وزيران إسرائيليان ينتقدان كيري بسبب تصريحاته بشأن ضرورة استئناف المفاوضات

الاحتلال يغلق «الأقصى» ويمنع الآلاف من أداء «الجمعة» في الحرم

الآلاف يؤدون «الجمعة» في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس. أ.ف.ب

قيّدت الشرطة الإسرائيلية دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، وسمحت بذلك فقط لمن هم فوق 50 عاماً من الرجال من المقدسيين والعرب الإسرائيليين، ولم تضع قيوداً على النساء، فيما انتقد وزيران إسرائيليان بشدة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بسبب تصريحاته بشأن ضرورة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

وتفصيلاً، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري «بعد أن اجتمعت قيادة شرطة القدس وقيمت الأوضاع، وبعد ورود معلومات حول نية شبان عرب الإخلال بالنظام خلال صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف، تقرر السماح فقط للرجال ممن هم فوق الـ50 عاماً بالدخول للصلاة في الحرم القدسي، أما النساء فلن يتم فرض أي قيود عمرية عليهن».

وأضافت الناطقة «قامت قوات معززة من الشرطة بالانتشار منذ ساعات الصباح الباكر بشتى أنحاء القدس الشرقية والبلدة القديمة، وذلك منعاً لأية محاولة للقيام بالإخلال بالنظام».

وحذرت الناطقة بأن «الشرطة ستتعامل بحزم وصرامة ضد كل من تسول له نفسه فعل أي شىء للإخلال بالنظام».

وأقامت الشرطة حواجز على كل مداخل المدينة وفي الأزقة، وضيقت الخناق على المدينة، والحياة والتجارة، ومنعت التوقف بالقرب من مداخلها.

وأدى آلاف الفلسطينيين من القدس وضواحيها وأحيائها، ومن أراضي 1948، صلاة الجمعة، أمس، في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة، بعد إغلاق قوات الاحتلال للبلدة، وحصار المسجد الأقصى، والسماح فقط لمن تزيد أعمارهم على 50 عاماً بأداء الصلاة في رحابه.

وحوّل الاحتلال المدينة منذ ساعات فجر أمس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وطغى على المدينة المشهد العسكري، بفعل الانتشار المكثف لقوات وآليات الاحتلال وتسيير الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة

والمحمولة والخيّالة، ونصْب المتاريس العسكرية الحديدية على بوابات البلدة القديمة ومثلها بالقرب من بوابات الاقصى للتدقيق في بطاقات المصلين، في حين حلقت مروحية ومنطاد راداري استخباري في سماء المدينة. وهذه هي المرة الثالثة التي تفرض فيها قيود على دخول المصلين في أسبوع واحد.

ولفت مراسل إلى اندلاع مواجهات عنيفة في منطقة رأس العامود، هاجمت خلالها قوات الاحتلال المصلين بالهراوات وبقنابل الصوت الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، في الوقت الذي شهد فيه حي وادي الجوز المُتاخم للبلدة القديمة مواجهات عنيفة.

وشهدت القدس قبل موعد صلاة الجمعة مشادات كلامية، تطورت في بعض الأحيان إلى مواجهات محدودة بين المصلين وقوات الاحتلال التي أحاطت بالمصلين خلال أدائهم صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة من الحرم القدسي.

من جهة أخرى، انتقد وزيران إسرائيليان بشدة، أمس، وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بسبب تصريحاته بشأن ضرورة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من أجل المساهمة في مكافحة تنظيم «داعش»، ملمحاً إلى وجود علاقة بين القضيتين.

وقال الوزير جلعاد أردان، وزير الاتصالات، وهو من حزب الليكود، إن الوزير كيري يسجل أرقاماً قياسية جديدة من عدم إدراك ما يجري في منطقة الشرق الأوسط وطبيعة النزاعات الدائرة فيه.

وأشار أردان إلى أن الرئيس الأميركي بارك أوباما نفسه كان قد استبعد وجود علاقة بين النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والأحداث الأخرى التي تشهدها المنطقة.

من جانبه، قال وزير الاقتصاد، نفتالي بينت، رئيس حزب البيت اليهودي، إن هناك دائماً من يوجه أصبع الاتهام إلى اليهودي. واعتبر بينت أن تصريحات كيري تشكل تشجيعاً للإرهاب العالمي، حسب تعبيره.

تويتر