الشهداء إلى 1563.. وأسر جندي إسرائيلي.. ومصر تؤجل المفاوضات

الاحتلال ينهي العمـــل بالتـهـــدئة في غزة ويتوعد «حماس» بـ «إجراء قوي»

فلسطيني يغطي جثة شقيقته المعاقة (17 سنة) عقب استشهادها في مجزرة قرية خزاعة. أ.ب

انهار وقف إطلاق النار في غزة بعد ساعات من بدء تطبيقه، أمس، مع إعلان مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 89 مواطناً في قصف إسرائيلي على مدن غزة وخانيونس ورفح، وانتشال طواقم الاسعاف جثامين 28 شهيداً في كل من غزة ورفح وخانيونس وبيت لاهيا، ما يرفع عدد شهداء أمس في اليوم الـ25 للعدوان الإسرائيلي إلى 107 شهداء، وعدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 1563، والجرحى إلى أكثر من 8000، فيما أكد الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بالتهدئة «حماس»، حيث أعلن عن مقتل اثنين من جنوده، واسم ضابط صف رجح أسره بأيدي مقاتلين فلسطينيين، وتعهد باتخاذ «إجراء قوي» ضد المسلحين الفلسطينيين في غزة، بينما «حماس» إسرائيل بانتهاك الهدنة. وأبلغت مصر مسؤولين فلسطينيين أنها ستؤجل مفاوضات الهدنة في القاهرة.

وتفصيلاً، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه خلال تطبيق وقف لإطلاق النار من حيث المبدأ، «تعرضت القوات المسلحة الإسرائيلية لهجوم فيما كانت تدمر نفقاً في منطقة رفح». وأضاف «تفيد المعلومات الاولية باحتمال خطف إرهابيين جندياً إسرائيلياً خلال هذا الحادث». وقال لاحقاً ان العسكري هو ضابط صف يدعى هدار غولدن وعمره 23 عاماً.

وأوضح بيان للجيش الاسرائيلي ان «اسرائيل تعلن ان حماس أنهت بذلك وقفا انسانيا لإطلاق النار، ومنعت سكان غزة من الاستفادة منه». ووعد البيان «بالقيام بتحركات كبيرة رداً على عدوان (حماس) والمنظمات الارهابية الأخرى في قطاع غزة».

ورأى المنسق الخاص للشرق الأوسط روبرت سيري، أنه إذا ما تأكد هذا الخطف «فإنه سيشكل انتهاكاً خطيراً للوقف الانساني لإطلاق النار من قبل المقاتلين الفلسطينيين، ويجب إدانته بأقسى العبارات».

وأعرب روبرت سيري عن «قلقه العميق من العواقب الخطرة الميدانية التي يمكن ان تنجم عن هذا الحادث».

وفي القاهرة، قال موسى أبومرزوق، نائب المكتب السياسي لحركة حماس، إن «أي عملية تمت جرى تنفيذها قبل بداية وقف إطلاق النار». وأفاد أبومرزوق بأن اي إعلان عن خطف جنود لا بد ان يتم عن طريق الجناح العسكري لحماس (كتائب عزالدين القسام)، لكنه لم ينف ان مسلحي حماس خطفوا الجندي. وأشار إلى أن «حماس» لاتزال ترغب في الالتزام بهدنة الـ72 ساعة إذا ما التزمت إسرائيل بها.

وحملت «حماس» التي تطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة، إسرائيل مسؤولية استئناف الأعمال العسكرية. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم، إن «الاحتلال هو الذي انتهك وقف إطلاق النار». وأضاف ان «المقاومة الفلسطينية تحركت باسم حقها في الدفاع لوقف المجازر التي تطال شعبنا».

وقالت كتائب عزالدين القسام في بيان صحافي «العدو يدعي كذباً أن المقاومة هي من خرقت التهدئة». وأوضح البيان «نحن نؤكد أنه على مدى الأيام الـ20 الماضية لم يكن هناك وجود لأي جندي صهيوني في المنطقة الشرقية لرفح، إلا أنه بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة فإن العدو بدأ بالتحرك في تلك المنطقة، وتوغل شرق رفح مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر».

وأضافت «أمام هذا التقدم الصهيوني فقد قام مجاهدونا (قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ) بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى». يأتي ذلك في وقت أعلن مصدر طبي فلسطيني عن مقتل مواطن وإصابة آخرين في غارة اسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الأمل غرب خانيونس جنوب قطاع غزة، كما قتل ثمانية مواطنين بينهم طفلان وامرأة بقصف إسرائيلي استهدف منزل المواطن عبدالمالك الفرا في خانيونس.

واستشهد 8 مواطنين وأصيب 15 آخرون في قصف مدفعي على مدينة رفح، فيما استشهد مواطنان آخران برصاص قناصة إسرائيليين شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وسقط أكثر من 70 شهيد وأصيب المئات في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إن «المصريين أخبروا الجهاد الاسلامي بأ اسرائيل أبلغت مصر بأن جندياً خطف»، مضيفاً ان «المباحثات ستؤجل»، فيما أعلنت الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس محمود عباس شكل الوفد الفلسطيني الذي سيتوجه إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف لإطلاق النار في غزة «مهما كانت الظروف». وسيضم الوفد ممثلين عن حركة فتح بزعامة عباس، و«حماس»، وعن حركة الجهاد الإسلامي.

وأعلن رئيس الوفد عزام الأحمد، أن الوفد سيتوجه اليوم إلى القاهرة، وقال ان «الوفد الذي شكله الرئيس محمود عباس هو وفد فلسطيني موحد ولا يمثل أي فصيل، بل يمثل موقف الإجماع الفلسطيني».

من جانبه، أدان البيت الأبيض الاميركي الهجوم الذي قالت تقارير إن حماس شنته على جنود إسرائيليين في غزة، ووصفه بأنه انتهاك لتهدئة إنسانية أمكن التوصل اليها أخيراً، وطالب بالإفراج عن جندي إسرائيلي اختطفته «حماس». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، «هذا سيكون انتهاكاً همجياً لاتفاق وقف إطلاق النار».

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى احترام التهدئة مجدداً في غزة، وذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بها.

تويتر