«البشمركة» تتقدم في جبل سنجار بعد فك الحصار عنه.. وتتجه نحو تلعفر

«مؤتمر أربيل» يدعو العشــــائر العراقية إلى التوحد لمواجهة «داعــــــش»

صورة

دعا «المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف» الذي اختتم أعماله، أمس، في أربيل، أبناء العشائر العربية إلى التوحد لمواجهة تنظيم «داعش» والهجمة الإرهابية التي يواجهها العراق، عبر الالتحاق بالجيش العراقي وقوات الحرس الوطني، في وقت واصلت فيه قوات البشمركة الكردية، أمس، تقدمها في شمال العراق، غداة تمكنها من فك حصار «داعش» لجبل سنجار، بدعم من طيران التحالف، واتجهت نحو مدينة تلعفر التي يحتلها التنظيم.

ودعا «المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف» في بيان صدر في ختام أعماله، أبناء العشائر العربية إلى الوقوف في وجه الهجمة الإرهابية التي يواجهها العراق، وتشجيع أبناء العشائر على الالتحاق بالجيش العراقي وقوات الحرس الوطني لمحاربة تنظيم «داعش».

وحث المؤتمر، في البيان الذي تلاه القيادي في «ائتلاف متحدون للإصلاح» رافع العيساوي، الحكومة العراقية إلى الإسراع في تسليح أبناء العشائر، والالتزام بالبرنامج الحكومي، وحصر السلاح بيد الدولة و«لجم الميليشيات».

وطالب بإعادة هيكلة الجيش العراقي بما يضمن عودة الكفاءات، والاستفادة منهم لبناء جيش حرفي متوازن من جميع مكونات الشعب العراقي، مشدداً في الوقت نفسه على أن مهمة تحرير المدن والمناطق المحتلة من قبل «داعش» هي مهمة أبناء هذه المحافظات، وبمساعدة القوات الأمنية الرسمية، محذراً من أن تجاوز ذلك سيعقّد المشهد أكثر في هذه المحافظات.

وشدد البيان على أن ربط العرب السنة بالإرهاب و«داعش»، «كما لو كانت حالة واحدة» هو جريمة يراد منها تشويه صورة العرب السنة الذين كانوا ولايزالون أول من وقف في وجه الإرهاب.

وأكد البيان على المسؤولية القانونية والأخلاقية للحكومة العراقية تجاه النازحين، وأهمية تخصيص المبالغ اللازمة، وبصورة دورية، لإغاثتهم، والالتزام بعودة آمنة وكريمة لهم، وتعويضهم عن الضرر الذي أصاب منازلهم وممتلكاتهم، مع نقل ملف النازحين للمحافظات، وبإشراف أعضاء مجلس النواب لتلك المحافظات.

ودعا الحكومة العراقية إلى الالتزام بفقرات الاتفاق السياسي، وتطبيقها حسب السقوف الزمنية لكل فقرة، تحقيقاً للمصالحة الوطنية الحقيقية والمباشرة بتشريع قوانين العفو العام والمساءلة والتوازن والحرس الوطني وبقية القوانين المتفق عليها، والعمل على إنشاء صندوق إعمار المحافظات المتضررة، وإدراجه في موازنة عام 2015، ودعوة المجتمع الدولي للمشاركة في إعمار المحافظات عبر إنشاء صندوق دولي للإعمار.

من ناحية أخرى، واصلت قوات البشمركة الكردية عمليتها «الأكبر» في شمال العراق التي أدت إلى فك حصار «داعش» لجبل سنجار، بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي أعلنت مقتل ثلاثة من كبار قادة التنظيم.

وبدأت القوات الكردية، أمس، عملية تأمين محيط الجبل، إذ توجد مئات العائلات الإيزيدية المحاصرة منذ أشهر من قبل التنظيم الذي تقول الأمم المتحدة إنه ارتكب «إبادة» بحق هذه الأقلية الدينية خلال الصيف الماضي. وحظيت العملية بتمهيد جوي مكثف منذ الاثنين الماضي من قبل التحالف الدولي.

