الجبوري يدعو الأمم المتحدة إلى حلّ الأزمة السياسية

مقتل جندي أميركي بهجوم لـ «داعش» على البشمركة شمال الموصل

صورة

شنّ تنظيم «داعش»، أمس، هجوماً على قوات البشمركة الكردية شمال الموصل، وتمكن من اختراق دفاعاتها وقتل جندي أميركي، والسيطرة لفترة وجيزة على بلدة تلسقف، في وقت دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، الأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حالياً.

وتفصيلاً، قالت مصادر عسكرية إن تنظيم «داعش» هاجم قوات البشمركة الكردية على جبهات متعددة في شمال العراق، واخترق دفاعاتها وسيطر على بلدة تلسقف شمال الموصل لفترة وجيزة.

وهذه أكبر هجمات يشنّها التنظيم المتشدد على القوات الكردية حول مدينة الموصل بشمال العراق في الشهور القليلة الماضية.

وقال قائد قائد «قوات حماية نينوى» المسيحية صفاء إلياس، إن المتشددين اجتاحوا، فجر أمس، مواقع حول بلدة تلسقف الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شمال الموصل، وسيطروا عليها إلى أن تم دحرهم بمساعدة غارات جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف أنه كان هناك عدد كبير من الانتحاريين والسيارات الملغومة.

ووقعت هجمات أيضاً على جبهة بعشيقة وفي منطقة الخازر الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وقتل خلال الهجوم جندي من قوات التحالف الدولي، التي تقاتل التنظيم بقيادة الولايات المتحدة، بحسب بيان رسمي.

والجندي الذي أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه أميركي الجنسية، هو ثالث جندي يعلن مقتله بنيران معادية في العراق، منذ استيلاء «داعش» على مساحات شاسعة في منتصف 2014.

وقالت قوات التحالف «قتل جندي من التحالف في شمال العراق نتيجة نيران معادية». وفي أول رد فعل على النبأ، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، للصحافيين في مقر القيادة الأميركية في شتوتغارت، انه يعتقد أن «النبأ صحيح، نتوجه بصلواتنا وفكرنا إلى عائلة» الجندي.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، إن الوفاة حصلت خلال هجوم «داعش» على مواقع البشمركة قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها المتطرفون.

وأضاف «كما قال وزير الدفاع في ألمانيا، هذا النبأ الحزين هو تذكير بالخطر الذي يواجهه رجالنا ونساؤنا كل يوم، في القتال الدائر لتدمير (داعش) والقضاء على التهديد الذي يمثله هذا التنظيم على الولايات المتحدة والعالم».

وأكد أن «تحالفنا سيشرف هذه التضحية من خلال إنزال هزيمة دائمة بـ(داعش)».

وقال مسؤول عسكري في التحالف، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن الجندي قتل بنيران مباشرة من قوة معادية تسلّلت خلف خطوط الصد لقوات البشمركة، وأكد أن الجندي كان يعمل على تقديم الاستشارة والمساعدة، وكان على بعد ثلاثة إلى خمسة كيلومترات عن الخطوط الأمامية.

وتنتشر قوات البشمركة في أطراف محافظة نينوى التي يسيطر التنظيم على مركزها الموصل ثاني أكبر مدن العراق، حيث معقله الرئيس في البلاد.

وشنّ التنظيم، فجر أمس، هجوماً كبيراً من أربعة محاور في شمال العراق في محاولة «لإفشال خطة تحرير الموصل»، حسبما أفاد المتحدث باسم قوات البشمركة جبار ياور.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن التنظيم تسلل إلى بلدة تلسقف المسيحية مستخدماً مجموعة من الانتحاريين، وأن قوات البشمركة تخوض معارك داخل الأحياء مع المتسللين.

ويوجد نحو 4000 عسكري أميركي في العراق، في إطار التحالف الدولي لتقديم المشورة وتدريب القوات الحكومية العراقية دون المشاركة مباشرة في المعارك البرية ضد التنظيم.

وتقوم أغلب قوات التحالف بتقدم المشورة والدعم للعراق، إلا أن واشنطن أرسلت قوة خاصة لتنفيذ عمليات خاصة ضد التنظيم ونشرت قوة من المارينز لتقديم دعم مدفعي.

سياسياً، دعا رئيس البرلمان العراقي، الأمم المتحدة إلى أن تلعب دوراً لتقريب وجهات النظر للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حالياً.

وناقش الجبوري، خلال اجتماعه، أمس، مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، تطورات المشهد العراقي وسبل الخروج من الأزمة الحالية التي يشهدها العراق.

وأكد رئيس البرلمان أهمية التعاون بين جميع الأطراف وتحمل مسؤولياتهم للخروج من هذه الأزمة عبر الركون للحوار الجدي والحقيقي وضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دورها في تقريب وجهات النظر لإنهاء الأزمة.

وقال إن «التجاوز على مؤسسات الدولة العليا ونواب الشعب والموظفين مرفوض تماماً، ولا يمت إلى التظاهر السلمي بصلة، وأن تخريب المؤسسة التشريعية سيسهم في تأخير المشروع الإصلاحي الذي يسعى إليه الجميع».

 

تويتر