الاحتلال يستدعي 16 ألفاً من جنود الاحتياط.. والأمم المتحدة تتهمه بـ «التحدي المتعمد» للقانون الدولي

إســرائيل تتوعـد بتدمــير أنفــاق غزة.. وواشنطن تدعمها بذخــــائـــر وأسلحة

صورة

واصل الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عدوانه الهمجي لليوم الـ24 على التوالي على قطاع غزة بشكل مكثف، مستهدفاً منازل ومساجد ومؤسسات تعليمية، في وقت لوح الاحتلال بتوسيع عملياته العسكرية بعد حصوله على ذخائر وأسلحة أميركية، مؤكداً أنه لن يسحب قواته من غزة قبل أن تنجز مهمتها المتمثلة في تدمير شبكة الأنفاق. ورغم انتقادات الأمم المتحدة الشديدة بسبب الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين، واتهامها لإسرائيل بـ«التحدي المتعمد» للقانون الدولي، قام جيش الاحتلال باستدعاء 16 ألفاً من جنود الاحتياط لينضموا إلى عشرات الآلاف الذين تم تجنيدهم من قبل.

جندي إسرائيلي «يفتخر» بقتل 13 طفلاً

كتب الجندي الإسرائيلي دافيد عوبديا، في تغريده على «تويتر» إنه قتل 13 طفلاً فلسطينياً، وإن هذه البداية لقتل أطفال مسلمين.

وقال الجندي باللغة الإنجليزية إنه سيقتل العديد من الأطفال في غزة.

يذكر أن مجموعة من اليهود كانوا يغنون في شوارع القدس الغربية وتل أبيب أنهم يفتخرون بقتل الأطفال.

وتفصيلاً، قصف الجيش الإسرائيلي، أمس، مناطق متفرقة في قطاع غزة، وشنت الطائرات الحربية غارات عدة على منازل ومساجد ومؤسسات خاصة، ما أدى إلى استشهاد 13 شخصاً على الأقل، فضلاً عن إلحاق دمار أوسع بالمنازل وبالبنية التحتية. وكان آخر هذه الغارات غارة على مدرسة «بنات المغازي» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط قطاع غزة.

واستشهد خمسة فلسطينيين في قصف استهدف مجموعة مواطنين في عبسان شرق خانيونس، واستشهد شاب بقصف إسرائيلي لدراجة نارية، فضلاً عن ثلاثة آخرين في خان يونس أيضاً.

كما استشهدت سيدة وأصيب زوجها وثلاثة من أبنائها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم بحي الجنينة في رفح جنوب قطاع غزة، واستشهد ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة. وبهذه الأرقام الجديدة ترتفع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى أكثر من 1374 شهيداً و7680 جريحاً.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن مدفعية الاحتلال قصفت صباح أمس، محيط مسجد العودة في دير البلح بنحو 10 قذائف، ما أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني ومواطنة. كما استشهد طفل متأثراً بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي على مدينة رفح قبل أيام عدة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن من بين الشهداء صحافيين ومسعفين وعاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية والصليب الأحمر الدولي.

وتعرضت مناطق مختلفة في قطاع غزة لغارات جوية عنيفة طالت منازل ومساجد وأراضي زراعية أوقعت المزيد من القتلى والجرحى إلى جانب الدمار. واستهدفت الغارات محيط مدرسة حلب التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحي تل الزعتر شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

فيما طال قصف مدفعي عشوائي منازل المواطنين شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع التي تضرر بعضها.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة أمس، أن إسرائيل ستواصل تدمير الأنفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق نار أو لم يتم الاتفاق عليه.

وقال نتنياهو «نحن مصممون على إتمام هذه المهمة سواء مع وقف إطلاق النار أو من دونه، ولن نوافق على أي مقترح لا يسمح للجيش الإسرائيلي بإنهاء هذا العمل».

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تدمير الأنفاق ليس سوى «الخطوة الأولى من نزع السلاح في قطاع غزة».

من جانبه، قال وزير العلوم الإسرائيلي يعقوب بيري «إذا تلقت إسرائيل اقتراحاً جدياً بوقف إطلاق النار فإنه سيحظى على ما يبدو بالأغلبية في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية».

وأضاف «حان الوقت للبحث عن السبيل السياسي لحل قضية قطاع غزة بعد المعركة العسكرية».

وفي جنيف، نددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بما اعتبرته «تحدياً متعمداً» للقانون الدولي من جانب إسرائيل في هجومها على قطاع غزة.

ونددت بيلاي بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة في غزة، قائلة أمام الصحافيين «لا شيء من هذه الأمور يبدو لي عرضياً، يبدو كأنه تحدٍ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل».

وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق، أمس، أنه استدعى 16 ألفاً من جنود الاحتياطي للعمل على جبهة القتال الدائرة منذ أسابيع عدة مع قطاع غزة، بحيث ينضمون إلى عشرات الآلاف من الجنود الذين تم تجنيدهم من قبل للمشاركة في هذه الحرب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن مصدر عسكري، أن «استدعاء المزيد من جنود الاحتياط والتوجه إلى الولايات المتحدة لسد احتياجات الجيش من الذخيرة يندرجان في إطار الاستعدادات لمواصلة المعركة في القطاع».

ويأتي هذا في وقت أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها زودت إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر والصواريخ، وذلك بعد ساعات من إدانتها للقصف الذي تعرضت له مدرسة (أونروا) في قطاع غزة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب في 20 يوليو الماضي إعادة إمداده بالذخائر بسبب انخفاض مخزوناته، موضحة أنها «وافقت على بيعه هذه الذخائر بعد ثلاثة أيام من طلبه».

من جهتها، حثت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل على بذل مزيد من الجهود من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين نتيجة عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

ورداً على جرائم الاحتلال التي كان آخرها مجزرتي جباليا والشجاعية، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان لها إنها تمكنت من استهداف عربة الهندسة الخاصة بتدمير الأنفاق «أمولوسيا» المحملة بالمتفجرات السائلة شرق جحر الديك بصاروخ كورنيت، ما أدى إلى تدميرها.

وأفادت الكتائب بأنها قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ إم 75 كما قصفت أوفكيم بأربعة صواريخ غراد، كما طال القصف القسامي عسقلان بخمسة صواريخ غراد، وتجمع الآليات شرق التفاح بـ40 قذيفة هاون، بالإضافة إلى قصف تجمع الآليات شرق الوسطى بخمسة صواريخ 107.

في المقابل، اعترف الاحتلال الإسرائيلي رسمياً، مساء أول من أمس، بمقتل أكثر من أربعة جنود وإصابة أكثر من 25 آخرين، منهم خمسة بجراح خطرة في تفجير القسام لمنزل مفخخ في منطقة الفراحين شرق خانيونس، فيما أكدت الكتائب أن العدد أكبر من ذلك.

تويتر