الأمم المتحدة ترسل بعثة إلى بغداد للتحقيق في «جرائم ضد الإنسانية» ارتكبها «التنظيم»

القوات العراقية تستعيد بلـــدة سليمان بيك.. والمالكي يتوعّد بدفــن «داعش»

صورة وزعتها الحكومة العراقية لزيارة المالكي إلى بلدة آمرلي غداة تحريرها من قبضة «داعش». أ.ب

تمكنت القوات العراقية مدعومة بالبشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية، من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك، المعقل الرئيس للجهاديين جنوب مدينة كركوك، الذين استولوا عليها قبل 11 أسبوعاً، فيما قال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، الذي قام بزيارة مفاجئة إلى بلدة آمرلي التركمانية الشيعية بعد فك حصارها، إن العراق سيكون «مقبرة لداعش». وفي حين وافق مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالإجماع، أمس، على إرسال بعثة إلى العراق بشكل عاجل، للتحقيق في الفظائع التي يرتكبها تنظيم «داعش»، قالت المفوضة المساعدة العليا لحقوق الإنسان فلافيا بانسيري، إن ميليشيات «داعش» ترتكب جرائم ضد الإنسانية.

وواصلت القوات العراقية تقدمها بعد تحرير بلدة آمرلي التركمانية الشيعية المحاصرة منذ اكثر من شهرين من قبل تنظيم «داعش»، وتمكنت، أمس، من تحرير بلدة سليمان بيك، الاستراتيجية الواقعة شمالها، بالإضافة إلى قرية ينكجة.

وقال زعيم «منظمة بدر» هادي العامري، التي تشارك ضمن قوات الحشد الشعبي، وهو بين مقاتليه الذين دخلوا سليمان بيك، منذ أول من أمس، حاصرنا سليمان بيك، وقام المجاهدون بالهجوم صباح أمس، ودخلوا من محور الوسط والمحور الجنوبي، وتمكنوا من تطهير البلدة في غضون ساعات.

وأفاد مراسل «فرانس برس» أن سليمان بيك بدت خالية من سكانها، باستثناء المقاتلين وقوات البشمركة، الذين احتفلوا بالنصر، وهم يحملون راية تنظيم «داعش»، التي تركها بعد فراره.

وقال قائمقام بلدة طوزخرماتو، المجاورة شلال عبدول بابان، لـ«فرانس برس»، إن «سليمان بيك الآن اصبحت تحت سيطرة القوات المشتركة، لكن لاتزال هناك مخاطر ناجمة عن العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تركها المسلحون».

وتمكنت القوات من استعادة قرية ينكجة الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد، بحسب بابان.

بدوره، اكد طالب البياتي، وهو ضابط برتبة عقيد في قوات البشمركة ومدير ناحية سليمان بيك، ان المدينة باتت تحت سيطرة القوات.

وتقع سليمان بيك قرب بلدة آمرلي التي تمكنت القوات العراقية أول من امس، من تحريرها بعد ان كانت محاصرة منذ اكثر من شهرين.

وتعد عملية فك الحصار عن آمرلي واحدة من اكبر العمليات العسكرية التي تحقق فيها الحكومة العراقية انتصاراً كبيراً على عناصر «داعش»، الذين سيطروا على مناطق شاسعة في شمال ووسط العراق.

إلى ذلك، وسعت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في العراق، حيث نفذت اربع ضربات جوية على مواقع «داعش» قرب آمرلي، وهي اول عملية من نوعها خارج حدود محافظة نينوى.

من جانب آخر، قامت أستراليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بإلقاء مساعدات انسانية عن طريق الجو على بلدة آمرلي.

واعلنت الحكومة الألمانية مساء أول من امس، انها قررت إرسال دفعة اولى من السلاح إلى الأكراد العراقيين تتألف من 30 صاروخاً مضاداً للدبابات وآلاف الرشاشات لمساعدتهم على مواجهة تنظيم «داعش» المتطرف. وإضافة إلى الصواريخ والرشاشات فإن المانيا تعتزم ايضاً تسليم الأكراد مسدسات وقنابل يدوية وخيماً وخوذاً وسترات واقية من الرصاص، بحسب ما جاء في لائحة طويلة نشرتها الحكومة الألمانية.

