المقاطعة تعطل طائرات المدى القصير في الخطوط القطرية

5 مصارف بريطانية توقف العــمل بالريال القطري

«باركليز» أوقف التعامل بالريال القطري على الرغم من المساعدات القطرية السابقة لإنقاد البنك. أرشيفية

انضم كل من بنكي «تيسكو» و«باركليز» البريطانيين، أمس، إلى ثلاثة مصارف بريطانية أخرى، وأوقفا بيع الريال القطري، لتتسع دائرة الرفض للتعامل بالريال القطري وتمتد إلى العديد من شركات الصرافة ووكلاء السياحة والسفر في بريطانيا، بسببب الخوف من الخسارة حال التعامل به، في وضع ينبئ بالمزيد من التداعيات القاسية للمقاطعة الخليجية، المتوقع لها أن تشتد مع تعنت الموقف القطري، بينما بقيت طائرات المدى القصير في الخطوط القطرية معطلة بسبب الحظر.

وفي التفاصيل، قالت مصادر مالية في العاصمة البريطانية لندن، إن بنوك «لويدز» و«بنك أوف سكوتلاند» و«هاليفاكس» و«باركليز» و«تيسكو» أوقفت العمل بالريال القطري. كما قام العديد من البنوك ووكالات الصرافة الأجنبية برفض شراء الريال القطري، وكان أبرزها شركة «ترافيليكس» للصرافة، كما قال مدير مكتب توماس للصرافة في لندن، إنه لا يتعامل مع الريال القطري.

ولم يفلح البنك المركزي القطري في تثبيت الريال القطري بقيمة 3.64 للدولار الواحد، لأن قيمة العملة انخفضت سريعاً إلى 3.76 ريالات للدولار، مع تعمق المصاعب التي تواجهها الدوحة بسبب المقاطعة، وتأثيرها في تجارتها الخارجية وتعاملاتها المالية مع العالم.

وتوقعت شركة «آي إتش إس ماركت» استمرار ارتفاع كلفة التأمين على الديون القطرية في حال استمرار قطع العلاقات معها، معتبرة هذا الخلاف أسوأ خلاف سياسي تمر به قطر منذ استقلالها.

وترى «آي إتش إس ماركت» أن الريال القطري سيبقى يواجه ضغوطاً طالما استمر الاضطراب السياسي، حيث تسود حالة التوتر أوساط المستثمرين حيال مستقبل الاقتصاد القطري. وترجح الشركة تباطؤ اقتصاد قطر في حال استمر الخلاف حتى عام 2018، حيث ستتجنب قطر استنزاف أصولها الأجنبية التي تعتمد عليها حالياً لتفادي أزمة سيولة.

كما توقعت «آي إتش إس ماركت» تباطؤ وتيرة نمو القطاع غير النفطي وتسارع معدل التضخم، إضافة إلى تقلص الفائض التجاري في ظل ازدياد فاتورة الواردات.

وأكدت أربع شركات صرافة في وسط وغرب لندن أنها لم تعد تقبل بشراء الريال القطري، كما أنه لم يعد متوفراً للبيع لديها، كما أشار أحد العاملين في شركات الصرافة إلى أن «تجنب الريال يرجع إلى أنه أصبح عملة ذات خطورة أعلى بسبب الأزمة السياسية التي أدت إلى تقلب في سعره»، ولفت إلى أنه «حتى محال الصرافة التي تقبل بالتداول في الريال القطري حالياً تقوم بشرائه بسعر منخفض جداً وتبيعه بسعر مرتفع من أجل تخفيض حجم المخاطرة الناتجة عن حيازته».

وكانت العملة القطرية هبطت إلى أدنى مستوى منذ سنوات أمام الدولار الأميركي في سوق العقود الآجلة، حيث زادت العقود الآجلة للدولار مقابل الريال استحقاق عام إلى 630 نقطة مسجلة أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2015. وارتفعت عقود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لأجل خمس سنوات، والتي تستخدم في التحوط من مخاطر التعثر عن سداد الديون السيادية القطرية، إلى 93.6 نقطة من 90.1.

وقال أحد العاملين في شركة «توماس كوك»، وهي شركة بريطانية عملاقة متخصصة في السياحة والسفر والخدمات المتعلقة بها، بما في ذلك تحويل العملات وإصدار بطاقات الائتمان المؤقتة والشيكات السياحية، إنه «من الصعب قبول الريال القطري حالياً بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبله، وهو ما يجعل المخاطرة عالية عند حيازته».

يشار إلى أن المركزي القطري يربط سعر صرف الريال بالدولار ويسمح بهامش بسيط للتذبذب في سعر الصرف، لكن العاملين في مجال الصرافة يشيرون إلى أن الأزمة السياسية ترفع المخاوف بشأن كل الضمانات المقدمة للحفاظ على العملة المحلية.

وفي السياق الاقتصادي أيضاً، بات في حكم المؤكد أن العديد من طائرات شركة الخطوط الجوية القطرية أصبحت معطلة ومتوقفة في مطار الدوحة بسبب الحظر الجوي الذي تسبب في إلغاء عشرات الرحلات القصيرة التي كانت تقوم بها الشركة يومياً، وتسبب أيضاً في إطالة المسافة اللازمة للوصول إلى العديد من الوجهات، وهو ما يعني أن الشركة مضطرة لتشغيل طائرات أكبر وذات مدى أطول على هذه الوجهات.

وأكد الصحافي السعودي المتخصص بأخبار الطيران والنقل الجوي، راكان العبيد، في تغريدة على «تويتر»، أن «عدداً من طائرات الخطوط القطرية متوسطة المدى من طراز (A320) أصبحت متوقفة في مطار حمد الدولي بالدوحة، بسبب أنها لا تغطي المدى للعديد من الوجهات بعد إغلاق أجواء المملكة، أي أنها أصبحت بلا فائدة».

ولدى الخطوط القطرية حالياً 39 طائرة من طراز إيرباص 320، وهو أكبر عدد لدى الشركة من الطراز نفسه، وثماني طائرات من طراز (A321)، أما الشركة المنتجة، وهي شركة «إيرباص» الفرنسية فتقول إن هذين النوعين من الطائرات قادران على السفر مسافة لا تزيد في حدها الأقصى على 5900 كلم، أي أنهما من الطائرات المتوسطة المدى وغير المجهزة للرحلات الطويلة.

وأغلب الطائرات من طرازي (A320) و(A321) كانت تسافر إلى الوجهات الخليجية القريبة مثل دبي وأبوظبي والرياض وجدة والكويت، ومنها من كان يسافر إلى مصر والأردن ووجهات مماثلة من حيث المسافة، وفي ظل الحظر الجوي المفروض من أربع دول عربية على قطر تعطلت الرحلات إلى العديد من الوجهات الخليجية، بينما طالت المسافة اللازمة للوصول إلى وجهات أخرى، وأصبح من الصعب أيضاً تشغيل هذه الطائرات على هذه الوجهات.

وبحسب المعلومات المنشورة على موقع «القطرية» فإن أسطول الشركة يتكون من 174 طائرة، إلا أن نحو نصف هذا الأسطول يسير لمسافات قصيرة ومتوسطة المدى، وغير مجهز للسفر إلى مسافات طويلة.

تويتر