كييف تتهم موسكو بالسعي لإشعال حرب عالمية ثالثة وتحاصر سلافيانسك

«الجنائية» الدولية تفتح تحقيقاً أولياً حول الوضع في أوكرانيا

أفراد من القوات الخاصة الأوكرانية يغلقون مداخل ومخارج مدينة سلافيانسك أمس. أ.ف.ب

فتحت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً أولياً حول الجرائم التي ارتكبت قبل وخلال فترة سقوط الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، كما أعلنت المحكمة أمس، وفي وقت قال مساعد للقائم بأعمال الرئيس الأوكراني أليكسندر تيرتشينوف، إن أوكرانيا ستعتبر أي هجوم تنفذه قوات روسية تعبر الحدود غزواً، وإن المهاجمين سيقتلون، حذّر القائم بأعمال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك، روسيا من إشعال حرب عالمية حول أوكرانيا.

وتفصيلاً، قالت المحكمة الجنائية الدولية في بيان، إن «مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا قررت فتح تحقيق أولي حول الوضع في أوكرانيا، بهدف تحديد ما إذا توافرت المعايير الضرورية لفتح تحقيق (طويل)». وأوضح البيان أن المدعية «ستدرس المسائل القانونية وشروط القبول ومصلحة القضاء»، لتقرر ما إذا كان فتح تحقيق كامل مبرراً.

وأوضح المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله «إذا رأت أن هناك قاعدة كافية لتبرير تحقيق، فهي من سيقدم الطلب إلى قضاة المحكمة».

وأوكرانيا التي لم تصادق على معاهدة روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية، أعلنت مع ذلك في وقت سابق هذا الشهر أنها تقبل بسلطة المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الأحداث بين 21 نوفمبر و22 فبراير الماضيين، حتى إنها طلبت اجراء هذا التحقيق.

مقاتلات بريطانية تعترض طائرات روسية

قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن سلاح الجو البريطاني أرسل، أول من أمس، مقاتلتين من طراز تايفون لاعتراض قاذفتين روسيتين بعيدتي المدى. وتم رصد الطائرتين عندما اقتربتا من المجال الجوي البريطاني شمال اسكتلندا، ووردت تقارير عن أن الطائرتين الروسيتين ابتعدتا بسرعة في ما بعد. وقالت وزارة الدفاع، إن الطائرتين الروسيتين من طراز تي يو-95 «الدب»، كانتا تقومان بطلعة جوية تدريبية في المجال الجوي الدولي. وأضافت أن طائرات بريطانية انطلقت في حوادث مماثلة ثماني مرات العام الماضي.

يأتي ذلك في وقت نقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن ياتسينيوك قوله في اجتماع وزاري «روسيا تريد إشعال حرب عالمية ثالثة»، مضيفاً ان موسكو تتحمل «المسؤولية الكاملة» عن الاعتداء على الأراضي الأوكرانية وتقويض الأمن الدولي.

ونقلت وكالة «إنترفاكس أوكرانيا» عن رئيس العاملين بالرئاسة سيرهي باشينسكي، قوله «سنعتبر أي عبور لحدود أوكرانيا من جانب قوات روسية إلى أراضي دونيتسك أو أي إقليم آخر أنه غزو عسكري، وسندمر المهاجمين». وقال «لا نقبل أي إعلانات زائفة بشأن إجراء إنساني».

وقال مسؤول بهيئة الرئاسة الأوكرانية، إن قوات خاصة بدأت مرحلة ثانية من عملياتها في شرق البلاد، أمس، وفرضت حصاراً كاملاً على مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها انفصاليون.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان، أن «مروحية عسكرية من طراز إم آي-8 انفجرت في مطار كراماتورسك». وأوضح المسؤول في أجهزة الاستخبارات الاوكرانية فاسيل كروتوف، أن المروحية كانت جاثمة على الأرض وأصيب قائدها بجروح، لكنه تمكن من الهرب. وبلدة كراماتورسك المجاورة هي من المدن العديدة التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا.

في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوكرانيا من أن أي وقف في التعاون مع موسكو يمكن أن يكون «خطيراً» على صناعة الدفاع الأوكرانية. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن بوتين ذكر أيضاً في اجتماع رسمي بشأن صناعة الدفاع الروسية، أن موسكو يجب أن تزيد إنتاج نظم الصواريخ المضادة للصواريخ والمضادة للطائرات بما فيها إس-300.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قوله، إن الوزارة مستعدة لإجراء محادثات نزيهة وبناءة مع الولايات المتحدة، لتحقيق الاستقرار للوضع في أوكرانيا. وقال المسؤول انه لا يوجد مثل هذا الطلب من جانب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، لكن الوزارة مستعدة للدخول في محادثات «من أجل تطبيع الوضع في أوكرانيا».

غربياً، أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن «قلقها الشديد» حيال الوضع في شرق أوكرانيا، في مكالمة هاتفية مع بوتين، وقالت إنها تنتظر من الحكومة الروسية ان تبدي بوضوح التزامها باتفاق جنيف وأن تتعاون على تطبيقه.

وجاءت هذه التصريحات إثر اتهام وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بعدم اتخاذ «أي خطوة» لتطبيق اتفاق جنيف.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس، والتونسي المنجي حامدي «ليس هناك كثير من الوقت لوضع حد لهذا الجنون».

من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي «على روسيا احترام سيادة الدول الأخرى، كما هي متمسكة بسيادتها». وأضاف «هناك تصعيد في الجزء الشرقي من أوكرانيا، ألمانيا وفرنسا معاً، نطلق دعوة للتهدئة».

تويتر