فرنسا ترى أن هجوماً برّياً لقوات عربية «حاسم» للقضاء على التنظيم

واشنطن: «داعش» استخدم أسلحة كيماوية وقادر على صنعها

صورة

أكدت واشنطن، أن تنظيم «داعش» استخدم أسلحة كيماوية، وقادر على إنتاج كميات قليلة من الكلورين وغاز الخردل، في وقت أعربت فرنسا، أمس، عن قناعتها بأن هجوماً برياً لقوات محلية وعربية سيكون «حاسماً» للقضاء على التنظيم في العراق وسورية.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» في برنامج «60 دقيقة» تبث كاملة اليوم، «لدينا عدد من الإشارات التي تدل على أن تنظيم داعش استخدم ذخائر كيماوية في ميدان القتال».

وأضاف في المقابلة التي بث جزء منها، أول من أمس، أن «وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد أن التنظيم قادر على صنع كميات صغيرة من الكلورين وغاز الخردل»، مشيراً إلى أن «هناك معلومات تفيد بأن في متناول يد التنظيم مواد وذخائر كيماوية يمكنه استخدامها».

وحذر برينان من أن التنظيم يمكن أن يسعى إلى تصدير الأسلحة إلى الغرب لتحقيق مكاسب مالية. وقال إن «هذا الأمر ممكن، لذلك من المهم قطع مختلف طرق النقل والتهريب التي يستخدمونها».

ورداً على سؤال عن «وجود أميركي على الأرض» للبحث عن مخابئ أو مختبرات لأسلحة كيماوية، قال برينان، إن «الاستخبارات الأميركية تشارك بفاعلية في الجهود لتدمير (داعش) ومعرفة ما لديه على الأرض في سورية والعراق قدر الإمكان».

ويأتي نشر مقاطع من هذه المقابلة بعد تصريحات مماثلة أدلى بها منسق أجهزة الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أمام لجنة في الكونغرس الأميركي.

وقال كلابر إن التنظيم «استخدم مواد كيماوية سامة في سورية والعراق، بما في ذلك العمل المسبب للقروح كبريت الخردل»، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي ينتج فيها تنظيم متطرف ويستخدم مواد كيماوية منذ الهجوم الذي شنته طائفة أوم في قطارات الأنفاق في طوكيو منذ 1995.

في السياق، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في مقابلة نشرت، أمس، أن هجوماً برياً لقوات محلية وأخرى قادمة من دول عربية أخرى سيكون «حاسماً» للقضاء على «داعش».

وقال فالس لصحف مجموعة «فونكي» الإعلامية الألمانية، إن «العمليات العسكرية في العراق وسورية تجري اليوم من قبل تحالف من دول عدة، تقوم بتأهيل قوات محلية، وتقديم النصح لها».

وأضاف أن «الهجوم البري لهذه القوات المحلية، وبعض الدول العربية اذا أرادت ذلك، حاسم (في إطار مكافحة التنظيم) حتى لمجرد المحافظة على المناطق التي تتم استعادتها».

لكن رئيس الحكومة الفرنسية، الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي تهيمن عليه الجهود لأحياء عملية السلام في سورية، أكد في الوقت نفسه أن «كل بلد يتمتع بالسيادة في قراراته».

وأشار إلى أن فرنسا لا تنوي إرسال قوات برية لمكافحة «داعش». وكان المتحدث باسم التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، العميد أحمد عسيري، أكد أن الرياض مستعدة للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم في سورية.

وقال إن المملكة مستعدة لإرسال قوات إلى سورية، إذا كان هناك إجماع داخل التحالف. لكنه أحجم عن الإدلاء بتفاصيل قائلاً إن من المبكر الحديث بشأن هذه الخيارات.

من جهته، حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الموجود في ميونيخ أيضاً، في مقابلة نشرت، أمس، من أن أي هجوم بري أجنبي في سورية ينطوي على خطر اندلاع «حرب عالمية جديدة».

وقال لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، إن «الهجمات البرية تؤدي بشكل عام إلى جعل الحرب دائمة». وأضاف أن «كل الأطراف يجب أن تكون ملزمة الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من بدء حرب عالمية جديدة».

بدوره قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، عقب محادثات ثنائية بين مسؤولين أميركيين وسعوديين، إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم «داعش»، ويشمل ذلك عرضاً بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية. وسعى كارتر ومسؤولو دفاع أميركيون، لتحجيم التوقعات بشأن المحادثات، في ظل عدم قدرة كثير من الوزراء على إعلان التزامات جديدة من دون الحصول على تأييد برلماناتهم أولاً. ولم يتضح أيضاً الجدول الزمني لاستعادة الرقة والموصل.

واكتفى كارتر بالقول إن تأمين الرقة والموصل يجب أن يحدث «بأسرع ما يمكن»، كما أقر بالحاجة إلى التعامل مع انتشار التنظيم بعيداً عن سورية والعراق خصوصاً في ليبيا.

تويتر