اتصالات دولية قبل انتهاء المهلة.. والدوحة مستمرة في تعنتها

ملك البحرين يؤكد لبوتين ضـــرورة تصحيح قطر لمسار سياستها

ملك البحرين في لقاء سابق مع الرئيس الروسي. أرشيفية: أ.ب

أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، ضرورة قيام قطر بتصحيح مسار سياستها وتلبية المطالب التي قدمت لها حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، في حين أصرت الدوحة على تعنتها عبر تأكيد وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على «رفض» مطالب الدول المقاطعة لقطر بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الدوحة «مستعدة للحوار بالشروط المناسبة». في وقت تجرى اتصالات مكثفة بين عدد من الدول التي دخلت على خط الأزمة مع قطر بعد أن شارفت المهلة الممنوحة للدوحة من أجل الرد على المطالب على الانتهاء، وسط محاولات قطرية للتخفي عن مواجهة الاستحقاقات.

وتلقى عاهل البحرين اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي جرى خلاله التشاور والتباحث حول مستجدات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية وغيرها مع قطر.

وذكرت وكالة أنباء البحرين أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكد للرئيس الروسي ضرورة قيام قطر بتصحيح مسار سياستها، بما يؤكد التزامها بجميع تعهداتها السابقة ويلبي المطالب التي قدمت لها حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأشاد ملك البحرين بالتنسيق المستمر بين البحرين وروسيا تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وحرصهما واتفاقهما التام على أهمية مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وتجفيف منابع دعمه وتمويله.

وقالت الوكالة إنه تم خلال الاتصال التأكيد على عمق علاقات الصداقة بين البلدين وارتياحهما وتقديرهما لما تشهده هذه العلاقات من تطور ونماء في مختلف المجالات، خصوصاً في المجالات التجارية والاستثمارية، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

وفي وقت لاحق أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي تحادث هاتفياً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بشأن الأزمة القطرية. وقال في بيان إن المسؤولين بحثا مطولاً الازمة بين قطر والدول المجاورة وشدد بوتين على أهمية الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الخلافات.

و جرت اتصالات مكثفة بين عدد من الدول بعد أن شارفت المهلة الممنوحة للدوحة من أجل الرد على المطالب على الانتهاء.

وأجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، شدد خلاله بوضوح على موقف واشنطن من أزمة قطر مع جيرانها. وقال البيت الأبيض في بيان، إن ترامب تحدث لأردوغان حول سبل حل النزاع القائم بين قطر وجيرانها من دول الخليج، مع ضمان أن كل الدول تعمل على وقف تمويل الإرهاب ومحاربة أيديولوجيا التطرف. كما شدد على أهمية أن يكثف الشركاء والحلفاء جهودهم لمحاربة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله.

في المقابل، لا تبدو التحركات القطرية قبل يومين من انتهاء المهلة الممنوحة من السعودية والإمارات ومصر والبحرين أنها تتجه نحو التهدئة، لاسيما بعد وصول دفعة جديدة من الجنود الأتراك إلى القاعدة التركية في قطر بالتزامن مع زيارة جديدة لوزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية إلى أنقرة.

وقال وزير خارجية قطر، أمس، إن «قائمة المطالب سترفض ولن تقبل، نريد خوض حوار لكن بشروط مناسبة». إلى ذلك، باء سعي الدوحة لنقل ملف تعرضها للمقاطعة إلى منظمة التجارة العالمية في اجتماعاتها، أول من أمس، في جنيف بالفشل، فقد شدد مندوب البحرين نيابة عن السعودية والإمارات ومصر أمام منظمة التجارة على أن القيود التجارية التي فرضت على الدوحة مسموح بها وفق إعفاء يتعلق «بالأمن القومي» في اتفاق للتجارة.

وكانت الإمارات أكدت مرة جديدة وجود أدلة واضحة على دعم الدوحة للإرهاب.

وأكد سفير الإمارات لدى روسيا، عمر سيف غباش، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية، أن دول الخليج لديها وفرة من الأدلة حول تورط قطر في دعم الإرهاب. وقال: «لدينا وفرة من الأدلة، ولكن دول الخليج اختارت عدم نشرها». وأضاف: «أعتقد أن الناس يتساءلون لماذا لا تخرج المزيد من الأدلة، لكن آثار تلك الأدلة ستكون خطرة جداً».

وأردف: «قمنا بإصدار قائمة بالأسماء، ولكن هناك المزيد من الأسماء، والمزيد من المنظمات، والمزيد من الأدلة والتسجيلات التي تثبت الروابط بين الحكومة القطرية والمنظمات المتطرفة». ومنحت الدول المقاطعة لقطر السعودية والإمارات والبحرين ومصر مهلة تنتهي في الثالت من يونيو الجاري من أجل الرد على المطالب المعلن عنها سابقاً، والتي تتضمن في الدرجة الأولى وقف تمويل قطر للإرهاب والمنظمات المتطرفة، ووقف التدخل في شؤون الدول الأخرى.

تويتر