هجمات متبادلة بين الأكراد و«التنظيم».. وتنسيق كردي أميركي حيال الضربات

ضربات محددة الأهداف في عين العرب.. وبغـــداد غيــر مهــددة بخــطـــر وشيك

الدخان يرتفع في سماء عين العرب بعد قصف قوات التحالف مواقع لتنظيم «داعش» في المدينة. رويترز

شنّ التحالف الدولي، أمس، ضربات جديدة، «مكثفة ومحددة الأهداف»، على المواقع الرئيسة لتنظيم «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، التي تشهد هجمات متبادلة بين المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عنها، والتنظيم الذين يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة عليها، بينما قللت واشنطن من خطرالتنظيم على العاصمة العراقية بغداد.

وأعلنت قيادة المنطقة العسكرية الأميركية الوسطى في بيان، أن طائرات التحالف شنّت 14 غارة جوية ضد تنظيم «داعش» قرب وفي عين العرب الأربعاء والخميٍس، وان هذه الضربات دمرت 19 مبنى يحتلها التنظيم ومركزين للقيادة.وشنّت الطائرات الأميركية اكثر من 100 غارة جوية ضد التنظيم في محيط وداخل عين العرب منذ نهاية سبتمبر الماضي.

وعلى الرغم من خسارتهم مربعهم الأمني في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، التي تبلغ مساحتها بين ستة وسبعة كيلومترات مربعة، يبدي المقاتلون الأكراد مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري التنسيق مع القوات الكردية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان التنظيم المتطرف نفذ هجوماً بعد منتصف الليلة قبل الماضية على نقاط سيطر عليها مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات فجر أمس.

وأضاف أن الهجوم الذي تمكن الأكراد من صده «تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات (جوية) استهدفت تمركزات للتنظيم في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب».

في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الأكراد هجوماً على نقطة تمركز للتنظيم عند طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، «لتتحول بعدها إلى اشتباكات متقطعة»، بحسب المرصد الذي أكد أن هذه «الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية، وما لا يقل عن ثمانية من التنظيم، بعد يوم من مقتل خمسة من مقاتلي التنظيم وثلاثة مقاتلين أكراد في اشتباكات بين الجانبين».

كما هاجمت «وحدات حماية الشعب» تجمعات للتنظيم في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة.

وأعلن المرصد السوري أن ضربات التحالف الدولي قتلت، أول من أمس، 13 عنصراً من التنظيم في مناطق مختلفة من عين العرب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إن «هناك تنسيقاً بين القوات الكردية والأميركيين، إذ إن الأكراد يعطون الأميركيين إحداثيات» خلال الاشتباكات.

من جهته، أكد رئيس المجلس التنفيذي في عين العرب أنور مسلم، في اتصال مع «فرانس برس»، أن التحالف دمر الكثير من آليات ومدفعية التنظيم، ما ادى إلى إبطاء تقدمه. وقال «نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني، وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية».

وأضاف مسلم الموجود حالياً في عين العرب، أن «مقاتلي التنظيم يوجدون خصوصاً في شرق وجنوب المدينة، وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعياتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفاً لضربات التحالف».

وذكر أن «هناك مدنيين عالقين في وسط وجنوب المدينة، ونحن لا نقدر على اجلائهم بسبب اعمال القنص من قبل مسلحي التنظيم وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه.. وضعهم صعب».

ويسيطر التنظيم على نصف عين العرب، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الأكراد، منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 سبتمبر الماضي.

وفي الجانب التركي من الحدود، سمعت أصوات تبادل إطلاق النار ودوي قصف قذائف الهاون صباح أمس، من شرق المدينة التي تبعد نحو كيلومتر عن مركز مرشد بينار الحدودي.

واعترف الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، بأن عين العرب «ليست نقطة استراتيجية بالضرورة». وقال إن «ما يجعلها مهمة هو ان التنظيم يريدها، وبقدر ما يرغب في السيطرة عليها يقوم بنشر قوات وموارد ويكون لدينا مزيد من الأهداف».

وفي العراق المجاور لسورية، سعت الولايات المتحدة التي اعترفت أولاً بأنها قلقة من تقدم التنظيم الذي يسيطرعلى الجزء الأكبر من محافظة الأنبار (غرب) على الرغم من الضربات، إلى الطمأنة بشأن مصير بغداد على الرغم من هجمات الجهاديين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، «نعتقد أن بغداد حالياً في منأى عن تهديد وشيك». وأضافت أنه «لا يوجد في الوقت الراهن تجمع كبير لقوات (داعش) في الخارج، استعداداً لدخول» العاصمة العراقية.

تويتر