حوّلت أحزانهم إلى فرحة عارمة

أهالي الشجاعية: خطف الجندي أنسانا أوجاعنا

صورة

ما إن أعلنت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن خطف جندي إسرائيلي، خلال توغل قوات الاحتلال داخل القطاع، عمت الفرحة ضحايا مجزرة حي الشجاعية، من الجرحى وأهالي الشهداء الذين وجدوا في مجمع الشفاء الطبي، وتناسوا أوجاعهم التي رافقتهم طوال أيام الحرب.

وهرع الأهالي وأطفالهم إلى ساحة المستشفى يهللون ويكبرون، وألقوا الحلويات في السماء إبتهاجا بالخبر الذي أسعد قلوبهم، وخفف آلامهم، فيما حمل الشباب على الأكتاف، هاتفين بعبارات تشيد بعملية خطف الجندي التي نفذتها كتائب القسام، ومن هذه العبارات التي أسمعت صداها الشوارع المحيطة: «الشعب والقسام إيد وحدة، تحية للكتائب».

وكانت كتائب الشهيد عزالدين القسام، قد تبنت، الليلة قبل الماضية، اختطاف الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، الذي يحمل الرقم العسكري «6092065»، عقب عملية في حي التفاح شرق مدينة غزة.

ويقول عطاف بكر، الذي وجود في مستشفى الشفاء، بجانب أقاربه من جرحى الحرب لـ«الإمارات اليوم»، إنني «كنت حزيناً ومتأزماً نفسياً، لكن بعد سماع خبر خطف الجندي ارتفعت معنوياتي، وزالت كل الأحزان، لقد قدم المقاومون كل ما لديهم من قوة، لذلك أنا وأولادي وأقاربي فداء للمقاومة والوطن، فهي عنوان نصرنا، ورمز عزتنا».

وكان الوالد المكلوم قد ودع أربعة أطفال من عائلته شهداء، وهم ابنه وشقيقه وأبناء عمه وعمته، وذلك بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحقهم، بينما كانوا يلعبون على شاطئ البحر.

وإلى جانبه كان يوزع المواطن أنس العرعير الحلويات على المحتفلين بعملية خطف الجندي، من أهالي الجرحى والشهداء، والنازحين من منازلهم.

ويقول العرعير، الذي هدم منزله واستشهد ثلاثة من أبنائه، بعد أن سجد شكرا لله، عقب سماعه خبر خطف الجندي «الآن شعرنا بأن هناك من يدافع عنا، بعد أن خذلنا الكثير من أبناء جلدتنا ووطننا، وفعلا فصائل المقاومة هي من تنتقم لنا رغم كل المخاطر التي يتعرض لها مجاهدوها، لذلك نحن مع المقاومة قلبا وقالبا، ونؤيدها بكل أعمالها». ويضيف مبتسما «عملية خطف الجندي هي ما كنا نتمناه وننتظره من أول يوم في الحرب، فهذه العملية هي التي تثبت فشل الاحتلال، وترغمه أن يقبل بشروط ومطالب المقاومة، التي تمثل الشعب بأكمله».

ومن بين المحتفلين أصحاب البيوت المدمرة، الذين افترشوا ساحات المستشفى، بعد أن هدمت منازلهم في حي الشجاعية شرق غزة، حيث كانوا يستمعون إلى المذياع، الذي كان يبث بيان المتحدث باسم كتائب القسام، معلنا عن عملية أسر الجندي.

ويقول أبومصطفى الدهدار، أحد النازحين إلى مستشفى الشفاء، إن «عملية أسر الجندي هي هدية قدمتها كتائب القسام، انتقاما للمجزرة الإسرائيلية التي تعرض لها سكان حي الشجاعية، وخلفت مئات الضحايا من الشهداء والجرحى، إلى جانب هدم بيوت المواطنين».

ويضيف «نعيش فرحة عارمة رغم الألم، والعيد سيصبح عيدين بعد هذا النصر، الذي حققته المقاومة، فهي فرصة ثمينة لتدخل الفرحة إلى قلوب أمهات الأسرى، الذين يتجرعون الويلات يوميا، بسبب حرمانهم من أبنائهم». وفي شوارع غزة، التي تحولت إلى منطقة أشباح، عمت حالة من الفرحة غير المسبوقة، فور إعلان كتائب القسام أسرها للجندي آرون، وخرج المئات من المواطنين إلى شوارع المدينة، للإعراب عن سعادتهم، في حين كانت مآذن المساجد تكبر فرحا بإنجاز المقاومة، فيما ألقت بعض العائلات الحلويات من نوافذ منازلها على الموجودين في الشوارع فرحا بعملية الأسر.

تويتر