غارات على غزة.. والمقاومة تردّ بالصواريخ.. و«الجامعة» تتهم الاحتلال بعرقلة كل أنواع الاتفاقات

21 شهيداً بينهم زوجة ونجـــل «الضيف» في محاولة إسرائيلية لاغتيـــاله

صورة

فشلت إسرائيل في اغتيال قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمد الضيف، الذي فقد زوجته ونجله الرضيع في إحدى الغارات الاسرائيلية، أمس، التي أودت بحياة 21 شهيداً وأكثر من 100 جريح، فيما قالت المقاومة الفلسطينية إن دفعة جديدة من صواريخها استهدفت أمس البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. من جانبها، اتهمت الجامعة العربية، إسرائيل بعرقلة المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة، غداة استئناف القصف وإطلاق الصواريخ.

وتفصيلاً، أكد مصدر في حركة حماس محاولة استهداف منزل الضيف واستشهاد زوجته وطفله الرضيع. وكانت إسرائيل قد نفذت في الماضي خمس محاولات لاغتيال الضيف الذي يقود الجناح العسكري لحركة حماس منذ عام 2002. واستغلت إسرائيل فترة التهدئة لتجميع معلومات عن قائد كتائب القسام، وقامت بوقف مفاوضات القاهرة لتنفذ محاولتها الفاشلة لاغتيال الضيف. وأسفرت الغارة الإسرائيلية على المنزل الذي يعود لعائلة الدلو عن جرح 45 شخصاً آخرين، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة.

وأكدت حركة حماس أن الغارة الإسرائيلية كانت تستهدف القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، مشيرة إلى أن الاحتلال اتخذ إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس وتم سحب الوفد وإلغاء التهدئة. وذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية أنه تم استهداف مبنى عائلة «الدلو» من ثلاث طائرات بصواريخ مخترقة للملاجئ أميركية الصنع «28- جي بي يو» ربما يكون قد استهدفت شخصية بارزة في قصف حي الشيخ رضوان. وشيعت جماهير غفيرة أمس جثمان زوجة الضيف، وابنه الرضيع، اللذين استشهدا في قصف الاحتلال الاسرائيلي لمنزل عائلة الدلو.

واعترفت إسرائيل بمحاولتها اغتيال الضيف، وقال وزير الداخلية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أمس، لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «هدف مشروع»، ويجب استغلال أي فرصة «لتصفيته». وأضاف رداً على سؤال عن هذه الغارة أن «محمد ضيف يستحق الموت مثل (زعيم القاعدة أسامة) بن لادن، وهو هدف مشروع، وعندما تسنح الفرصة يجب استغلالها لتصفيته». وقال ساعر إنه لا يعرف إن كان ضيف قتل في الغارة التي استهدفت المنزل الواقع في حي الشيخ رضوان في قطاع غزة. وقال وزير العلوم الإسرائيلي ورئيس الأمن السابق ياكوف بيري لاذاعة الجيش: «لدي قناعة بأنه لو كانت معلومات المخابرات تشير إلى أن محمد الضيف لم يكن في الداخل لما قصفنا المنزل». وقال مسؤول في حماس إن الضيف لا يستخدم هذا المنزل. وانتشلت ثلاث جثث من تحت الأنقاض. وقال مسؤولون في القطاع الطبي إن الجثث كانت لزوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة أشهر، وشاب في العشرين من العمر.

جاء ذلك في ظل تصعيد الغارات الإسرائيلية التي استؤنفت منذ مساء الثلاثاء إثر فشل مفاوضات القاهرة، وأودت بحياة 21 شخصاً حتى الآن، وإصابة ما يزيد على 100 آخرين. ومن بين الشهداء الذين سقطوا في غارة جوية استهدفت فجر أمس منزلاً يعود إلى آل الدلو في حي الشيخ رضوان زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونجله في محاولة فاشلة لاغتياله. وأسفرت الغارة الإسرائيلية على المنزل الذي يعود لعائلة الدلو عن جرح 45 شخصاً آخرين، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.

واعتبرت كتائب القسام في بيان نشرته على موقعها أن «العدو بخرقه للتهدئة وارتكابه مجزرة في منزل عائلة الدلو فتح على نفسه أبواب الجحيم وسيدفع ثمناً باهظاً».