وكانت القوات الكردية التي تشن منذ الأربعاء عملية عسكرية واسعة ضد التنظيم في شمال غرب العراق، أعلنت فك الحصار عن جبل سنجار. وبدأت العملية بعد تمهيد جوي بأكثر من 50 غارة لطيران التحالف.

وقال مستشار مجلس الأمن القومي، الكردي مسرور بارزاني، مساء أول من أمس، إن قوات البشمركة «وصلت الى جبل سنجار، وتم رفع الحصار عن الجبل»، مشيراً إلى أن العملية العسكرية أدت إلى استعادة السيطرة على نحو 700 كلم مربع من الأراضي التي كانت بيد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأفاد بيان للمجلس بأن العملية شارك فيها 8000 عنصر كردي، ما يمثل «أكبر هجوم عسكري ضد التنظيم، والأكثر نجاحاً».

وشن التنظيم المتطرف في أغسطس هجوماً على منطقة سنجار، موطن الأقلية الإيزيدية التي تعرضت لعملية «إبادة»، بحسب الامم المتحدة، شملت قتل المئات من أبنائها، وسبي النساء والفتيات.

ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء إلى الجبل، حيث بقيت عالقة هناك. وتمكن مقاتلون أكراد، غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل وإجلاء الآلاف من المحتجزين، إلا أن التنظيم عاود في الأسابيع الأخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البشمركة ومتطوعون إيزيديون.

وقال فيصل صالح، أحد الإيزيديين الموجودين على الجبل، في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، إن «القوات الكردية استطاعت تحرير 70% من المناطق المحيطة بجبل سنجار، لكن لايزال الجانب الجنوبي من قضاء سنجار بيد داعش».

وأضاف أن قوات البشمركة «تقوم حالياً بتقديم المساعدة لبعض الأهالي الذين يحتاجون إلى المساعدة، تمهيداً لنقلهم إلى إقليم كردستان».

من جهته، قال خلف شمو أحد المقاتلين الإيزيديين في الجبل، إن مسلحي «داعش» بدأوا منذ صباح أمس، «بتفجير منازل الإيزيديين في مجمعي سنوني وخان سور إلى الشمال من جبل سنجار».

وبعد فك الحصار عن جبل سنجار، تقدمت القوات الكردية باتجاه مدينة تلعفر في شمال العراق، والتي تضم خليطاً سكانياً من الشيعة والتركمان، وعدداً كبيراً من النازحين من مناطق في شمال العراق.

وأوضح قاطنون في المدينة أن «الفرقة الذهبية»، وهي إحدى الوحدات الخاصة في الجيش العراقي، تشارك في المعارك ضد «داعش».

وقال أحد السكان الذي قدم نفسه باسم (أبوحسين) لـ«فرانس برس»، إن اشتباكات متقطعة، وعمليات قصف تدور منذ مساء أول من أمس، بين قوات من البشمركة والفرقة الذهبية من جهة، ومسلحي التنظيم من جهة أخرى.

وأضاف هذا الشاب، البالغ من العمر 26 عاماً «مازلنا نسمع أصوات اشتباكات وانفجارات متكررة، أنا أقيم في منطقة الكسك، في شمال تلعفر، وأرى عدداً كبيراً من عناصر داعش يهربون من المنطقة».

وكان بيان القيادة الأميركية للتحالف أعلن، أول من أمس، أن غارتين من أصل خمس شنتها المقاتلات في العراق، استهدفت محيط تلعفر.

وكان مجلس الأمن الكردي قال الخميس إن عناصر التنظيم الذين انسحبوا من أرض المعركة في محيط سنجار، توجهوا الى تلعفر والموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت بيد التنظيم أثناء هجومه الكاسح في العراق في يونيو الماضي.

تويتر