القوات الإسرائيلية تقتحم بلدات في جنين.. وإصابات بالاختناق في مواجهات جنوب بيت لحم

عملية دهس تستهدف جنود الاحتلال بالقدس

صورة

أصيب سبعة جنود إسرائيليين ــ وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة ــ جراء تعرضهم للدهس من قبل فلسطيني قرب باب العمود بمدينة القدس المحتلة أمس. وفيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات جنوب جنين، ونصبت حواجز عسكرية عدة في المحافظة، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق، خلال قمع القوات الإسرائيلية مسيرة سلمية خرجت من بلدة نعلين شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، كما حدثت إصابات بالاختناق في مواجهات مع قوات الاحتلال جنوب بيت لحم، في وقت سير فيه المستوطنون مسيرة استفزازية في شارع الشهداء، وسط الخليل.

وفي التفاصيل، صدم فلسطيني، أمس، بسيارته مجموعة من المارة قرب محطة للترام في القدس، فأصاب سبعة أشخاص على الأقل، بينهم أربعة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.

وذكرت المتحدثة باسم شرطة قوات الاحتلال الإسرائيلي، لوبا سامري، أن الحادث الذي وقع في عطلة البوريم اليهودية، التي تزدحم فيها الشوارع بالمارة، يبدو متعمداً ووقع على طريق رئيس بالقرب من القدس الشرقية، حيث تعيش أغلبية عربية، وفي منطقة قريبة من مركز لشرطة الحدود الإسرائيلية. وأضافت المتحدثة أن السائق الذي خرج من السيارة، وحاول طعن أحد المارة قبل إصابته برصاص أطلق عليه من مركز الشرطة القريب، نقل إلى المستشفى في حالة خطيرة.

وتضاربت الأنباء حول مقتل منفذ العملية أو إصابته بجراح خطيرة، نقل على أثرها إلى المستشفى. وذكرت مصادر إسرائيلية أن منفذ العملية دهم الجنود بسيارته، ثم ترجل منها، وحاول طعن جنود آخرين قبل أن يتم إطلاق النار عليه. وأضافت أن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية انتشرت في مكان الحادث، فيما تسود المدينة المقدسة حالة من التوتر الشديد.

يذكر أنه في أكتوبر ونوفمبر الماضيين وقعت سلسلة هجمات مماثلة، دهس فيها سائقون فلسطينيون بسياراتهم أشخاصاً كانوا ينتظرون في محطات الترام بالقدس، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.

في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بلدات عرابة، وكفر راعي، وعجة، وجبع جنوب جنين، ونصبت حواجز عسكرية عدة في المحافظة. وذكرت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن قوات الاحتلال، وفي خطوة استفزازية، اقتحمت البلدات المذكورة، كما نصبت حواجز تفتيش لبعض الوقت على مداخلها، وسيرت آلياتها في أزقتها وشوارعها. وأوضحت أن جنود الاحتلال الذين تمركزوا على الحواجز، أوقفوا المركبات، ودققوا في هويات ركابها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

كما أصيب، أمس، العشرات من المواطنين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية، خرجت من بلدة نعلين شمال غرب محافظة رام الله والبيرة. وقال عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في نعلين، محمد عميرة، إن قوات الاحتلال قمعت المسيرة التي انطلقت لإدانة استمرار الاحتلال والاستيطان، ورفض إقامة الجدار، وتحديداً بالجهة الجنوبية من البلدة، باستخدام قنابل الغاز السام والأعيرة المطاطية. وأضاف: أن اشتباكات اندلعت بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال، خلال محاولة المسيرة الانتقال إلى منطقة جدار الضم والتوسع العنصري جنوب البلدة، وأن المشاركين رددوا الشعارات الوطنية، المؤكدة الحقوق الوطنية. وأيضاً أصيب، أمس، عدد من الفلسطينيين من بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالاختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة «أم ركبة». وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر، أحمد صلاح لـ«وفا»، بأن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، وأطلق الجنود الرصاص وقنابل الغاز والصوت، ما أوقع حالات اختناق.

من جهة أخرى، خرج مستوطنو «رماتي يشاي»، الجاثمة على أراضي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، أمس، في مسيرة استفزازية في شارع الشهداء بالبلدة القديمة من الخليل، دعوا خلالها إلى قتل الفلسطينيين وترحيلهم.

وأفاد منسق تجمع شباب ضد الاستيطان، عيسى عمرو، بأن «عشرات المستوطنين شاركوا في المسيرة، التي انطلقت من مستوطنة (يشاي)، وجابت شارع الشهداء، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، بحماية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي عززت وجودها، وشددت من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة، بدعوى الاحتفال بعيد المساخر، ورفع المشاركون في المسيرة يافطات تطالب بقتل الفلسطينيين وترحيلهم».

من جهة أخرى، أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «بنيامين نتنياهو لم يوافق قط على العودة إلى حدود عام 1967، وعلى تقسيم القدس وعودة اللاجئين».

وكانت الحكومة الإسرائيلية تنفي، بذلك، صحة أنباء نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس، عن وثيقة تسرد «التفاهمات والتنازلات»، التي كان نتنياهو على الاستعداد لتقديمها للفلسطينيين، خلال فترة ولايته السابقة.

ووفقاً لهذه الوثيقة، فإن «نتنياهو كان على استعداد لانسحاب إسرائيلي إلى حدود 67، مع تبادل الأراضي مع الفلسطينيين، والإقرار بالعلاقات التاريخية والعاطفية التي تربط الشعبين اليهودي والفلسطيني بالأماكن المقدسة في القدس، ومنح الفلسطينيين موطئ قدم في غور الأردن، إضافة إلى إخلاء بعض المستوطنات، وإبقاء عدد آخر منها تحت السيادة الفلسطينية، وعودة عدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، ولكن على أساس شخصي، وليس جماعياً».

وقالت الصحيفة إن مبعوث نتنياهو إلى المحادثات، يتسحاك مولخو، قام بتسليم حسين أغا، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هذه الوثيقة في شهر أغسطس عام 2013.

تويتر