الإمارات ترأست الاجتماع.. والمملكة تؤكد التصدي للاستفزازات بكل جدية وحزم

«الوزاري العربي» يؤكد تضامنه الكامل مع السعودية ضد التدخلات الإيرانية

عبدالله بن زايد يترأس الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. أ.ب

اختتم وزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مساء أمس، اجتماعهم غير العادي برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، حيث دان بشدة الاعتداءات التي وقعت على مقرات البعثة السعودية بإيران، مشيراً إلى الرفض القاطع لسياسة إيران في التدخل بشؤون المملكة، وشؤون أي دولة عربية أخرى، ومؤكداً الوقوف الراسخ مع المملكة الشقيقة في إجراءاتها الرادعة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وأن السيادة الإقليمية مبدأ عام لا يقبل على التجزئة ويمثل خطاً أحمر لا يمكن التهاون فيه ولا المساومة عليه. ودان مجلس الجامعة، في قرار وبيان، الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارة السعودية وقنصليتها، مؤكداً التضامن الكامل مع المملكة في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية، ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب، كما دان المجلس استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث.

عبدالله بن زايد:

- السيادة الإقليمية مبدأ عام لا يقبل التجزئة ويمثل خطاً أحمر

- لا يمكن التهاون فيه ولا المساومة عليه.

 

وتفصيلاً ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة أمس، الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي دعت إليه السعودية لإدانة الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد الإيرانية، وإدانة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية الداخلية.

وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كلمة في بداية الاجتماع أشار فيها إلى أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يأتي بناء على طلب المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقد جاء التأييد لطلب المملكة سريعاً وقوياً، الأمر الذي يعكس حجم التضامن العربي إزاء الاعتداءات على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، والتضامن الكامل مع المملكة بشأن التدخل في مسائل السيادة العربية التي نعمل معاً على تحصينها.

وقال سموه «يأتي اجتماعنا الطارئ هذا في ضوء التصعيد الخطير الذي قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي تمثل في الاعتداء السافر على مقر سفارة السعودية بطهران ومقر بعثتها القنصلية في مشهد، والذي وقع تحت مرأى ومسمع من رجال الأمن والحكومة الإيرانية، دون أن تقوم بتوفير الحماية والتأمين اللازمين لمقر البعثة، رغم النداءات السعودية المتكررة في ذلك وفقاً لقواعد القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية».

وأضاف سموه «ولا يسعنا هنا إلا أن نشير إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلد تكررت فيه الاعتداءات على القنصليات والسفارات الدبلوماسية طوال العقود الماضية، ما يشير إلى أن هناك إما رغبة من الحكومة الإيرانية في عدم حماية هذه المنشآت أو إهمال من الحكومة الإيرانية في ذلك. ومن هذا المنطلق ندين بشدة الاعتداءات التي وقعت على مقرات البعثة السعودية بإيران، كما نرفض رفضاً قاطعاً سياسة إيران في التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية وشؤون أي دولة عربية أخرى، يشمل ذلك الأحكام القضائية السيادية للمملكة، ونؤكد في الوقت ذاته وقوفنا الراسخ مع المملكة الشقيقة في إجراءاتها الرادعة كافة في مواجهة الإرهاب والتطرف».

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «ونحن اليوم نؤكد الموقف العربي الحازم والحاسم، الذي يرفض رفضاً قاطعاً أن تكون شؤوننا وشجوننا محل تدخل هذه الدولة أو تلك، وقد أسقط في يدهم هذا التوجه في ظل موقف عربي صلب وجماعي، وتفاجأ من مدى القوة.. قوة العرب في وقفة واحدة وصارمة مع إخوانهم في المملكة».

وأشار سموه إلى «أن الإجراءات كافة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية تؤكد وقوفها الصارم والواضح والثابت والراسخ في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ومنع مثيري الفتن والاضطرابات من استغلال الأوضاع التي تمر بها المنطقة للعمل على تقويض دعائم الأمن والاستقرار في دولنا وإدخالنا في نزاعات وفوضى داخلية مدمرة وتفتيت طائفي، إن الإجراءات السعودية تثبت إصرار وعزم المملكة الصارم على المضي قدماً لوأد ودحر الإرهاب والتطرف واقتلاعه من جذوره وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والطائفية أو العبث بأمن المملكة الشقيقة».