وواصلت إسرائيل قصف مناطق مختلفة في غزة بالطائرات والمدفعية، حيث استشهد ثمانية أشخاص، بينهم عائلة مكونة من أب وأم حامل في شهرها التاسع، وأربعة أطفال في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر أمس منزلاً في دير البلح بوسط القطاع. كما استشهد أربعة آخرون بينهم امرأة ورضيعة، وأصيب أكثر من 40 آخرين، بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية على منزل آل الدلو في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. كما أصيب مسعفان في قصف إسرائيلي استهدف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.

وذكر مسؤولون فلسطينيون أن الغارات الأخيرة تسببت في إصابة أكثر من 50 شخصاً بجروح. وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو الماضي إلى 2029 على الأقل وأكثر من 10 آلاف جريح، مقابل 64 قتيلاً من الجنود الإسرائيليين وثلاثة مدنيين.

من جانبها، قالت مصادر في غزة إن دفعة جديدة من صواريخ المقاومة استهدفت أمس البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. وسبق ذلك إعلان القسام إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، من بينها صاروخان على تل أبيب، وثالث على مدينة القدس.

وذكرت القناة العبرية الثانية أن القبة الحديدية اعترضت خمسة صواريخ فوق مدينة بئر السبع وأربعة فوق أسدود، في حين سقط عدد من الصواريخ في منطقة القدس وجبل الخليل ومناطق غلاف غزة.

ودوت صفارات الإنذار في مدن عسقلان ونتيفوت واوفكيم وبئر السبع وكريات غات وغان يفنيه وأسدود، ونيس تسيونا ورحوفوت وريشون لتسيون، وتل أبيب وبات يام وهرتسليا.

وأكدت حماس أنها أطلقت 40 صاروخاً على الأقل نحو إسرائيل، مستهدفة القدس ومنطقة تل أبيب، بما في ذلك مطار بن غوريون. من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصفها مدينة أسدود بثلاثة صواريخ غراد.

وأعربت مصر عن بالغ أسفها لخرق الهدنة في قطاع غزة، واستئناف إطلاق النار وتجدد أعمال القصف بين إسرائيل والقطاع، التي تؤدي حتماً إلى سقوط مزيد من الضحايا والجرحى، وتهدد بمضاعفة تبعات الأزمة على المدنيين الأبرياء. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أمس إنه «اتساقاً مع المسؤولية التي تتحملها مصر وتقديراً منها لأهمية البناء على محصلة المفاوضات غير المباشرة التي تمت حتى الآن، فإنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحثهما على الالتزام مجدداً بوقف إطلاق النار، وللاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات بما يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، خصوصاً في ما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الإعمار» .

من جهته، اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، إسرائيل بعرقلة المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، غداة استئناف القصف الإسرائيلي وإطلاق الصواريخ الفلسطينية. وقال العربي للصحافيين: «إسرائيل هي التي تعرقل كل أنواع الاتفاقات التي تؤدي إلى تهدئة».

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فجر أمس، بخرق وقف إطلاق النار في غزة. وقال كي مون في بيان صدر باسمه انه يدين وبأشد العبارات خرق وقف إطلاق النار الإنساني ، معرباً عن خيبة أمله البالغة بسبب العودة إلى القتال. وذكّر الأمين العام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بضرورة «عدم السماح للوضع أن يتصاعد»، ودعا كي مون الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الارتقاء للمستوى المتوقع منهما، وحثهما على التوصل إلى تفاهم فوري على وقف دائم لإطلاق النار، بحيث يتناول القضايا الأساسية التي يعانيها قطاع غزة.

من جهة أخرى، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، أربعة منازل قديمة في خربة الطويل شرق نابلس بالضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، غسان دغلس، إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة خربة الطويل، وهدمت أربعة منازل قديمة البناء مضى عليها أكثر من 100 عام، وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً باستهداف هذه المنازل القديمة. وأشار إلى أن قوات الاحتلال غالباً ما تقوم بهدم المساكن المبنية من صفائح ‹الزينكو›، ولكن هذه المرة استهدفت بنايات قديمة تعود ملكيتها للشقيقين أنور ومحمد صالح. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة مواطنين من محافظة الخليل جنوب الضفة. كما داهمت قوات الاحتلال أحياء عدة بمدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدات سعير وحلحول ومثلث الفوار، وعلى مدخل مدينة الخليل الشمالي، وعملت على إيقاف المركبات وتفتيشها.

تويتر