في نشرتها بعنوان «قطر أسيرة أوهام الدور والسيادة»

«أخبار الساعة»: كلمة تميم تعكس الإصرار على مواصلة طريق المراوغة

كلمة تميم لم تأتِ بجديد يسهم في حل الأزمة التي أشعلتها الدوحة في المنطقة. أرشيفية

أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لم تأتِ بجديد يسهم في حل الأزمة التي أشعلتها الدوحة في المنطقة، بل على العكس فإنها أثارت خيبة أمل واسعة بين مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمن فيهم مواطنو قطر، الذين أملوا أن تكون هذه الكلمة بمنزلة صحوة قطرية تعيد الدوحة إلى حضنها الخليجي والعربي، وتوقف مقامرة النظام القطري بحاضر الشعب القطري ومستقبله.

قطر لاتزال أسيرة لأوهام الدور والسيادة خصوصاً أنها استثمرت ولاتزال في دعم حركات الإسلام السياسي، وتنظيمات التطرف والإرهاب المرتبطة بها، وأنفقت الكثير من الأموال على إنشاء قنوات ومواقع إعلامية تروج لسياساتها.

وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها، أمس، تحت عنوان «قطر أسيرة أوهام الدور والسيادة»، إن النظام القطري وبما عكسته كلمة الشيخ تميم مصر على مواصلة طريق المراوغة والأوهام والتباكي كذباً بأن قطر مظلومة من خلال التستر بمقولات سيادة قطر وادعاء محاولة فرض الوصاية عليها، مناقضاً بذلك كل ما يمت إلى الحقيقة بصلة.

وأوضحت أن مشكلة قطر الرئيسة تكمن بالأساس في أنها تتصرف وكأنها دولة عظمى في محيطها الإقليمي من دون أن تدرك أن هذا يتطلب توافر مقومات ومرتكزات رئيسة لا توجد لديها، فهي ليست دولة ذات حجم سكاني كبير ولا تملك موقعاً جغرافياً مؤثراً ولا تملك قدرات سياسية وعسكرية خارقة تتيح لها تنفيذ ما ترنو إليه من أهداف، أو جعل العالم حريصاً على أخذ مواقفها وتصوراتها في الاعتبار لدى مناقشة قضايا المنطقة المختلفة.

وقالت إن قطر ربما تملك فوائض مالية كبيرة، ولكن للأسف بدلاً من توظيفها بشكل إيجابي في دعم التنمية بالدول الشقيقة والصديقة، أو في العمل على مواجهة التحديات الإنسانية الناجمة عن الأزمات والكوارث، فإنها توظفها في دعم التطرف وتمويل الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار والشواهد على ذلك كثيرة وتتأكد يوماً بعد الآخر، وتكشف بوضوح عن دورها التخريبي والتآمري على أمن أشقائها في الخليج والوطن العربي واستقرارهم، ليس لأنها تواصل دعم تنظيمات وميليشيات غير شرعية في الكثير من الدول فقط، وإنما لأنها فتحت ثغرات تهدد الأمن القومي الخليجي والعربي أيضاً حينما استقوت بأطراف خارجية لها أطماعها ومآربها في المنطقة العربية.

وأشارت النشرة إلى أن قطر تتوهم أنها تملك دبلوماسية مؤثرة بدعوى أنها نجحت في القيام بوساطات أنهت أزمات وصراعات في بعض الدول خلال السنوات الماضية، وهذا أمر يجافي الحقيقة، فمعظم الأزمات التي توسطت فيها كان مآلها الفشل بل إنها انطوت على نتائج كارثية هددت الأمن والاستقرار في الدول التي شهدت هذه الوساطات، وهذا يرجع في الأساس إلى أنها لم تقم بدور الوسيط الموضوعي والمحايد وانحازت إلى طرف على حساب الآخر.

وشددت النشرة على أن قطر لاتزال أسيرة لأوهام الدور والسيادة خصوصاً أنها استثمرت ولاتزال في دعم حركات الإسلام السياسي وتنظيمات التطرف والإرهاب المرتبطة بها، وأنفقت الكثير من الأموال على إنشاء قنوات ومواقع إعلامية تروج لسياساتها، متصورة أن ذلك سيعزز من دورها في المنطقة، لكن فشل مشروع الإسلام السياسي -الذي كانت تدعمه- أصابها بحالة من الإحباط وجعلها تعيش حالة من الإنكار للواقع الجديد، وتصورت أن السكوت عن ممارساتها المناوئة للإجماع الخليجي والعربي خلال السنوات الماضية، خصوصاً بعد اتفاق الرياض لإعادة السفراء عام 2013 والاتفاق التكميلي له عام 2014، يعني أن بمقدورها الاستمرار في تحدي إرادة العمل الخليجي والعربي المشترك، ولهذا حينما أعلنت دولة الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في يونيو الماضي، وأصرت على أن تلتزم قطر بقائمة المطالب الـ13، وهي التي تؤكد في مجملها ضرورة توقفها عن دعم التطرف والإرهاب، واصلت قطر سياسة الإنكار والمراوغة مدعية أن هذه المطالب تنال من سيادتها، على الرغم من أنها كانت وافقت عليها سابقاً في اتفاق الرياض.

واختتمت «أخبار الساعة» افتتاحيتها متسائلة عن أي سيادة تتشبث بها قطر، وهي التي انتهكت -ولاتزال- سيادة الكثير من دول المنطقة حينما دعمت تنظيمات متطرفة وإرهابية؟ ثم ما معنى أن تتحدث قطر عن السيادة ثم يأتي وزير دفاعها (خالد العطية)، ليعلن صراحة أن بلاده أجبرت على المشاركة في التحالف العربي باليمن؟ فهل من المنطقي أن تجبر دولة على المشاركة في عمليات خارجية على الرغم منها؟ ربما يكون ذلك ممكناً إذا كان لديها مآرب أخرى كأن تعمل ضد أهداف التحالف العربي في اليمن.

تويتر