المتمرّدون يسيطرون على أجزاء من «الوحدة» النفطية.. والبشير قلق من الوضع

جوبا تعلن هروب مشار تجنباً للاعتقال

أميركا تجلي رعاياها من جنوب السودان على خلفية الاشتباكات الدائرة. أ.ف.ب

قال وزير خارجية جنوب السودان، برنابا ماريال بنيامين، إن من واجب بلاده تأكيد سيادتها، لهذا تم إرسال قوات إلى بور، أول من أمس. وأضاف أن نائب الرئيس السابق، رياك مشار، تمكن من الهرب باستخدام زورق إلى قريته أدوك، بينما انشق قائد كبير بالجيش، وانضم إلى صف مشار بولاية الوحدة المنتجة للنفط، وأكد شهود عيان أن المتمردين الموالين لمشار، استولوا على أجزاء مهمة بولاية الوحدة المنتجة للنفط، فيما ساد الهدوء العاصمة جوبا، ومارس السكان حياتهم اليومية بصورة طبيعية، وعبّر الرئيس السوداني عمر البشير، عن قلقه من الوضع في الجنوب، حيث امتدت المعارك إلى مناطق خارج جوبا.

أوباما يحذّر

دفع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، زعيمي جنوب السودان باتجاه العمل على تسوية خلافاتهما، التي تعرض مواطنين أميركيين للخطر. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن أوباما حذر الزعيمين من أنهما يخاطران بفقدان دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لدولتهما، التي تعد الأحدث نشأة في العالم، وأكد مسؤوليتيهما في دعم جهود الولايات المتحدة، لتأمين أميركيين في مدينتي جوبا وبور بدولة الجنوب.

وتفصيلاً، قال بنيامين «كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسة، وهو ما حدث (أول من) أمس، في الحقيقة يجري تطهير المدينة التي يحتلونها منهم، الحكومة الآن أرسلت قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد، بالطبع تمكن ريك من الهرب، إذ استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بنتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة».

وبعد اجتماعه مع وسطاء أفارقة، الجمعة الماضية، قال بنجامين إن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع أي جماعة متمردة، وإن الحكومة أبلغت الوسطاء بموافقتها على مقابلة خصوم كير، ومنهم مشار وحلفاؤه.

ويقول موظفو الأمم المتحدة إن المئات قتلوا بأنحاء البلاد، وإن نحو 40 ألف مدني لجأوا إلى قواعد المنظمة الدولية.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة، في جنوب السودان، أنها بدأت بنقل طاقمها غير الضروري من العاصمة جوبا إلى أوغندا، وسط تصاعد الاشتباكات في البلاد.

يأتي ذلك في وقت قال فيه لوك نياك، وهو موظف حكومي، إن جميع المسؤولين الحكوميين قد فروا من بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة. وأضاف «لقد أخلينا بنتيو، وتعرض فريق المسؤولين الحكوميين أثناء مغادرتهم للهجوم، ما أدى إلى مقتل مسؤول».

وقال السكان إن الحكومة مازالت تسيطر على مناطق بولاية الوحدة، لكن العديد من الأجزاء الرئيسة قد سيطر عليها المتمردون، في الوقت الذي يدخل فيه الصراع بأحدث دولة في العالم أسبوعه الثاني.

وقال جوما جون، أحد المقيمين في بنتيو، ويعمل لدى منظمة إعلامية محلية «إن الأمر حقيقي، لقد صارت أجزاء كبيرة من ولاية الوحدة في أيدى قوات مشار، وتم طرد الحاكم والمسؤولين من عاصمة الولاية».

وكان مشار أكد، في وقت سابق، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه يقود تمرداً، وقال إنه سيطر على ولاية الوحدة المنتجة للنفط. ونقلت «بى.بى.سى» عن مشار القول إنه سيوافق على التفاوض مع الحكومة، إذا تم الإفراج عن المسؤولين المؤيدين له، وتم نقلهم لدول محايدة، مثل إثيوبيا، وتم اعتقال وزراء سابقين عديدين، فور اندلاع أعمال عنف في البلاد قبل أيام، ولا يعلم أحد موقع مشار، لكن يعتقد أنه مازال في جنوب السودان.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، بوضع حد للصراع المتصاعد في دولة جنوب السودان، داعيا جميع الأطراف إلى التفاوض، من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وحذر الأمين العام من أن العنف يمثل «تهديدا خطيرا لمستقبل بلادكم».

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن البشير «أعرب عن قلق السودان، تجاه ما يجري في دولة الجنوب»، وكذلك في إفريقيا الوسطى ومصر وليبيا.

وقال في احتفال نظمته الرئاسة السودانية، وحضره كبار المسؤولين ووزراء قدامى وجدد في البلاد، إن «دور السودان تجاه تلك الدول سيكون إيجابيا، عبر الدعم حتى يتحقق فيها السلام والاستقرار، وتعزيز التعاون وتبادل المصالح المشتركة».

تويتر