السيستاني يدعو المالكي ضمنياً إلى التنحي

«داعش» لنساء العراق: الحجاب الكامل وإلا العقاب «المغلظ»

صورة

حذّر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، الذي سيطر الشهر الماضي على مناطق شاسعة من شمال العراق، نساء مدينة الموصل بالتعرض لأشد العقاب إذا لم يرتدين «الحجاب الشرعي» الذي يغطي الوجه بالكامل. في وقت دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، أمس، الزعماء السياسيين، إلى عدم التشبث بمناصبهم في اشارة على ما يبدو إلى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يرفض التنحي.

وقال رجل دين في الموصل لـ«رويترز» إن مسلحي «داعش» جاؤوا إلى مسجده وأمروه أن يقرأ البيان في مكبرات الصوت أثناء تجمع المصلين.

ووضع التنظيم، الذي أعلن «دولة الخلافة» في مناطق من العراق وسورية، وهدد بالتقدم نحو بغداد، شروطاً «للحجاب الشرعي» في الموصل ثاني أكبر مدن العراق تشمل تغطية اليدين والقدمين وارتداء ملابس فضفاضة لا تحدد معالم الجسد، بالإضافة الى عدم استخدام العطور.

وقال التنظيم في بيان: «إن الشروط التي فرضت عليها (المرأة) في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الناتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها، بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ووحل الابتذال، وأن تكون مسرحاً لأعين الناظرين». وأضاف أن «كل من لم يلتزم بهذه الفريضة وكان مدعاة للفتنة والسفور سيكون تحت طائلة المساءلة والحساب ومعرضاً للعقوبة التعزيرية المغلظة، صوناً للمجتمع المسلم من الأذى، وحفاظاً لضرورية الدين وسلامته من الفتنة والفساد». ويعمل التنظيم، الذي كان يحمل اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بشكل ممنهج على التخلص من أي تأثيرات دينية أو ثقافية يعتبرها لا تتماشى مع تعاليم الإسلام منذ اجتياحه الخاطف لشمال العراق.

ويقوم المتشددون في الموصل بدوريات لـ«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وتعمل هذه الدوريات تحت إشراف لجنة أغلقت كلية الفنون الجميلة في الموصل، وهدمت تماثيل لشعراء مشهورين، وحظرت تدخين السجائر والنرجيلة.

وأمر التنظيم نساء الموصل بعدم السير من دون محرم، كما أمر أصحاب المتاجر بتغطية تماثيل العرض البلاستيكية بحجاب كامل، وتعرض رجل للجلد في الآونة الأخيرة بسبب تحرشه بامرأة. ويعتبر التنظيم، أن الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في العراق «هم كفار يستحقون القتل». كما خير المسيحيين بين التحول إلى الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت.

من ناحية أخرى، دعا السيستاني الزعماء السياسيين إلى عدم التشبث بمناصبهم.

وقال السيستاني، في خطبة الجمعة التي تلاها أحد مساعديه، إنه يتعين على الزعماء السياسيين التحلي بالمرونة حتى يمكن كسر الجمود السياسي، وحتى يتمكن العراق من مواجهة الاخطار والارهاب. وأضاف أن الوقت قد حان ليفكر السياسيون في مصلحة

العراق، وليس في مصلحتهم الشخصية.

وأكد أن حساسية المرحلة الحالية «تحتم على كل الأطراف المعنية التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تتطلب إعمال مبدأ التضحية وإنكار الذات، وعدم التشبث بالمناصب». والتقى الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون، السيستاني أول من أمس، وبحث معه الأوضاع في المنطقة.

في السياق، هنأت الولايات المتحدة الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم، وحثته على تشكيل «حكومة جامعة» لمحاربة المقاتلين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة شمال وغرب البلاد.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف، إن «البرلمان العراقي برهن عندما خطا هذه الخطوة الأساسية التزامه بتوحيد البلاد عبر تطبيق الدستور».

وأضافت أنه «على المسؤولين العراقيين الآن أن ينتقلوا إلى المرحلة التالية عبر اختيار رئيس للوزراء وتشكيل حكومة».

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي الجديد هنأه فيه على انتخابه.

تويتر