«التنظيم» يعدم 60 مدنياً.. بينهم نساء وأطفال ويحاصر مئات العائلات وسط موجة نزوح جديدة

«داعش» يسيطر على الرمــــادي ويفجر مبنى محافظة الأنبار

صورة

سيطر تنظيم «داعش»، أمس، على مدينة الرمادي مركز محافظ الأنبار كبرى محافظات العراق، إثر هجوم واسع تمكن خلاله من السيطرة على معظم قضاء الرمادي، وفيما أعدم التنظيم 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال وسط الرمادي، فجر عناصر التنظيم مبنى المحافظة، وحاصر مئات العوائل في مناطق الجمعية والبوعلوان والثيلة.

وأعلن مسؤولون عراقيون ومصادر أمنية سيطرة تنظيم «داعش» على المجمع الحكومي في مدينة الرمادي (غرب)، وتمكن من السيطرة على 90% من مساحة قضاء الرمادي، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية.

وقال ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي، ان «(داعش) سيطر على المجمع الحكومي وسط الرمادي، ورفع راية التنظيم فوق مبنى قيادة شرطة الأنبار، بعد انسحاب القوات الأمنية من المجمع إلى مقر قيادة عمليات الأنبار» في شمال المدينة.

وأشار إلى أن الانسحاب سببه «شدة الاشتباكات وانفجار عدد من السيارات المفخخة، التي تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بعدد من مباني المجمع»، الذي يضم مباني حكومية عدة، ابرزها مقر المحافظة ومديرية شرطة الأنبار.

وأعلن التنظيم من جهته في بيان تداولته حسابات إلكترونية، اقتحام المجمع الحكومي وسط الرمادي.

وقال الشيخ حكمت سليمان، وهو قيادي في إحدى العشائر السنية المناهضة للتنظيم في الرمادي «تمكن تنظيم داعش من احتلال المجمع الحكومي ورفع راية التنظيم هناك»، مضيفاً أن القوات الأمنية «انسحبت من المجمع وتقاتل في مناطق متفرقة من دون قيادة مركزية».

وبعد فقدان المجمع الحكومي، باتت القوات الأمنية تسيطر على أحياء معدودة في شمال الرمادي وجنوبها، إضافة إلى مقر قيادة عمليات الأنبار.

وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كامل الرمادي، سيصبح مسيطراً على مركزي محافظتين عراقيتين، إذ انه يسيطر منذ يونيو الماضي على مدينة الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى. وكان التنظيم يسيطر كذلك على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين، إلا ان القوات العراقية استعادت السيطرة عليها مطلع أبريل الماضي.

ويسيطر التنظيم منذ مطلع العام 2014 على احياء على أطراف الرمادي، قبل أشهر من هجومه الكاسح في يونيو، الذي اتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربها.

وصدت القوات الأمنية ومقاتلو العشائر السنية خلال الأشهر الماضية هجمات متلاحقة للتنظيم لاسيما على المجمع الحكومي.

إلا أن التنظيم شن أول من أمس، هجوماً واسعاً في المحافظة.

وتركزت الهجمات على الرمادي ومحيطها، ومحيط مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، التي يسيطر عليها التنظيم كذلك منذ مطلع 2014.

وكان عضو مجلس محافظة الأنبار عذال عبيد الفهداوي، قال في اتصال مع «فرانس برس» في وقت سابق، أمس، إن «الوضع حرج في مدينة الرمادي»، وذلك إثر «حدوث خرق أمني في مركز المدينة بعد هجوم نفذه مسلحو (داعش) الإرهابيون ليلاً».

وقال الفهداوي ومصادر أخرى ان العديد من المدنيين يحاولون الخروج من المدينة، في ما قد يشكل ثاني موجة نزوح كبيرة منها منذ ابريل، إثر نزوح عشرات الآلاف هرباً من هجوم عنيف للتنظيم.

من جهته، اعلن التنظيم إعدام 14 مسلحاً موالياً للحكومة في الرمادي، في تكرار لعمليات اعدام جماعية نفذها سابقاً بحق أبناء العشائر السنّية الذين يحملون السلاح ضده.كما قال ان 13 جندياً قتلوا جراء تفجير منازل كانوا يستخدمونها شرق الرمادي.

وأعلن التنظيم سيطرته على بلدة الجبة (180 كلم شمال شرق بغداد)، القريبة من قاعدة «عين الأسد» الجوية العراقية، حيث يدرب مئات المستشارين العسكريين الأميركيين الجنود وأبناء العشائر على قتال الجهاديين.

وأكد مصدر عشائري سقوط البلدة، مشيراً إلى انسحاب القوات الأمنية منها.

إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية عراقية، ان التنظيم نفذ عملية إعدام طالت 60 مدنياً بينهم نساء وأطفال، بعد السيطرة على مناطق وسط الرمادي.

وقالت إن التنظيم يحاصر مئات العوائل في مناطق الجمعية والبوعلوان والثيلة وبقية المناطق التي أحكم سيطرته عليها.

وحذرت من أن «عدم إرسال تعزيزات عسكرية من الحكومة العراقية، وفك الحصار عن تلك المناطق، فإن تنظيم داعش سيقوم بارتكاب مجزرة ضد الآلاف من أبناء المدينة».

من جهته، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أمس، إن «سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرمادي يشكل كارثة كبيرة ستدفع ثمنها جميع المحافظات العراقية، لان انهيار الوضع في مدينة الرمادي له تأثير كبير في الأمن الوطني العراقي». وأضاف أن سيطرة «داعش» على الرمادي دلالة على أن الإرهابيين سينقلون عملياتهم الإرهابية الى محافظات أخرى، و«ستندم الحكومة المركزية لعدم معالجتها الأوضاع بصورة سريعة في المدينة».

تويتر