى نحو علني العديد من المجموعات المتطرفة، وبصورة خاصة الإخوان المسلمين الذين كانوا يحظون بدعم غير محدود من حكام الدوحة.

• تنفيذ قطر لمذكرة التفاهم التي وقعت عليها أخيراً مع الولايات المتحدة بشأن تمويل الإرهاب، والتي تتضمن التزاماً باعتقال وطرد جميع الأفراد والمجموعات التي تصنفها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب، خطوة في الطريق الصحيح، ولكن بشرط الالتزام بها.

وبناء عليه، ليس من المستغرب قيام السعودية وحلفائها من الدول الخليجية مثل البحرين، والإمارات، ومصر بمقاطعة قطر. وتقيم القيادة القطرية علاقات حميمة مع إيران، كما أن حقيقة أن قطر تقوم بدور المصرف لإيران، إضافة الى الدور الدبلوماسي بالوكالة عن طهران، لا يمكن أن يكون مفيداً لمحاربة الإرهاب. وعلى الرغم من أن تكتل الدول التي تقودها السعودية وضعت في البداية 13 مطلباً لقطر من أجل حل الازمة، إلا أن الأمر الأكثر إثارة لقلق دول الخليج، هوعلاقة قطر القوية مع إيران، التي يعتبرها تكتل الدول التي تقودها السعودية تهديداً وجودياً لأنظمتها.

ويعتبر دعم قطر للإخوان المسلمين تصرفاً تجاوزت فيه الدوحة كل الخطوط الحمراء، خصوصاً خلال حالة الفوضى التي نجمت عن الربيع العربي حيث اعتبرت السعودية والامارات العربية صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر يمثل تهديداً شديداً، وبالنظر إلى أن هذه المشكلة تمت بدعم من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أدى ذلك إلى تعزيز قلق الدولتين.

ورفضت قطر المطالب الـ13 التي تقدمت بها الدول التي تقودها السعودية. ومع ذلك خففت هذه الدول من مطالبها إلى حد معقول، وبات من المفهوم أن هذه الدول تطلب من قطر أن توافق على عدد من المبادئ التي تتضمن محاربة الإرهاب، وما يعرف بـ«التطرف»، والتوقف عن تمويل الإرهاب، وعدم منح المجموعات الإرهابية ملاذات آمنة في قطر.

وتتضمن المطالب المعدلة أيضاً وضع حد للتحريض على الكراهية والإحجام عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة. وكان تنفيذ قطر لمذكرة التفاهم التي وقعت عليها أخيراً مع الولايات المتحدة بشأن تمويل الإرهاب، والتي تتضمن التزاماً باعتقال وطرد جميع الأفراد والمجموعات التي تصنفها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب، خطوة في الطريق الصحيح، ولكن بشرط أن يلتزم بها.

وبمعزل عن العوامل المذكورة سابقاً، ثمة تقارير عدة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، تمثلت في فدية المليار دولار التي دفعتها قطر لتحرير مجموعة من 26 قطريين تم اختطافهم من قبل ميليشيا شيعية مدعومة من ايران، والمعروفة باسم كتائب حزب الله، عندما كانوا في العراق في ديسمبر من عام 2015. وخلال هذه الصفقة تم تحرير 50 شخصاً آخرين من الميليشيات الذين تم أسرهم من قبل مجموعات متطرفة في سورية. وكما ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» في 5 يونيو، فإن قطر عالقة بين الولايات المتحدة والمتطرفين.

تويتر