الأكراد يطلبون من واشنطن أسلحة متطورة لمواجهة «الدولة الإسلامية»

القوات العراقية تحبط هجــــوماً على «حديثة».. ومقتل 56 من «داعش»

عراقيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة مفخّخة في مدينة الصدر. أ.ب

أحبطت القوات العراقية، أمس، هجوماً شنّه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة حديثة، غرب العراق. فيما قتل 56 عنصراً من التنظيم، 31 منهم في حديثة، و25 باشتباكات عنيفة مع قوات البشمركة الكردية، التي أسرت 30 آخرين من التنظيم في قرى شمال مدينة الموصل. في وقت طلب إقليم كردستان، من واشنطن أسلحة متقدمة لدحر مقاتلي «داعش»، الذين يهددون الإقليم.

وأعلنت مصادر أمنية عراقية، أمس، إحباطها هجوماً على مدينة حديثة، غرب البلاد، وقتلها 31 مسلحاً من تنظيم داعش، ما دعا السلطات الأمنية بالمدينة إلى فرض حظر للتجوال على خلفية هذا الهجوم.

وقال مصدر أمني، إن عناصر التنظيم نفذوا هجوماً كبيراً من ثلاثة محاور في محاولة لاقتحام المدينة، تزامناً مع تفجير ثلاث سيارات مفخخة، إحداها استهدفت مقر سرية للجيش شرق قضاء حديثة، وأخرى استهدفت تجمعاً لـ«قوات الصحوة» غرب سد حديثة، فيما استهدفت السيارة الثالثة مدخل القضاء الشمالي. وأشار المصدر إلى أن المسلحين أطلقوا عدداً من قذائف الهاون خلال الهجوم، ما أسفر عن مقتل ستة من قوات الأمن والصحوات، وإصابة 28 آخرين، مؤكداً أن قوات الأمن، بمساندة من «الصحوات»، صدّت الهجوم، وتمكنت من قتل 31 مسلحاً من «داعش»، وأحرقت ثماني سيارات لهم، فيما فرّ الآخرون.

وفرضت السلطات الأمنية حظراً شاملاً للتجوال في عموم مناطق قضاء حديثة بعد الهجوم.

وقالت «قيادة شرطة الأنبار»، في بيان، إن القوات الأمنية والصحوات فرضت حظر التجوال عبر مكبرات الصوت، مشيرة إلى أن الحظر يشمل المركبات والدراجات فضلاً عن الأشخاص.

من جهة أخرى، قتل وأصيب ثمانية مدنيين في قصف جوي استهدف قرى قضاء الحويجة بكركوك، شمالي العراق.

وقال مصدر طبي إن طائرات عراقية قصفت قرية ديرة التابعة للقضاء، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين بجروح مختلفة، وإلحاق أضرار مادية بالقرية.

إلى ذلك، أفادت مصادر في قوات البشمركة الكردية، أمس، بمقتل أربعة من عناصرها ومقتل 25 من عناصر «داعش» وأسر 30 آخرين في معارك عنيفة بين الطرفين في قرى شمالي مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).

وأكدت المصادر نفسها، أن معارك عنيفة اندلعت منذ منتصف الليلة قبل الماضية بين البشمركة وعناصر التنظيم، على خلفية قيام الاخير بالهجوم على قرى عربية وكردية في منطقة زمار شمالي الموصل، في محاولة للسيطرة عليها اسفرت في حصيلة اولية عن مقتل اربعة من البشمركة و25 من «داعش» وأسر 30 آخرين وتدمير عربات عسكرية وسيارات.

وفي منطقة جرف الصخر، المتوترة جنوب بغداد، قال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش لـ«فرانس برس»، أمس، إن 17 جندياً قتلوا، وأصيب ثلاثة بجروح في اشتباكات وقعت بين قوات من الجيش ومسلحين. كما قتل 23 مسلحاً خلال الاشتباكات ذاتها، وفقاً للمصدر.

وأكد الشيخ محمد الجانبي، احد زعماء عشائر الجنابات، التي تسكن الناحية، لـ«فرانس برس» وقوع «اشتباكات شرسة» بين قوات الجيش والمسلحين استمرت نحو ساعتين في منطقة جرف الصخر.

في السياق، قتل 10 اشخاص وأصيب نحو 30 بجروح في هجومين منفصلين احدهما بسيارة مفخخة، أمس، في بغداد.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إن «سبعة اشخاص قتلوا وأصيب 21 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة» في مدينة الصدر. وفي ساحة الخلاني، وسط بغداد، قتل ثلاثة اشخاص وأصيب ثمانية بجروح اثر انفجار متزامن لثلاث عبوات ناسفة، وفقاً للمصدر نفسه. ووقع الانفجار في وقت كان المصلون يتوجهون إلى جامع الخلاني.

من ناحية أخرى، قال مسؤولون أميركيون وأكراد، إن اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي يلحّ على الحكومة الأميركية من أجل الحصول على اسلحة متقدمة، يقول إن القوات الكردية تحتاج إليها لدحر مقاتلي «داعش»، الذين يهددون الإقليم. وقال مسؤول كردي إن هذا الطلب نوقش خلال زيارة وفد كردي إلى واشنطن أوائل يوليو الماضي. وقال مسؤولون أميركيون، إن واشنطن تدرس سبل تعزيز دفاعات الإقليم.

وأكد الأكراد أن المساندة الأميركية حيوية لمساعدة قوات البشمركة على صد مقاتلي «داعش»، الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية. وأوضح المسؤولون أن الإمدادات العسكرية المطلوبة تشمل دبابات ومعدات قنص ومركبات أفراد مدرعة ومدافع وذخائر ودروعاً وخوذات وشاحنات وقود وعربات اسعاف. وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم يدرسون سبل مساعدة الأكراد على الدفاع عن أنفسهم «ولكن تقديم أسلحة لحكومة اقليم كردستان بالطريق نفسها التي تسلح بها واشنطن الحكومة المركزية في بغداد، أمر غيرمرجح على ما يبدو». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، اشترط عدم نشر اسمه، إن «تقديم مساندة أمنية عبر برنامجي المبيعات العسكرية الخارجية والتمويل العسكري الخارجي، يجب ان يكون بالتنسيق مع سلطات الحكومة المركزية في العراق وأي مكان آخر». وأضاف «قدمنا بعض الدعم المباشر في الماضي للقوات الكردية بالتنسيق مع الحكومة المركزية». وأوضح أنه «بالنظر إلى الخطر الذي يواجهه العراق من تنظيم الدولة الإسلامية ستواصل الولايات المتحدة العمل مع بغداد وأربيل (عاصمة اقليم كردستان) لتعزيز التعاون على المستوى الأمني وفي قضايا اخرى». وقالت الحكومة الأميركية، التي ارسلت مئات الجنود إلى العراق الشهر الماضي، لحماية دبلوماسييها وتحليل القدرات العسكرية العراقية، إنها تدرس الإجراءات العسكرية التي ربما تتخذها ضد تنظيم «داعش». وفي إطار استجابتها انشأ جنود اميركيون مركزاً مشتركاً للعمليات في أربيل لتقييم قدرات قوات البشمركة.

تويتر