انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية على وقع أعمال العنف وقصف النظام للمدن

فرنسا تعترض على إجراء الانتخابات السورية على أراضيها

لافتات مؤيدة للأسد في شوارع دمشق مع انطلاق الحملة الانتخابية. أ.ف.ب

انطلقت، أمس، حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من يونيو المقبل، التي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد في موقعه، وتأتي في خضم النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام، فيما أعلنت وزارة الخارجية السورية، أن فرنسا أبلغت رسمياً السفارة السورية في باريس بالاعتراض على إجراء الانتخابات الرئاسية على كامل الأراضي الفرنسية، مطالبة الرأي العام العالمي بإدانة هذه التصرّفات التي وصفتها بأنها «لا مسؤولة».

وتفصيلا، تضم القائمة النهائية للانتخابات السورية التي تعتبرها المعارضة ودول غربية «مهزلة ديمقراطية»، وستجري في مناطق سيطرة النظام، ثلاثة مرشحين هم الأسد وماهر حجار وحسان النوري.

وأطلقت حملة الأسد رسميا ليل السبت الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار «سوا» (معا). وكتب الشعار بخط اليد باللون الأخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الأحمر والأبيض والأسود)، مذيلا باسم بشار الأسد وتوقيعه بخط اليد.

وعرضت صفحة الحملة على «فيس بوك» شريطا مصورا مدته 12 ثانية، يظهر كيفية كتابة هذا الشعار. وبث التلفزيون السوري الرسمي الإعلان صباح أمس. وعلى الطريق من الحدود اللبنانية السورية باتجاه دمشق، رفع شعار حملة الأسد ولافتات مؤيدة له. كما انتشرت عشرات اللوحات المماثلة في أحياء عدة من دمشق، وفي ساحة الروضة وساحة السبع بحرات.

وفي بعض أحياء العاصمة، رفعت لوحات للمرشح حسان النوري، تحمل شعارات حملته منها «إعادة الطبقة الوسطى»، و«الاقتصاد الحر الذكي»، و«محاربة الفساد».

وكانت المحكمة الدستورية العليا أعلنت السبت القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة، قائلة إن ذلك هو «بمثابة إشعار للمرشحين للبدء بحملتهم الانتخابية»، اعتبارا من صباح أمس.

ويتوقع أن تبقي الانتخابات الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات.

وذكرت تقارير إخبارية سورية رسمية أمس أن الآلاف احتشدوا في مختلف المناطق «دعما للجيش وتأييدا للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري لانتخابات الرئاسة».

وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن الآلاف من أهالي مدينة بانياس احتشدوا في مسيرة جماهيرية مؤيدة للأسد، كما شهدت محافظة طرطوس وقفة «دعما للجيش والقوات المسلحة، وتأييدا للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية». كما تم تنظيم حفل جماهيري في مدينة الأسد الرياضية باللاذقية، كما نظمت «فعالية شعبية» في دمشق.

في الاثناء، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن فرنسا أبلغت رسمياً السفارة السورية في باريس، بالاعتراض على إجراء الانتخابات الرئاسية على كامل الأراضي الفرنسية، مطالبة الرأي العام العالمي بإدانة هذه التصرّفات التي وصفتها بأنها «لا مسؤولة». وقالت الخارجية السورية في بيان، إنه «منذ إعلان الجمهورية العربية السورية فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية وفقاً للدستور والقوانين، تحاول فرنسا ضمن مجموعة من الدول، القيام بحملة دعائية عدائية للشعب السوري ومعارضة هذه الانتخابات ورفضها». وأعربت الخارجية السورية عن أسفها لـ«عدم تمكّن المواطنين السوريين المقيمين على الأرض الفرنسية من ممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية، لاعتراض الحكومة الفرنسية الجائر على هذا الإجراء في السفارة السورية في باريس». ويأتي بدء الحملة الانتخابية غداة عودة آلاف السوريين لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد يوم من استكمال تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها.

ميدانيا، تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بمقتل 11 طفلا وامرأتين في قصف للطيران المروحي على قرية أم العمد في الريف الجنوبي لمحافظة حلب. وتتعرض أحياء سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها لقصف جوي مكثف أدى إلى مقتل المئات منذ منتصف ديسمبر، بحسب المرصد. وتواصلت المعارك بين النظام ومقاتلي المعارضة في ريف دمشق ومحافظتي درعا والقنيطرة في جنوب البلاد، على الحدود مع الأردن.

تويتر