الجامعة العربية في ذكرى «صبرا وشاتيلا» تؤكد أن حق الضحايا لن يسقط بالتقادم

الأمم المتحدة: اتفاق فلسطيني - إسرائيلي حول إعادة إعمار غزة

جانب من الاجتماع في مجلس الأمن حيث تم الاتفاق على إعادة إعمار غزة برعاية الأمم المتحدة. أ.ف.ب

أعلن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، روبرت سيري، أن الأمم المتحدة توسطت في اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين حول إعادة إعمار غزة، وفيما أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، أن الفلسطينيين أمام تحديات كبيرة وجسيمة ولكنهم مصممون على مواجهتها بالحكمة والإرادة والعنفوان والثبات، وذلك في كلمة بمناسبة الذكرى 32 لمذبحة صبرا وشاتيلا، أكدت الجامعة العربية مجدداً دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، قائلة إن حق الضحايا في المجزرة لن يسقط بالتقادم.

وتفصيلاً، قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط إن الأمم المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلت إلى اتفاق للسماح ببدء أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة، الذي مزقته الحرب، مع مراقبة المنظمة الدولية لاستخدام المواد. وقال روبرت سيري لمجلس الأمن الدولي إن الأمم المتحدة توسطت في الاتفاق «لإتاحة العمل على النطاق اللازم في القطاع بما يشمل القطاع الخاص في غزة وإعطاء دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهد إعادة الإعمار، مع تقديم تأكيدات أمنية من خلال مراقبة الأمم المتحدة على أن تلك المواد لن تحول عن غرضها المدني الكامل»، وأضاف أن الاتفاق «يجب أن يتم تنفيذه فوراً من دون تأخير».

في الأثناء، قال عباس خلال كلمة هاتفية ألقاها أمام مهرجان تأييد لمناسبة الذكرى 32 لمذبحة صبرا وشاتيلا، نظم في مدينة طولكرم، أمس «إننا أمام تحديات كبيرة وجسيمة ولكننا مصممون على مواجهتها بالحكمة والإرادة والعنفوان والثبات، ولن تزيدنا هذه التحديات إلا صلابة وصموداً وإصراراً على المضي في طريقنا الذي لن نحيد عنه»، وأضاف أن «تأييد العالم يزداد لنا يوماً بعد يوم، فنحن ضحية لعدوان غاشم مارس أبشع أنواع الإرهاب والعنف ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة»، وأضاف «شعبنا العظيم يستحق أن يكون له مكان تحت الشمس».

وحذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، من أنه من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية «ستبقى المنطقة معرّضة لمزيد من الفوضى والتفكك».

وفي القاهرة، أكدت الجامعة العربية مجدداً دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعت الجامعة العربية، في بيان أصدره أمس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، بمناسبة الذكرى 32 لمجزرة صبرا وشاتيلا «المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني إلى التدخل الفوري لرفع العدوان الغاشم الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووضع حد للاعتداءات الصارخة التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي، التي امتدت منذ أكثر من ستة عقود ماضية ولاتزال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل».

كما دعت الجامعة العربية الأطراف المعنية بعملية السلام إلى تحمل المسؤولية الكاملة في إنقاذ العملية السلمية، وتوفير كل الوسائل والمساعي في سبيل تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب إسرائيل في أمن وسلام.

ولفتت الجامعة العربية، في بيانها، إلى أن 16 من سبتمبر عام 2014 يصادف الذكرى 32 للمجزرة الوحشية لمخيمي صبرا وشاتيلا، التي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تعد واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، والتي ارتكبت بتواطؤ وتغطية إسرائيلية بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان، من خلال اتفاقات موقعة مع أكثر من طرف دولي وبإشراف المبعوث الأميركي، فيليب حبيب، وبموجب ذلك أصبح أمن المخيمات منوطاً بكل هذه الأطراف، وبذلك أعطى الجانب الأميركي ضمانات للقيادتين الفلسطينية واللبنانية بحماية وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلا أن تلك الاتفاقات لم تحترم، مخلفة هذه المجزرة الوحشية التي دانتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث رفضت الولايات المتحدة الأميركية قرار إدانة الجمعية العامة.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مسؤولية إسرائيل عن هذه المجزرة قاطعة ومؤكدة، إلا أن دعوة المجتمع الدولي حينها إلى تأليف لجان للتحقيق في هذه الجريمة لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية.

وشددت الجامعة العربية، في ختام بيانها، على ضرورة مساءلة مرتكبي تلك المجزرة، مؤكدة أن حق الضحايا الأبرياء لن يسقط بالتقادم.

 

 

تويتر