احتفالات في القطاع.. و«حماس» تعلن الانتصار بعد قبول إسرائيل للاقتراح المصري

اتفاق على وقف إطلاق نار ثــــابت في غزة يلبي مطالب الفلسطينيين

صورة

أعلنت مصر رسمياً التوصل، أمس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، مؤكدة أنه يقضي بفتح «متزامن» للمعابر بين إسرائيل والقطاع لنقل المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإعمار. وبعد أن أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل إلى اتفاق «شامل ودائم» حول وقف النار، عمت احتفالات الفرح غزة، حيت أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عن «انتصار المقاومة» على إسرائيل التي

قبلت اقتراح مصر بوقف إطلاق النار، والذي جاء بعد أن شنت مقاتلات الحربية غارات جديدة على غزة، استهدفت خلالها مناطق متفرقة، من بينها برج المجمع الإيطالي في حي النصر غرب القطاع، الذي تعيش فيه نحو 70 عائلة، إضافة إلى استهداف برج الباشا التجاري المكون من 14 طابقاً في حي الرمال الجنوبي.

وتفصيلاً، أكد بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية أنه «حفاظاً على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء، دعت مصر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف إطلاق نار شامل ومتبادل، بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الأعمار والصيد البحري انطلاقاً من ستة أميال (حتى عمق ستة أميال بحرية)».

وأكد البيان «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار»، مضيفاً أنه «في ضوء قبول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما ورد بالدعوة المصرية، فقد تحددت الساعة 1900 تغ (السابعة مساء بتوقيت القاهرة) أمس 26 أغسطس لبدء سريان وقف إطلاق النار».

وفي رام الله، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، التوصل إلى اتفاق «شامل ودائم» حول وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة، وموافقة القيادة الفلسطينية عليه. وقال عباس في تصريح صحافي قبيل اجتماع للقيادة الفلسطينية «نعلن موافقة القيادة الفلسطينية على دعوة مصر الشقيقة لوقف إطلاق نار شامل ودائم». وأضاف عباس «نأمل أن يتم ذلك بالتزامن من أجل تلبية مطالب واحتياجات أهلنا في غزة، وتوفير كل مستلزماتهم الغذائية والطبية، والانطلاق لبدء إعمار كل ما دمره العدوان». وناشد عباس «المجتمع الدولي والأمم المتحدة توفير هذه المواد في أقصى سرعة ممكنة». وشكر عباس القيادة المصرية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «على الجهد الذي بذلوه لوقف العدوان على غزة وقتل الأطفال والتدمير الممنهج لقطاع غزة».

وفي غزة، احتفل آلاف الفلسطينيين في القطاع باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وصدحت تكبيرات المساجد، وأطلقت العيارات النارية في الهواء فرحاً، مع بدء دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وعلت التكبيرات في جميع مساجد قطاع غزة، بينما أطلق مسلحون، من بينهم عناصر لكتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لـ«حماس» النار في الهواء في مدن قطاع غزة. وخرج آلاف الفلسطينيين في شوارع القطاع احتفالاً بالاتفاق، فيما تجمهر المئات في الساحات العامة ابتهاجاً بما أعلنته الحركة من انتصار. وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبوزهري، في مؤتمر صحافي في غزة «نعلن اليوم انتصارنا على قوة البطش الإسرائيلية، وأن شعبنا المحاصر والضعيف انتصر، ومقاومته دمرت قوة الردع الإسرائيلية». وأعلن أبوزهري أن حماس «تسمح للإسرائيليين في مناطق الجنوب بالعودة إلى بيوتهم، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ، بقرار منها وليس بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

وفي القدس المحتلة، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل قبلت اقتراحاً مصرياً بوقف إطلاق النار في غزة. وقال المسؤول، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه «قبلت إسرائيل اقتراحاً مصرياً بوقف كامل وغير محدد المدة لوقف إطلاق النار. قبلت إسرائيل الاقتراح المصري بالفعل في 15 من يوليو، وأيدت إسرائيل دائماً وقفاً مفتوحاً وغير مشروط لإطلاق النار».

وفي اليوم الـ50 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقبيل الاتفاق على وقف النار، سقط شهداء جدد فجر أمس، وأصيب العشرات في سلسلة غارات جوية إسرائيلية، استهدفت أساساً برجين سكنيين ضخمين غرب مدينة غزة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة «استشهاد الشابين محمد أبوعجوة وحسن الصواف جراء قصف على شارع النفق وسط غزة». واستشهد أيضاً أربعة فلسطينيين في غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق مختلفة بالقطاع.

وأصيب نحو 20 شخصاً في القصف الذي استهدف المجمع الإيطالي الذي يضم برجاً سكنياً من 16 طابقاً و60 شقة سكنية على الأقل، إضافة إلى مجمع تجاري فيه عشرات المحال، وقد تدمر بالكامل.

وفي وقت لاحق أصيب نحو 20 فلسطينياً في قصف استهدف برج الباشا التجاري المكون من 14 طابقاً في حي الرمال الجنوبي، الذي يضم مكاتب صحافية وإذاعة الشعب التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد دمر كلياً

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم، إن «تدمير الاحتلال للأبراج السكنية جريمة حرب وانتقام اسرائيلي غير مسبوق من أهلنا في غزة ،لتخويفهم وثنيهم عن الالتفاف حول المقاومة ورجالها، وهذه السياسة ستزيدنا إصراراً على المواجهة وحماية مصالح شعبنا».

تويتر