مفاوضات لإخلاء مقاتلي الفصائل من آخر نقاط سيطرتهم بحمص

انفتاح ألماني على مشاركة قــوات تابعة للأسد في مكافحة «داعش»

أحد رسوم معرض للرسوم الكاريكاتيرية السياسية لفنانين من «استوديو 13» في موسكو، والمخصص لموضوع مكافحة الإرهاب الدولي ودور روسيا فيه. إي.بي.إيه

أعربت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليان، عن انفتاحها على مشاركة قوات حكومية سورية في محاربة تنظيم «داعش»، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن التعاون مع الجيش السوري لمحاربة «داعش» ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وفي وقت أكدت الحكومة السورية عدم استخدامها أي اسلحة كيميائية منذ بدء النزاع، يعقد ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المقاتلة اجتماعاً اليوم برعاية الأمم المتحدة لبحث تسوية تتضمن خروج «المسلحين» من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص في وسط البلاد.

 وفي التفاصيل، قالت الوزيرة الألمانية المحافظة الليلة قبل الماضية، متحدثة لشبكة «زد تي اف» التلفزيونية الرسمية، إن «ثمة اطراف من القوات في سورية يمكن تماماً التعاون معها، كما حصل في العراق حيث تم تدريب قوات محلية بنجاح». لكنها شددت على أن «لا مستقبل مع الأسد، هذا واضح».

 وفي وقت لاحق استبعدت وزارة الدفاع الألمانية أي تعاون مع قوات تحت قيادة الأسد خلال العملية العسكرية المخطط أن يشارك بها الجيش الألماني في سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، ينس فلوسدورف، أمس، في العاصمة الألمانية برلين «لن يكون هناك تعاون حالياً مع الأسد ولن يكون هناك أي تعاون أيضاً مع قوات تحت قيادة الأسد». وأشار إلى أن أورسولا فون دير ليان أعلنت ذلك بشكل واضح. وأكد فلوسدورف أنه من المقرر تجنب الانهيار التام لسيادة الدولة السورية.

من جانبه، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر، إلى أنها ستكون بمثابة إشارة جيدة للتشكيل المخطط له لحكومة انتقالية في سورية، إذا ما شارك الجيش السوري تحت قيادة الأسد حالياً أيضاً في مكافحة الإرهابيين. وقال «هذا بالتأكيد لا يعني أنه لابد أن يكون هناك تبادل معلومات أو أي شكل آخر للتعاون».

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، أن التعاون مع الجيش السوري لمحاربة «داعش» ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال فابيوس لإذاعة فرانس انتر من لوبورجيه، حيث افتتح أمس مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 حول المناخ «اذا توصلنا الى عملية انتقال سياسي ولم يعد بشار قائداً للجيش السوري، عندها يمكن القيام بأعمال مشتركة لمكافحة الارهاب لكن ذلك غير ممكن في ظل حكمه». وشدد فابيوس «من الواضح أن الجيش لا يمكن ان يعمل الى جانب المعارضة المعتدلة طالما انه تحت قيادة الأسد». وأكد «إننا نعمل من اجل عملية انتقال سياسي».

وفي لاهاي، قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، متحدثاً خلال الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي «نود هنا ان نؤكد بشكل قاطع اننا لم نستخدم يوماً غاز الكلور ولا أي مواد كيميائية سامة خلال أي حوادث أو اي عمليات كانت منذ اندلاع الأزمة وحتى يومنا هذا».

وفي طهران، ذكر موقع التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، ان إيران تعارض عقد لقاء لمجموعات معارضة سورية في السعودية في اواسط الشهر الجاري. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ان «اجتماع معارضين سوريين في الرياض مخالف لبيان فيينا 2، وإيران لا توافق على أي أعمال خارج هذا البيان». وأضاف: «لقد تقرر في فيينا ان يعمل مبعوث الأمم المتحدة في سورية على اعداد قائمة بالمعارضين بعد اجراء مشاورات على نطاق واسع». كما تابع ان «السعودية لم تلعب دوراً ايجابياً وبناء حول سورية في السنوات الخمس الماضية».

ميدانياً، يعقد ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المقاتلة اجتماعاً اليوم برعاية الأمم المتحدة لبحث تسوية تتضمن خروج «المسلحين» من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص. وقال محافظ حمص طلال البرازي «يعقد اجتماع (اليوم) في مكتبي بحضور وفد من حي الوعر وممثلين عن الأمم المتحدة من اجل تثبيت الاتفاقات السابقة» المتعلقة «بتسوية نهائية في حي الوعر». وأوضح انها تتضمن «اخلاء السلاح والمسلحين وعودة مؤسسات الدولة والحياة الطبيعية الى الحي في اقرب وقت ممكن».

وحي الوعر الواقع في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات النظام التي تحاصره بالكامل. ويقيم في الحي حالياً وفق البرازي، نحو 75 الف نسمة مقابل 300 الف قبل بدء النزاع.

وتوقع البرازي التوصل الى «تسويات نهائية خلال الأسابيع المقبلة» في حال نجاح المفاوضات المستمرة منذ ستة اشهر.

من ناحية أخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 15 عنصراً على الأقل من الفصائل المسلحة وجبهة النصرة، أول من أمس، في اشتباكات مستمرة منذ ايام عدة في ريف اعزاز في شمال محافظة حلب. وأحصى المرصد كذلك مقتل ثمانية من مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» وهي عبارة عن تحالف يجمع فصائل كردية وعربية اعلنت توحيد جهودها العسكرية الشهر الماضي، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. كما أفاد المرصد في بريد الكتروني بمقتل 1502 مواطن مدني ومقاتل وعنصر في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة، منذ بدء الضربات الروسية في الـ30 من شهر سبتمبر الماضي وحتى أمس. ويتوزع القتلى وفق المرصد، بين «485 مدنياً ضمنهم 117 طفلاً دون سن الـ18 و74 مواطنة»، بالإضافة إلى «419 عنصراً من تنظيم داعش و598 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة».

تويتر