الجيش العراقي يبدأ حفر خندق أمني حول الفلوجة

بدأت القوات العراقية، أمس، حفر خندق أمني حول الفلوجة، بعد شهر من استعادتها من تنظيم «داعش»، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن إعادة توطين المدينة المهجورة. في وقت أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن العام الجاري سيكون عام القضاء على وجود «داعش» العسكري في العراق.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع العراقية، أمس، إن قطعات الجيش شرعت في حفر خندق أمني دائري يحيط بالفلوجة، المحررة من تنظيم «داعش»، بعرض أكثر من 12 متراً في إطار خطط أمنية لمنع تكرار سيطرة التنظيم على قضاء الفلوجة ( 60 كم غرب بغداد).

وأضافت أن القوات العراقية تعمل على وضع تحصينات أمنية وقائية لمنع عودة التنظيم إلى الفلوجة، والشروع في إعادة الإعمار والحياة للمنطقة التي تضررت كثيراً من سيطرة التنظيم، فضلاً عن تسهيل السيطرة الأمنية ومراقبة حركة المسلحين.

وأوضحت أنه سيتم تحديد مدخل ومخرج من المدينة لتسهيل حركة الأهالي بعد عودتهم إلى المدينة.

وينتظر السكان المشردون حتى يتم تطهير شوارع الفلوجة ومبانيها من المتفجرات التي زرعها التنظيم، قبل أن يباشروا العودة، بينما تحل الشرطة المحلية ومقاتلون قبليون محل جنود الجيش بشكل تدريجي.

من جهته، قال اللواء سعد حربية، إن الخندق يمتد شمال الفلوجة لنحو خمسة كيلومترات شرقاً من نهر الفرات، باتجاه الطريق السريع الرئيس من بغداد، على بعد ساعة بالسيارة.

وذكر أن الخندق يهدف لمنع القوى المتمركزة خارج الفلوجة من دخول المدينة، بعد مزاعم بأن المباني الحكومية والمنازل تعرضت للنهب والحرق عقب هزيمة التنظيم.

وقال رئيس بلدية الفلوجة، عيسى العيسوي، الذي هرب بعد سيطرة التنظيم على المدينة، في يناير 2014، إن الخندق يحفر لأسباب أمنية، لكنه سيعرقل مساعي استعادة الحياة الطبيعية في المدينة التي كان يسكنها يوماً نحو 300 ألف نسمة. وقال «الفلوجة الآن مقسمة ولا نستطيع العمل براحتنا، ليس هكذا يتم العمل بالأمور».

وفي بغداد، قال العبادي في خطاب متلفز «هذه السنة سنقضي على وجود داعش العسكري في العراق، وليس داعش الإرهابي الذي ليس العراق مبتلى به فقط بل العالم أجمع، حيث لا يمر أسبوع من دون أن تتعرض مدينة وعاصمة في العالم إلى هجوم إرهابي من داعش». وأكد أن «الإرهاب اليوم يواجه العراق ودول العالم والمنطقة».

وأضاف «أدعو إلى مصالحة مجتمعية في العراق، ولا يجوز أن ندع العدو يدخل بيننا، ولا نريد القيام بحرب النيابة، لأننا تعبنا من هذه الحروب».