وأكد سموه «إن قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية تجاه المدانين هو حق سيادي أصيل، وضمن نظامها القضائي وبدرجاته المختلفة والمتدرجة، بعد أن ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، كما أن ما قامت به المملكة يعتبر إجراء ضرورياً لترسيخ الأمن والأمان لكل أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أراضيها، لا يحق لأي دولة أو فرد أن يتدخل في شؤون المملكة الداخلية».

ولفت سموه إلى أنه على الرغم من التحديات والمخاطر الجمة التي تواجه منطقتنا العربية وعلى رأسها الإرهاب والتطرف والفوضى، إلا أننا نواجه تهديدات أخرى لا تقل أهمية ولا صعوبة، ألا وهي التهديد المتواصل من إيران وتدخلها السافر في شؤوننا العربية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.

وأضاف سموه «نطالب الدول الشقيقة كافة باتخاذ موقف واضح لوقف إيران عن الاستمرار في التدخل في شؤون المنطقة، وإغراق منطقتنا في الصراعات والفتن، ونأمل من اجتماعنا هذا الخروج بموقف عربي قوي في إطار التضامن ووحدة الأمن القومي العربي وصيانة السيادة الإقليمية لكل الدول لمواجهة التدخل الإيراني في شؤون الدول الأعضاء، وفي شؤون الجامعة العربية ».

وقال سموه «نتطلع إلى أن نخرج من اجتماعنا هذا عاقدين العزم بإذن الله على صيانة سيادتنا الوطنية، وأمن وسلامتنا الإقليمية وحمايتها بكل ما أوتينا من تصميم ضد التدخلات الإقليمية كافة، من منطلق أن السيادة الإقليمية مبدأ عام لا يقبل التجزئة ويمثل خطاً أحمر لا يمكن التهاون فيه ولا المساومة عليه».

وأشار سموه إلى أن «هذا التدخل يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. ونطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالامتناع عن التدخل في شؤون الدول العربية، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف، كما يشمل ذلك سجل إيران في تدخلها في قضايا وأمور عربية مختلفة من احتلالها لجزر الإمارات والتدخل الإيراني السافر في البحرين وفي سورية وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن دون أية مراعاة للمشاعر العربية وعلاقات الجار بالجار».

ودان سموه أيضاً التصريحات التصعيدية التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين التي تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية العربية، ولا تساعد على بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كما تشكل خرقاً للقوانين والأعراف الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في ختام كلمته «تبقى رسالتنا العربية رسالة سلام ورسالة تعاون.. احترام لمبادئ السيادة وعدم التدخل.. وحتى في الظروف الاستثنائية الصعبة والشائكة نسعى إلى علاقة طبيعية وسوية تجمع العالم العربي بإقليمه المحيط، علاقة تقوم على مشروعات التعاون والتنمية وتحترم مبادئ السيادة وعدم التدخل». ودان مجلس الجامعة في قرار وبيان، أمس، الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، وحمّل المجلس الجمهورية الإيرانية مسؤولية ذلك، مطالباً إياها بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

واستنكر المجلس التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين.

وأكد المجلس التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب.

كما دان حكومة إيران بتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية. كما دان المجلس استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، والتأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة عليها.

ودان المجلس استمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وندد بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية والشأن اليمني الداخلي.

من جهته دعا الأمين العام للجامعة، إلى اتخاذ موقف عربي جماعي لوقف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بلاده ستتعامل مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي بكل جدية وتتصدى لها بكل حزم، وهي أيضاً مسؤولية الجامعة العربية في ظل أهدافها الرامية إلى حماية الأمة العربية والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية.

وأكد أن هذه الاعتداءات تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في منطقتنا العربية بالعبث في مقدراتها، والتدخل في شؤن دولها وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بها وزعزعة أمنها واستقرارها.

تويتر