رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يعزون راؤول

وفاة فيدل كاسترو تطوي صفحة رمز بارز في التاريخ

توفي، أول من أمس، الزعيم الكوبي السابق، فيدل كاسترو، أبوالثورة الكوبية، الذي حكم بلاده بيد من حديد، وتحدى القوة الأميركية العظمى لأكثر من نصف قرن، قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول. فيما بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برقيات تعزية إلى الرئيس الكوبي.

وأعلن الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني، وفاة «القائد الأعلى للثورة الكوبية».

وأعلن مجلس الدولة في بيان مقتضب «الحداد الوطني لتسعة أيام».

• فيدل كاسترو تحدى 11 رئيساً أميركياً ونجا من 638 محاولة اغتيال بحسب موسوعة غينيس.

وتنظم الجنازة الرسمية في الرابع من ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، ثانية مدن البلاد (جنوب شرق) التي تكتسب رمزية كبرى لأن فيدل كاسترو أعلن منها انتصار الثورة.

وكان الزعيم الكوبي سلّم السلطة في 2006 لشقيقه راؤول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه في 1965، بعد إصابته بالمرض. وفي أبريل 2011 تخلى له عن آخر مسؤولياته الرسمية بصفته السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي.

وغاب فيدل تماماً عن الأضواء بين فبراير 2014 وأبريل 2015، ما غذى حينها شائعات حول حالته الصحية.

لكن منذ عام ونصف العام، رغم من محدودية تنقلاته، عاد إلى استقبال شخصيات وأعيان أجانب في منزله.

وانتشر نبأ وفاة فيدل، الذي أعلن نحو منتصف الليلة قبل الماضية، بسرعة في شوارع هافانا، حيث عبر الكثير من السكان عن ألمهم لرحيل «القومندنتي».

في المقابل، استقبل الإعلان عن وفاة فيدل كاسترو بالفرح من 1000 كوبي يعيشون في ميامي وبصيحات «كوبا حرة» و«حرية.. حرية».

وقبل رحيله شهد فيدل قبل عامين الإعلان التاريخي عن التقارب بين كوبا والولايات المتحدة.

وتطوي وفاته بذلك نهائياً صفحة الحرب الباردة التي أوصلت العالم إلى حافة نزاع نووي أثناء أزمة الصواريخ في 1962.

وتحدى فيدل كاسترو 11 رئيساً أميركياً، ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله، بلغت رقماً قياسياً من 638 محاولة، بحسب موسوعة غينيس، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في أبريل 1961.

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «التاريخ سيحكم على التأثير الهائل» للزعيم الكوبي الراحل، فيما أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أنه سيبذل «كل ما هو ممكن» للمساهمة في تأمين «حرية» الشعب الكوبي بعد وفاة فيدل كاسترو.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن «رجل الدولة المميز يعد بحق رمزاً لحقبة في التاريخ الحديث للعالم»، مضيفاً أن كاسترو «كان صديقاً وفياً لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ «لقد فقد الشعب الصيني رفيقاً صالحاً ووفياً، الرفيق كاسترو سيبقى خالداً».

بدوره، كتب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على «تويتر»، «يجب على كل الثوار في العالم، مواصلة إرثه وحمل شعلة الاستقلال والاشتراكية والوطن الإنساني».

ورأى الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، الزعيم الكوبي واحداً من «عمالقة التاريخ» الذين دافعوا عن «كرامة شعوب العالم».

وقال آخر رئيس للاتحاد السوفييتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، إن «فيدل قاوم وعمل على تحصين بلاده خلال الحصار الأميركي الصعب، عندما كان يتعرض لضغوط هائلة، واستطاع قيادة بلاده على طريق التنمية المستقلة».

أما الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، فدعا إلى رفع الحظر عن كوبا بشكل نهائي.

وفي أوتاوا، عبر رئيس الوزراء، جاستن ترودو، عن «الحزن» لوفاة «صديق قديم» لبلاده وعائلته.

كما قال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إنه كان «أحد الشخصيات الأكثر رمزية في القرن الـ20».

وقال رئيس الوزراء الأسباني المحافظ، ماريانو راخوي، ان للزعيم الكوبي «مكانة تاريخية» مشيراً في بيان إلى تأثيره في كوبا و«نفوذه الواسع» في المنطقة.

من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، بث تغريدة لحزبه اليساري على «تويتر» جاء فيها «وداعاً أيها القائد حتى انتصار الشعوب»، مشيراً إلى أن «التاريخ يقف إلى جانب فيدل كاسترو».

واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشال، أن «صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت»، موضحاً أن هذا «يضع حداً للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي».

أما وسائل الإعلام الأميركية فكتبت أنه كان «مصدر متاعب» لـ 11 رئيساً أميركياً و«كاد يدفع العالم إلى حرب نووية»، بحسب «نيويورك تايمز»، في حين اعتبرت «لوس أنجلوس تايمز» أنه كان «رمزاً ثورياً»، ونددت «واشنطن بوست» بممارسته «القمع».

تويتر