باريس تشترط «دعم السلام» للتعاون مع حكومة الوحدة.. وواشنطن تهدد بإعادة تقييم مساعداتها

إسرائيل توقف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد اتفاق المصالحة

جنود الاحتلال يعتقلون فلسطينيين في بلدة دير سامت بالقرب من الخليل غداة اتفاق المصالحة في غزة. أ.ف.ب

أعلنت إسرائيل، أمس، وقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وذلك غداة التوصل إلى اتفاق مصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وفيما أعلنت القيادة الفلسطينية أنها ستدرس «كل الخيارات» للرد على إسرائيل، قالت الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة النظر في مساعداتها للفلسطينيين، إذا شكلت منظمة التحرير حكومة مع الحركة، في حين أبدت باريس استعدادها للعمل مع حكومة وحدة فلسطينية إذا دعمت عملية السلام مع إسرائيل.

وتفصيلاً، قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: «قرر مجلس الوزراء بالإجماع أن الحكومة الإسرائيلية لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية مدعومة من (حماس)، وهي منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل».

وبحسب البيان فإنه «بالإضافة إلى ذلك سترد إسرائيل على الخطوات الأحادية الجانب التي قامت بها السلطة الفلسطينية بسلسلة من الإجراءات»، وقال نتنياهو في بيان عقب اجتماع استمر خمس ساعات مع حكومته الأمنية المصغرة «بدلاً من اختيار السلام عقد أبومازن اتفاقاً مع منظمة قاتلة تدعو إلى تدمير إسرائيل». وبحسب نتنياهو، فإنه تم توقيع اتفاق المصالحة «بينما كانت إسرائيل تبذل الجهود لتقدم المفاوضات مع الفلسطينيين»، مشيراً إن هذا «استمرار للرفض الفلسطيني التقدم في عملية السلام». واعتبر نتنياهو أن عباس «رفض مبادئ اتفاق الإطار (لتمديد المفاوضات) التي اقترحتها الولايات المتحدة، ورفض حتى الاعتراف بإسرائيل دولةَ يهوديةَ»، وأضاف إن «من يختار إرهاب حماس لا يريد السلام».

وفي رام الله أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن القيادة الفلسطينية ستدرس «كل الخيارات» للرد على قرارات الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية.

وأشار عريقات إلى أن «أولوية الشعب الفلسطيني الآن هي المصالحة ووحدتنا الوطنية»، وأوضح عريقات أن «حكومة نتنياهو خيّرت منذ سنوات بين الاستيطان وبين السلام»، مشيراً إلى أن الإجراءات الإسرائيلية «ذرائع للتهرب من عملية السلام».

من ناحيته، قال عضو وفد المنظمة للمصالحة، مصطفى البرغوثي، لوكالة «فرانس برس» «نحن مستمرون في طريق المصالحة، إسرائيل تريد أن نبقى منقسمين حتى نبقى ضعفاء، ونحن لن نسمح لها بذلك»، مشدداً على أن إسرائيل «هي التي تعطل السلام».

وقبيل اجتماع الحكومة، اعتبر المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن اتفاق المصالحة الفلسطينية «خطير جداً». وقال مسؤول حكومي لوكالة «فرانس برس» إن «القيادة الفلسطينية بتحالفها مع حركة حماس تدير ظهرها للسلام». ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف، أنه «طالما يوجد تحالف مع حماس فإنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل». واعتبر تقرير أعده الطاقم للشؤون الفلسطينية في مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس بعيد عن التنفيذ، وينبغي الانتظار لرؤية ما إذا كان سيُطبق.

وفي واشنطن، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة النظر في مساعداتها للفلسطينيين إذا شكلت منظمة التحرير الفلسطينية، التي تقودها حركة فتح، حكومة موحدة مع حركة حماس. وقال المسؤول الأميركي، وهو يحدد شروطاً لطالما رفضتها حماس «أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم على نحو واضح لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة بين الطرفين»، وأضاف المسؤول لـ«رويترز»، طالباً عدم نشر اسمه «إذ تشكلت حكومة فلسطينية جديدة فسنقيمها اعتماداً على التزامها بالشروط المذكورة أعلاه، وسياساتها وتصرفاتها، وسنحدد أي انعكاسات على مساعدتنا حسب القانون الأميركي».

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا مستعدة للعمل مع حكومة وحدة فلسطينية إذا رفضت اللجوء إلى العنف ودعمت عملية السلام. وقال المتحدث باسم الوزارة، رومان نادال، خلال مؤتمر صحافي «لطالما دعمت فرنسا المصالحة الفلسطينية تحت سلطة الرئيس، محمود عباس، وتنظيم انتخابات في الأراضي الفلسطينية»، وأضاف أن «باريس مستعدة للعمل مع حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية فور رفضها اللجوء إلى العنف والتزامها بعملية السلام» وبالاتفاقات المبرمة كافة، خصوصاً مع إسرائيل.

 

تويتر