في السياق، زار نوري المالكي، بلدة آمرلي التركمانية الشيعية بعد فك حصارها، وتجول برفقة وفد حكومي في شوارع المدينة، والتقى المقاتلين وقوات الحشد الشعبي، وكذلك سكان المدينة وصافح رجالها وقام بتقبيل عدد كبير من الأطفال، في صور بثتها قناة العراقية الحكومية.

وقال المالكي في كلمة امام مئات من سكان المدينة، ان «العراق سيكون مقبرة لـ(داعش)، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لـ(داعش)».

وأضاف «هنا تقبر هذه العصابة، بعون الله، وهمة المخلصين، حتى النصر النهائي الذي لم يعد بعيداً بإذن الله».

وقال المالكي، الذي استقبل بهتافات من قبل السكان وأهازيج فرح «أحييكم يا سكان هذه المدينة الصابرة مدينة التحدي والصمود».

وأضاف «سيسجل لكم التاريخ هذا الصمود، احييكم على ما قدمتم في مواجهة هؤلاء القتلة المجرمين، الذين استباحوا دماء العراقيين».

وأكد أنه يدرك أن الظروف كانت قاسية «لكن عادت اجهزتنا الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي، الذي اصطف في ملحمة بطولية مع ابناء العشائر، وهذا هو عدونا يتقهقر، ونحن نتقدم بالإرادة الصلبة».

وأشار إلى ضرورة تعويض أهل المدينة بالخدمات وإيصال الكهرباء والمياه، واليوم سيصل الغذاء والدواء.

وطالب رئيس الوزراء سكان المدينة بالانخراط بقوة عسكرية نظامية تتولى حماية المدينة من خطر التنظيم المتطرف.

إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس، أن حصيلة اعمال العنف والإرهاب التي ضربت العراق في أغسطس الماضي بلغت 1420 على الأقل، فيما اصيب نحو 1370 في الفترة ذاتها.

وفي جنيف، وافق مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالإجماع على إرسال بعثة إلى العراق بشكل عاجل، للتحقيق في الفظائع التي يرتكبها «داعش».

وأقرت الدول الأعضاء في المجلس، البالغ عددها 47، القرار من دون تصويت، بعد أن حذر العراق من أنه «يواجه وحشاً إرهابياً».

وقالت المفوضة المساعدة لحقوق الإنسان، فلافيا بانسيري، إن «التقارير التي نتلقاها تكشف أفعالاً كبيرة غير إنسانية، ولا يمكن تخيلها»، مشيرة إلى أعمال قتل محددة، وعمليات اعتناق قسرية وخطف وعبودية وتعذيب، إضافة إلى القمع المنهجي لأسباب دينية وإتنية.

ونددت الأمم المتحدة بـ«التطهير الإتني والديني»، الذي يستهدف المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان الشيعة والكاكائيين والصابئة، مؤكدة أنهم «أهداف مباشرة» لتنظيم «داعش».

وأضافت بانسيري أن تأثير النزاع في أطفال العراق «كارثي»، منددة بتجنيد «داعش» للأطفال. وقالت «لقد أكد هؤلاء الذين نجوا وضعهم على خطوط النار، واستخدامهم دروعاً بشرية، في حين أرغم آخرون على التبرع بالدم للمحاربين المصابين».

وأوضحت أن «مجموعات متنوعة تقوم بأفعال متعمدة، تخالف الحق الإنساني والدولي لدوافع إتنية ودينية، ما يعد جريمة ضد الإنسانية»، ونددت أيضاً بالإعدامات التي ترتكبها قوات أمنية عراقية والميليشيات، التي تحارب «داعش».

من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الامم المتحدة، روبرت كولفيل، إن المنظمة الدولية تأمل إرسال محققيها، وعددهم 11، إلى العراق خلال أسابيع.

تويتر