واشنطن وباريس تعتبران الانتخابات الرئاسية «مهزلة» وغير شرعية

«مؤشرات» أميركية إلى استخدام غاز سام مجدداً في سورية

صورة تظهر أطفالاً يعالجون من اختناق عقب إلقاء القوات النظامية قنبلة تحتوي على غاز سام على بلدة كفر زيتا في ريف حماة. أ.ف.ب

كشفت الولايات المتحدة أن لديها «مؤشرات إلى أن مادة كيماوية صناعية سامة» استخدمت هذا الشهر في سورية، في بلدة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مؤكدة أنها تعمل مع «شركائها لتبيان الوقائع على الأرض»، في حين اعتبرت واشنطن وباريس أن الانتخابات الرئاسية السورية، المقررة في الثالث من يونيو المقبل، «مهزلة» و«لن تجلب أي شرعية» للرئيس بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني «لدينا مؤشرات إلى أن مادة كيماوية صناعية سامة، هي على الأرجح الكلور، استخدمت هذا الشهر في سورية في بلدة كفر زيتا التي تسيطر عليها المعارضة».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهم، في 12 أبريل الجاري، النظام السوري بقصف بلدة كفر زيتا القريبة «ببراميل متفجرة تسببت في دخان كثيف وبروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق».

وأضاف كارني «نحن ننظر في المزاعم التي تقول إن الحكومة (السورية) مسؤولة» عن تلك الهجمات، مؤكداً أن واشنطن تأخذ «على كثير من محمل الجد كل المزاعم عن استخدام مواد كيماوية في النزاع».

وكان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أعلن الأحد الماضي، في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد استخدام النظام السوري أسلخة كيماوية، لكن من دون أن تملك «أدلة» على هذا الأمر.

وحول استمرار نظام الأسد في استخدام أسلحة كيماوية، قال هولاند يومها «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، لكنني لا أملك الأدلة، ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها»، وأضاف «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها، وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية اتهمت في 12 الجاري الطيران الحربي السوري بإلقاء «صواريخ تحتوي على غازات سامة» على كفر زيتا.

بدورها ذكرت «تنسيقية الثورة السورية» في حماة على صفحتها على «فيس بوك» في اليوم نفسه أن النظام قصف البلدة بـ«غاز الكلور»، مشيرة إلى وجود «أكثر من 100 حالة اختناق»، وإلى «نقص كبير في المواد الطبية»، بينما بث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالاً وشباناً بدا عليهم الإعياء، ويعانون السعال والاختناق.

في المقابل، اتهم التلفزيون السوري في حينه «تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفر زيتا»، قائلاً إن الهجوم أدى إلى «استشهاد اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق».

من ناحية أخرى، اعتبرت الولايات المتحدة أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في سورية في الثالث من يونيو المقبل «محاكاة ساخرة للديمقراطية»، مؤكدة أن هذه الانتخابات «لن تكون لها أي صدقية أو شرعية سواء في داخل سورية أو خارجها».

وقال كارني إن الأسد «يستهزئ بما يدعيه هو نفسه بأنه زعيم منتخب ديمقراطياً».

وأضاف أن إجراء «استفتاء رئاسي، لأن هذا ما سيكون عليه الأمر، هو محاكاة ساخرة للديمقراطية ولن تكون له أي صدقية أو شرعية، سواء في داخل سورية أو خارجها».

بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، للصحافيين إن إجراء انتخابات رئاسية في سورية، وسط كل الدمار والتهجير اللذين تعانيهما البلاد، هو أمر عبثي ولن يساعد في إيجاد حل سياسي للأزمة.

كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، أمس، الانتخابات الرئاسية السورية المقررة «مهزلة مأساوية».

ونقلت وزارة الخارجية الفرنسية عن فابيوس قوله إن «الانتخابات الرئاسية في سورية لن تجلب أي شرعية لبشار الأسد»، مضيفاً أنها «مهزلة مأساوية».

 

 

تويتر