إسرائيل تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد في غزة.. ووكالة الغوث تتهمها بقتل الأطفال وتطالب بمحـاسبتها دولياً

قوات الاحتلال ترتكب مجـزرة في مدرسة «الأونروا» بمخيــم جباليا

صورة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً فلسطينياً في مخيم جباليا شمال غزة، حيت استهدفت بالقصف المدفعي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي اتهمتها بقتل الأطفال وطالبت بمحاسبتها دولياً. ومع دخول العدوان العسكري ضد القطاع يومه الـ23، أعلن الجيش الإسرائيلي عن هدنة إنسانية لمدة أربع ساعات من طرف واحد، في غزة ما عدا المناطق التي فيها عمليات عسكرية.

وتفصيلاً، قال ناجون من المجزرة إن مدفعية الاحتلال أطلقت قذائفها بشكل عشوائي تجاه مدرسة «أبوحسين» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، التي تؤوي عدداً كبيراً من النساء والأطفال النازحين في مخيم جباليا المكتظ بالسكان. وذكر شاهد عيان أن عدداً من الشهداء وصلوا مستشفى «كمال عدوان» أشلاء مقطعة، فيما تتابع وصول الجرحى وبينهم حالات حرجة للغاية، مؤكداً أن احدى قذائف المدفعية أصابت احد الفصول الدراسية مباشرة.

وقال مدير عمليات وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في شمال غزة، خليل الحلبي، إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون بالمدرسة لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريباً.

وبعد أن زار ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والأضرار الأخرى أصدر المفوض العام لـ«أونروا»، بيير كرينبول، بياناً قال فيه «تقديرنا المبدئي هو أن المدفعية الإسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا». وتناثرت الدماء على الأرض داخل فصول المدرسة.

وقال كرينبول في بيانه «أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة». وأضاف في بيان، تم قتل الأطفال وهم نيام بجانب والديهم، على أرضية أحد الفصول الدراسية في أحد ملاجئ الأمم المتحدة المخصصة للنازحين في مخيم جباليا في غزة. أطفال يقتلون أثناء نومهم إنها صفعة وإهانة لنا جميعاً، ووصمة عار على جبين العالم. اليوم يقف العالم مخزيّاً. وأضاف: «قامت الأونروا بزيارة الموقع وجمع الأدلة، وقمنا بتحليل الشظايا ومعاينة أدلة الحفر التي خلفها القصف وغيرها من الأضرار، يشير تقييمنا الأولي إلى أن المدفعية الإسرائيلية هي من ضربت مدرستنا التي تؤوي 3300 نازح جاؤوا يطلبون الأمن والأمان، وتقييمنا يشير إلى أنه كان هناك على الأقل ثلاث ضربات أصابت المدرسة».

وقال المفوض العام لـ«أونروا»: «لقد تم إخطار الجيش الإسرائيلي بالموقع الدقيق لمدرسة إناث جباليا الإعدادية وبإحداثيتها، وتم إخطارهم كذلك بأن المدرسة المذكورة تؤوي الآلاف من النازحين، ولضمان حصانة وحماية المدرسة، فقد تم إعلام الجيش الإسرائيلي بموقع المدرسة 17 مرة متتالية، كانت آخرها الساعة التاسعة إلا 10 دقائق من مساء أول من أمس».

وقال الجيش الإسرائيلي في رده المبدئي على الواقعة إن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية التي ردت على القصف.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أمس عن هدنة إنسانية تستمر لمدة أربع ساعات، في غزة ما عدا المناطق التي فيها عمليات عسكرية، وأوضح أن أي عملية سيرد عليها بقوة. وقال البيان «سمح الجيش بنافذة مؤقتة في قطاع غزة، ولن تطبق هذه النافذة في المناطق التي يعمل فيها حالياً الجنود».

ورفض المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سامي أبوزهري، الهدنة الجزئية المؤقتة قائلاً إنها حركة «دعائية»، ولن تسمح لرجال الإنقاذ بالوصول إلى المصابين في مناطق القتال التي استبعدتها إسرائيل من الهدنة.

وفي محاولة لرفع معنويات الفلسطينيين والحط من معنويات إسرائيل أذاع تلفزيون «حماس» لقطات مصورة ظهر فيها مقاتلون يستخدمون نفقاً للوصول إلى برج مراقبة تابع للجيش. ويظهر المقاتلون وهم يفاجئون حارساً إسرائيلياً ثم يفتحون النار ويقتحمون مجمع برج المراقبة ليحاصروا جندياً سقط على الأرض.

وقال زعيم الجناح المسلح لـ«حماس»، محمد ضيف، في تسجيل صوتي أذيع مع الفيديو إن الفلسطينيين سيواصلون المواجهة مع إسرائيل حتى يتم إنهاء الحصار المفروض على غزة.

وقال ضيف إن الكيان المحتل لن ينعم بالأمن ما لم يعش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة. وأضاف أنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار قبل توقف «العدوان» الإسرائيلي وإنهاء الحصار، وأن حماس لن تقبل حلولاً مؤقتة.

ميدانياً، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، اشرف القدرة، أن تسعة فلسطينيين، بينهم سبعة من عائلة واحدة، استشهدوا، أمس، في قصف إسرائيلي على خانيونس في جنوب قطاع غزة.

وقال القدرة: «استشهد سبعة مواطنين من عائلة أبوعامر في قصف مدفعي عدواني شرق خانيونس على منزلهم، وتم انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض ونقلهم إلى مستشفى ناصر» في خانيونس.

وقبلها استشهد ستة فلسطينيين من عائلة واحدة هم الأب والأم وأولادهما الأربعة في قصف مدفعي على منزلهم في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، بحسب ما أفاد مصدر طبي.

وقال القدرة لوكالة فرانس برس، انه «في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال استشهد أفراد عائلة الخليلي في منطقة التفاح شرق غزة، وهم الأب والام والأولاد الأربعة، وهم ثلاثة أطفال والبنت الكبرى وعمرها اقل من 15 عاماً».

وفي خانيونس استشهد ثلاثة شبان في قصف مدفعي على منزل في المنطقة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل. وقال القدرة إن «الشهداء هم جهاد صلاح محمد البريم (28 عاماً)، وعبدالعزيز حسني أبوهجرس (25 عاماً)، ومحمد سليمان عبداللطيف القرا (31 عاماً)».

وذكر القدرة أن عم البريم توفي اثر «سكتة قلبية جراء القصف، وهو الشهيد كمال محمد احمد البريم (57 عاماً)». كما استشهد 13 فلسطينياً وأصيب عدد آخر فجر أمس في قصف مدفعي عنيف تعرض له محيط المسجد العمري في جباليا البلد شمال قطاع غزة. وقال مسعفون بغزة إن من بين الشهداء مسعفاً فلسطينياً وطفلتين، وإن القذائف ظلت تتساقط مانعة الإسعاف من الوصول للمكان. واستهدف الطيران الحربي عدداً من المنازل في الزيتون ومنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة وجباليا ورفح جنوب القطاع، كما استهدف مسجدين في تل الهوى ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين بمدينة غزة.

تويتر