هولاند يشدّد على ضرورة أن تفتح أنقرة حدودها لمساعدة عين العرب

تركيا تقصف مواقع لـ «الكــــردستاني» في أول انتكاسة للسلام مع الأكراد

فتيات كرديات يحملن نعش إحدى المقاتلات التي قتلت خلال مواجهات مع تنظيم «داعش» في مدينة عين العرب السورية. أ.ف.ب

قصفت مقاتلات تركية، مساء أول من أمس، مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بجنوب شرق البلاد، في أول انتكاسة مسلحة جدية في مفاوضات السلام التي بدأت قبل عامين، وتتعرض لتهديد مع اندلاع أعمال عنف خلال تظاهرات للأكراد طالبت أنقرة بالتدخل ضد تنظيم «داعش»، الذي يتقدم في مدينة عين العرب (كوباني) السورية. في حين شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ضرورة أن «تفتح تركيا حدودها» مع سورية، لعبور المقاتلين الأكراد للدفاع عن المدينة، بينما شنت طائرات التحالف21 غارة جوية على التنظيم قرب المدينة، أدت إلى «إبطاء» تقدمه، بحسب القيادة الأميركية الوسطى.

وبعد أيام على أعمال عنف تخللت تظاهرات موالية للأكراد في كل أنحاء تركيا، قصفت طائرات «إف16» من سلاح الجو التركي، مواقع لحزب العمال الكردستاني، الذي هاجم بحسب قوى الأمن التركية مراراً مركزاً للشرطة في بلدة داغليجا (جنوب شرق).

كما أطلقت المروحيات القتالية التركية في منطقة تونجلي المحاذية، النار على وحدات أخرى في الحزب، بعد مواجهات بين متمرديه والجيش حول غييكسويو، بحسب وسائل إعلام تركية.

وهذه المواجهات الخطرة الأولى بهذا الحجم منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه «الكردستاني» من طرف واحد في مارس 2013، تعكس التهديدات الكبيرة لعملية السلام الهشة مع أنقرة التي بدأت قبل عامين.

ونتج التصعيد المفاجئ للعنف عن الوضع في سورية، حيث يهدد تنظيم «داعش» المتشدد مدينة عين العرب السورية، التي تعد ثالث أكبر مدينة يقطنها الأكراد.

ونظمت تظاهرات غاضبة في جميع انحاء تركيا الأسبوع الماضي احتجاجاً على رفض حكومة أنقرة تقديم مساعدة عسكرية لمدينة عين العرب، تخللتها اعمال عنف قتل إثرها 34 شخصاً على الأقل، وأصيب المئات كما تسببت في أضرار مادية جسيمة.

وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهجته، مديناً أعمالاً نفذها «أنذال» لمصلحة «منظمة إرهابية»، قاصداً حزب العمال الكردستاني، مندداً بمحاولة «نسف» المفاوضات التي وعد بإنقاذها.

أما محادثه الرئيس زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله أوجلان، فحذر من جهته من ان سقوط عين العرب سيعني بحكم الواقع نهاية المحادثات، وحض أنقرة على عرض جدول زمني ضمن مهلة تنتهي اليوم، لاستئنافها.

وفيما استقبلت تركيا على أراضيها نحو 200 ألف لاجئ كردي، أعربت عن خشيتها من تعزيز القوات الكردية التي تقف في الصف الأمامي في محاربة تنظيم «داعش»، لذا، منعتهم من عبور حدودها للانضمام إلى جبهة عين العرب، مغذية شبهات وضغينة الأكراد تجاهها. وعلى الرغم من التوتر وعدت أنقرة ببذل كل ما بوسعها لإنقاذ محادثات السلام.

وأكد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أن «هذه العملية ليست مرتبطة بكوباني ولا بأي حدث يجري خارج حدودنا». وكرر امام نواب حزبه الحاكم (العدالة والتنمية)، أمس، «انها مهمة جداً بالنسبة إلينا، رجاء لا تنسفوها».

إلى ذلك، اتهم داود أوغلو، حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر حزب سياسي كردي سوري بـ«تعذيب» اللاجئين الأكراد الذين فروا من هجوم «داعش» على عين العرب.

وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي على الضرورة القصوى «لأن تفتح تركيا حدودها» مع سورية، للسماح بمساعدة المقاتلين الأكراد في الدفاع عن مدينة عين العرب أمام تقدم تنظيم «داعش».

وأكد أنه من «الضرورة القصوى أن تفتح تركيا حدودها» للسماح بمساعدة المدافعين عن كوباني وهم «أكراد سوريون». كما وجه «نداء» إلى غير المشاركين في التحالف الدولي، كي توفر «جميع الدول المعنية» للذين يقاتلون لوقف تقدم التنظيم «الدعم الذي ينتظرونه منا، اي ببساطة وسائل الدفاع عن النفس بوجه الإرهاب». وقال «حالياً هناك شهيدة، هي مدينة كوباني التي قد تقع في أي لحظة بين أيدي الإرهابيين». وأكد ضرورة دعم المعارضة السورية المعتدلة.

بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن التنظيم وصل، أول من أمس، للمرة الأولى إلى وسط مدينة عين العرب، على الرغم من الغارات التي تشنها يومياً طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وأكد أن التنظيم بات يسيطر على نصف المدينة على الرغم من المقاومة الشرسة لمقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي» (فرع حزب العمال الكردستاني في سورية).

وفي واشنطن، عقد القادة العسكريون لـ22 دولة في التحالف الدولي، أمس، اجتماعاً في قاعدة أندروز الجوية في ماريلاند، لتحديد استراتيجية ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، بعد أكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية. ونظم قائد الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، هذا الاجتماع الطارئ الأول من نوعه، منذ تشكيل التحالف في سبتمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، اليستير باسكي، إن «هذا الاجتماع فرصة لمناقشة التقدم (الذي حققه) التحالف حتى اليوم، ومواصلة تنسيق ودمج القدرات الفريدة لشركاء التحالف بشكل كامل».

 

تويتر