الاحتلال أراد بضربها تحقيق مكاسب معنوية والإضرار بالفلسطينيين

«حرب الأبراج».. غطاء للفشل الإسرائيلي في غزة

صورة

لم تكن أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة محدودة، ومتعلقة بقطاعات معينة، فبعد أن فشل الاحتلال في القضاء علی مطلقي الصواريخ من غزة، وجد في تدمير البنية التحتية والمشروعات الحيوية والمباني والمنشآت هدفاً استراتيجياً يحقق من خلالها مكاسب معنوية، بالإضافة إلى تكبيد الفلسطينيين أضراراً واسعة لا حصر لها.

وفي بداية الحرب كان استهداف الأبراج السكنية والتجارية هدفاً قائماً لدى الاحتلال، فيما اتسع نطاقه في الأيام الأخيرة لإلحاق أكبر قدر من الخسائر، وزيادة عدد المشردين، بالإضافة إلى زيادة الضغط علی الشعب ومقاومته وإضعاف قدرته علی التحمل والصمود.

وكان أول برج يستهدفه الاحتلال في بداية الحرب هو برج السلام في مدينة غزة، حيث أباد جميع أفراد عائلة الكيلاني، وتدمير أكثر من نصف طوابقه، بالإضافة إلى الأضرار التي طالت المنازل والمباني المجاورة له.

أما برج الظافر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة فقد سوت الطائرات الإسرائيلية جميع طوابقه الـ14 بالأرض، ولم يتبق منه شيء سوى الركام، وبذلك تتشرد العائلات التي كانت تسكن في 44 شقة سكنية داخل البرج. وبتدمير برج الظافر، حرم الاحتلال الفتاة نداء النشار من شقة العمر التي كانت تقع في البرج، ليؤجل زفافها حتى إشعار آخر، فقد كان من المقرر أن تزف إلى عريسها في 22 من شهر أغسطس الجاري.

وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، دمر الاحتلال أول وأكبر مجمع تجاري في المدينة، الذي يعد الدعم الأساسي للاقتصاد فيها وفي القطاع، حيث يضم أكثر من 80 محلاً تجارياً لمختلف الصناعات والبضائع، بالإضافة إلى عدد كبير من مكاتب المحامين والأطباء وشركات المقاولات، ومؤسسات تعليمية، وصالة للأفراح.

وبتدمير المجمع التجاري الذي تعود نشأته إلى عام 1998، فقد عشرات التجار مصدر رزقهم الوحيد، بعد أن دمرت محالها التجارية التي كانت تعيش منها، وتحطمت جميع البضائع التي كانت بداخلها.

ويقول طارق أبوطه لـ«الإمارات اليوم»، وهو يقف على ركام المجمع التجاري، «تلقينا اتصالاً من الصليب الأحمر الدولي يخبرنا بأن الاحتلال سيستهدف المجمع، وبعد دقائق أطلقت الطائرات أربعة صواريخ متتالية، حيث اشتعلت النيران في جميع المحال، فيما منع الاحتلال طواقم الدفاع المدني من دخول المجمع لإطفاء الحريق على مدار أربع ساعات متتالية».

وبدد الاحتلال حلم الشاب موسى زهدي أبوطه بالزواج وتكوين مستقبله، إذ كان يطمح من خلال مشروعه التجاري لبيع الأحذية في المجمع التجاري، إلى أن يؤمّن مستقبله، ويوفر جميع احتياجات زفافه.

ومن بين الأبراج الاستراتيجية التي دمرها الاحتلال مجمع تجاري إيطالي، يضم أكثر من 100 وحدة سكنية، وعشرات المحال والمعارض التجارية، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية وأهلية ودولية.

كما دمرت الطائرات الإسرائيلية برج الباشا، الذي يضم في طوابقه الـ12 عدداً من الإذاعات ووسائل الإعلام المحلية، ووكالات أنباء دولية، بالإضافة إلى مكاتب للشركات والمؤسسات الخاصة، وشركات الإنتاج الفني والإعلامي.

تويتر