أعضاء في «الكونغرس» يتحركون باتجاه تسليح المعارضة السورية

«داعش» يسقط طائـرة حــربية للنظام السوري فــوق الرقــة

صورة

أسقط تنظيم «داعش»، أمس، للمرة الأولى، طائرة حربية للقوات النظامية السورية فوق مدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية، خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة. في وقت بحث مجلس النواب الأميركي مشروع قرار يعطي الرئيس باراك أوباما، الموافقة على تسليح وتدريب المعارضين السوريين، الذين يواجهون «داعش» والحكومة السورية، مع التدقيق في صلاحيات الرئيس باراك أوباما باستخدام القوة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «داعش»، أسقط صباح أمس، طائرة حربية تابعة للنظام، بعد ان أطلق النار في اتجاهها خلال تنفيذها غارات في مدينة الرقة.

وأوضح أن الطائرة سقطت عند احد أطراف المدينة «فوق منزل، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة». وأشار إلى أن الطيران الحربي السوري نفذ أمس، خمس غارات على المدينة.

وهي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم المتطرف طائرة تابعة للنظام، منذ ان اعلن «الخلافة الإسلامية» في نهاية يونيو في الأراضي التي يسيطر عليها في شمال العراق وغربه وشمال سورية وشرقها.

وأكدت حسابات لمؤيدي التنظيم المتطرف على موقع «تويتر» على الإنترنت إسقاط الطائرة بنيران «أسود داعش».

وأورد حساب على «تويتر» لأحد مناصري التنظيم، الذي يحمل اسم «باقية والعزة لله»، تعليقاً جاء فيه «الله أكبر ولله الحمد، تم تأكيد خبر إسقاط طائرة حربية فوق مدينة الرقة بنيران أسود (داعش) بجانب مدرسة أبوفراس الحمداني في الحصوة».

وجاء على حساب آخر مشابه «تمكّنت مفارز الدفاع الجوي لـ(داعش) بفضل الله تعالى من إسقاط طائرة في ولاية الرقة، كانت تشنّ غارات على بيوت المسلمين».

ونشرت على أحد هذه الحسابات صور لهيكل معدني لا يمكن تبين ما كان قبل احتراقه، محملاً على شاحنة، مع إشارة إلى انه هيكل الطائرة.

وشنّ التنظيم هجوماً واسعاً على العراق في يونيو الماضي، ثم وسع سيطرته في المناطق السورية المتاخمة. واستولى خلال هجومه في العراق على كمية كبيرة من الأسلحة الأميركية التي تركها الجيش العراقي وراءه قبل الانسحاب.

وبدأت طائرات النظام السوري تقصف مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم منذ يوليو الماضي، لاسيما في محافظتي الرقة ودير الزور (شرق).

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بمقتل عنصرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم القاعدة، في منطقة الدخانية على أطراف العاصمة. واستولى مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي، على هذه المنطقة الصغيرة القريبة من حي جوبر (شرق العاصمة) والمتاخمة للغوطة الشرقية ودمشق، وتحاول قوات النظام استرجاعها.

وقتل في المعارك التي جرت منذ أول من أمس، بين الطرفين في الدخانية والغوطة الشرقية 12 مقاتلاً معارضاً.

وفي دمشق، ارتفع إلى 11 بينهم قيادي في لواء مقاتل، عدد المقاتلين الذين قتلوا في اشتباك وقع أول من أمس في منطقة الزاهرة القديمة في وسط العاصمة، بين مقاتلين معارضين وقوات النظام، بحسب المرصد.

وكان ناشطون أفادوا «فرانس برس» بـ«محاولة تسلل قام بها مقاتلون إلى حي الميدان» في دمشق الاثنين، تم إحباطها من قوات النظام.

وفي واشنطن، يحاول قادة جمهوريون إقناع أعضاء مجلس النواب الأميركي بالسماح لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتدريب وتسليح مسلحي المعارضة السورية المعتدلة، لمحاربة المتطرفين، مع التدقيق في صلاحيات أوباما باستخدام القوة.

وناقش مجلس النواب هذه الخطة خلال اجتماع مغلق للجمهوريين، أمس، حيث يسعى أعضاء الحزب إلى حشد التأييد لها باعتبارها خطوة اساسية في محاربة تنظيم «داعش»، وبأنها تضع قيوداً على سلطات البيت الأبيض.

وهذا التعديل أرفق بإجراء تمويل فيدرالي للعمليات حتى 11 ديسمبر. ومشروع القانون هذا يجب ان يقره «الكونغرس» قبل بدء سنة 2015 المالية في الأول من أكتوبر، وإلا فإن الحكومة ستواجه شللاً.

ويغادر اعضاء الكونغرس واشنطن في وقت لاحق هذا الأسبوع، ولن يعودوا قبل الرابع من نوفمبر موعد انتخابات «الكونغرس»، ما يترك وقتاً محدوداً لتمرير الخطة. ويتوقع ان يحصل تصويت اليوم.

وفيما يحث البيت الأبيض «الكونغرس» على التحرك، يتردد الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في إعطاء اوباما صلاحيات مطلقة للتحرك ضد تنظيم «داعش» في سورية، وبالتالي فإن التعديل الذي أدخله رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب باك ماكيون، يفرض قيوداً على الرئيس.

ويتطلب ان تبقي الإدارة «الكونغرس» على اطلاع عبر تقارير إلى النواب وأعضاء مجلس الشيوخ كل 90 يوماً، ويقول انه على «البنتاغون» ان تعطي مهلة 15 يوماً قبل ان تبدأ أي تدريب لمسلحي المعارضة السورية.

ويسمح فقط بتحرك حتى منتصف ديسمبر، ويمنع أوباما من ارسال قوات أميركية مقاتلة.

ويدعم قادة «الكونغرس» من الحزبين طلبه لموافقة سريعة، باعتبار ان التفويض اساسي للتحرك بقوة ضد تنظيم «داعش»، الذي قام بقطع رأس اميركيين ويرتكب فظاعات في المناطق التي سيطر عليها في سورية والعراق. وقال رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس النواب هال روجرز، «هذا موضوع حساس جداً، وأعتقد انه من مصلحتنا القومية ان يتحرك (الكونغرس) بسرعة لتأمين هذه الصلاحية».

وأعلنت لجنة القوانين في وقت متأخر أول من أمس، ان اعضاء «الكونغرس» لديهم ست ساعات لمناقشة الإجراءات المتعلقة بسورية.

وقال عضو «الكونغرس» بيتر كينغ لـ«فرانس برس»، أمس، «أعتقد انه سيكون هناك تعديل ينال أغلبية كبرى»، لكنه اقر بأن الجمهوريين لديهم تحفظات حيال اعطاء أوباما صلاحيات حرب واسعة.

وأضاف «إن كان فرض قيود هو ما يلزم للحصول على تصويت واسع من الحزبين في الكونغرس، فلنقم بذلك، لان المهم هو توجيه رسالة للعالم بأننا متحدون». لكن الشكوك تبقى قائمة في صفوف المحافظين. وقال معاونون جمهوريون في مجلس النواب، إن التعديل سيتم الاقتراع عليه بصورة منفصلة اليوم على الأرجح، قبل التصويت على النص النهائي لمشروع القرار الخاص بالإنفاق. ولا يتضمن التعديل 500 مليون دولار طلبها البيت الأبيض لتغطية تكاليف السلاح والتدريب.

 

 

تويتر