50 ألف مصلٍّ يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى

نصب تذكاري لـ «أبوعين» يتسبب في مواجهات بـ «الضفة»

الجيش الإسرائيلي استخدم العنف خلال المواجهات في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله. أ.ف.ب

اندلعت مواجهات في بلدة ترمسعيا، شمالي مدينة رام الله في الضفة الغربية، بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، أمس، وذلك خلال افتتاح نصب تذكاري للوزير زياد أبوعين، الذي قتل خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ نحو 10 أيام، في وقت أدى اكثر من 50 ألف مصلٍّ صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى المبارك.

وتفصيلاً، أصيب تسعة فلسطينيين، أمس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهو المكان الذي استشهد فيه الوزير الفلسطيني مسؤول ملف الاستيطان، زياد أبوعين، في العاشر من هذا الشهر، حسب مصادر طبية. ونقل اثنان من المصابين إلى مستشفى رام الله المركزي، أحدهما يعاني إصابة بالرصاص الحي في قدمه، والثاني من ضيق في التنفس نتيجة استنشاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، في حين تمت معالجة البقية في مستشفى قريب في القرية.

ودعت مؤسسات فلسطينية إلى أداء صلاة الجمعة في المكان نفسه الذي قتل فيه الوزير أبوعين. وقال أمين شومان، أحد المشاركين في تنظيم الدعوة، لوكالة «فرانس برس»: «تمت اليوم زراعة شجرة زيتون في المكان نفسه الذي استشهد فيه الوزير أبوعين وزراعة شتلات أخرى من الزيتون، قبل أن تندلع مواجهات مع قوات الاحتلال».

وذكرت وكالة الأناضول أن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز وتمت معالجتهم ميدانياً، كما اعتقل جيش الاحتلال أربعة متظاهرين، هم ثلاثة فلسطينيين ومتضامنة أميركية.

واستخدم جيش احتلال مركبات رش المياه العادمة باتجاه المشاركين، كما وقعت اشتباكات بالأيدي بين المتظاهرين والمتضامنين الأجانب من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، وفق مراسل الأناضول.

وحمل المشاركون في المسيرة صور الوزير أبوعين، وهتفوا بشعارات تندد بالسياسات الإسرائيلية، كما أقاموا نصباً تذكارياً لأبوعين، عبارة عن حجر صخري كتب عليه اسمه، وزرعوا أشجاراً مختلفة بالموقع الذي توفي فيه.

كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مسيرة المعصرة الأسبوعية المناوئة للجدار والاستيطان، التي انطلقت بعنوان «الوفاء للشهيد أبوعين ودعماً للرئيس الفلسطيني محمود عباس في توجهه للأمم المتحدة». وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم، حسن بريجية، لــ«وفا»، بأن قوات الاحتلال تصدت للمسيرة واعتدت على المشاركين فيها ومنعتهم من الوصول إلى موقع إقامة الجدار العنصري على أراضي القرية. وينظم الفلسطينيون مسيرات أسبوعية مناهضة للاستيطان والجدار الفاصل بعد صلاة الجمعة.

وبالتزامن، دوت صفارات إنذار في مجمع أشكول جنوب إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات. وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على بقايا قذيفة أطلقت من غزة. وذكرت إسرائيل أنها المرة الثالثة التي يحدث فيها قصف من غزة على إسرائيل منذ وقف إطلاق النار الأخير.

من جهة أخرى، أدى أكثر من 50 ألف مصلٍّ صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى المبارك. وكانت جموع المصلين توافدت على المسجد الأقصى من مناطق 48 وأهالي القدس وضواحيها، منذ الصباح الباكر، لتتسنى لهم تأدية صلاة الجمعة في الأقصى، وسمحت السلطات الإسرائيلية لعدد محدود من أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة بزيارة القدس وتأدية صلاة الجمعة في الأقصى. وانتشر المصلون في المسجد المبارك ومرافقه وسط احتجاز قوات الاحتلال بطاقات المئات من المصلين من فئة الشبان على بوابات المسجد الرئيسة (الخارجية) إلى حين خروج أصحابها من المسجد.

ونظم المصلون مسيرة عفوية لنصرة الأقصى بعد انتهاء صلاة الجمعة، انطلقت من باحات المسجد الأقصى إلى البلدة القديمة، ندد المشاركون فيها بالاحتلال وعبروا عن رفضهم لاقتحامات الأقصى من قبل المتطرفين اليهود.

من جانبه، شدد مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، في خطبة الجمعة، على أن المسجد الأقصى للمسلمين فقط، مستنكراً سياسات استهدافه من سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة.

تويتر