رحيل «بطل الإنسانية» أثار موجة من الحزن في العالم

مانديلا..أيقونة النضال والحرية

صورة

من زنزانته في سجن روبن آيلاند إلى معركته الأخيرة ضد المرض، شغل بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري، وأول رئيس أسود لجنوب إفريقيا الديمقراطية، نيلسون مانديلا، العالم بمسيرته النضالية، وأخيراً برحيله، مساء أول من أمس، عن 95 عاماً. وباشرت جنوب إفريقيا والعالم بأسره، أمس، تكريم بطل الإنسانية وأيقونة النضال والحرية بعد أن أعلن رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، في كلمة تلفزيونية مباشرة أن «حبيبنا نيلسون مانديلا، الرئيس المؤسس لأمتنا الديمقراطية، فارقنا. توفي بسلام محاطاً بعائلته.. إن امتنا فقدت أعظم أبنائها».

وأعلن الرئيس الجنوب إفريقي أن مراسم دفن الراحل مانديلا ستقام في 15 ديسمبر. وأوضح زوما أن مانديلا سيدفن في بلدة كونو، مسقط رأسه بإقليم شرقي الكاب. وسيسجى الجثمان في مبنى الاتحاد من 11 ديسمبر إلى الـ13 منه، على أن يكون الأحد المقبل يوماً للصلاة.

وفور إعلان وفاة مانديلا، الذي يمثل بنظر العالم أجمع تجسيداً للمصالحة بين السود والبيض، تقاطر مئات الأشخاص للتجمع قرب منزله في جوهانسبورغ.

معلّم في السجن وأب لسجّانيه

ارتبط سجن جزيرة روبن، ارتباطاً لا ينفصم بمانديلا، أشهر نزلائه، يعلم زملاءه ويأسر حتى قلوب سجانيه في السجن .وكان السجناء الذين يقيد كل أربعة في سلاسل يعملون 10 ساعات يومياً. وألحق وهج الشمس والغبار في المحجر أضراراً دائمة بعيني مانديلا. وبرغم المشقة لم يصب مانديلا جام إحباطاته على سجانيه. وقال السجان الذي صاحب مانديلا حتى إطلاق سراحه «كان ودوداً ومهذباً، ومثل الأب بالنسبة لي». جزيرة روبن (جنوب إفريقيا) ــ رويترز


محطات مهمة

• 18/07/1918 ولادة مانديلا في قبيلة ثيمبو.

• 1941 انتخب ممثلاً للطلاب ثم طرد من الجامعة لتضامنه مع حركة مقاطعة.

• 1943 انضم للمؤتمر الوطني الإفريقي برعاية والتر سيسولو.

• 1949 دخل إلى اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني .

• 1952 عين رئيساً «لحملة التحدي» ضد قوانين الفصل العنصري.

• 1990 أفرج الرئيس دوكليرك عن مانديلا من دون شروط،.

• 1993 منح جائزة نوبل للسلام مع دوكليرك.

• 2013 نقل إلى المستشفى في الثامن من يونيو بسبب إصابته بالتهاب رئوي.

ومانديلا أو «ماديبا»، كما هو معروف باسمه القبلي، انتقل من ناشط ضد سياسة الفصل العنصري إلى سجين سياسي كان الأشهر في العالم، ثم رئيس جنوب إفريقيا حيث كان يتمتع بشعبية واحترام كبيرين. أمضى زعيم نضال السود ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا 27 عاماً في السجن من 1964 إلى 1990. وقد أضحى رمزاً عالمياً للحرية ثم للمصالحة منذ أن خرج من سجون نظام الفصل العنصري.

وأثار الإعلان عن وفاته موجة ردود فعل في أنحاء العالم لتوجيه تحية إلى هذه الشخصية الاستثنائية حيث أجمع القادة السياسيون على التشديد على الصفات الإنسانية لمانديلا. وفي الولايات المتحدة أمر الرئيس، باراك اوباما، أول رئيس اسود لأميركا، بتنكيس الأعلام، وأعلن في بيان «اليوم خسرت الولايات المتحدة صديقاً مقرباً وخسرت جنوب إفريقيا محرراً لا مثيل له، وخسر العالم مصدر وحي للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية».

كما أمر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بتنكيس الأعلام واصفاً مانديلا بأنه «تجسيد للأمة الجنوب إفريقية ولحمة وحدتها وعزة إفريقيا بكاملها». وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمانديلا معتبراً انه كان «مصدر إلهام» للعالم. واعلن الدالاي لاما، الحائز جائزة نوبل للسلام، انه خسر «صديقاً عزيزاً». وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، انه «يوم حزين، ليس لإفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها». من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن «نوراً كبيراً خبا». أما الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، فقد وصف مانديلا بـ«بطل الكرامة الإنسانية والحرية». وفي آسيا أشاد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بـ«المساهمة الاستثنائية التي قدمها مانديلا لتطوير الإنسانية»، فيما شبهه رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ بالمهاتما غاندي.

وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مانديلا الذي وصفه بأنه «فقيد شعوب العالم اجمع، وفقيد فلسطين الكبير، الذي وقف معنا، وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا». وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا. وقال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه على تويتر «لقد فقدت بطلي وصديقي ورفيقي في النضال من اجل قضية الشعوب ومن اجل السلام في العالم». أما الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية، ليش فاليسا، فقد وصف مانديلا بأنه «رمز للنضال ضد الفصل العنصري والعنصرية». وأخيراً، قال ديزموند توتو أحد أهم المناضلين ضد نظام الفصل العنصري إن مانديلا «علمنا كيف نعيش معاً ونؤمن بأنفسنا وبجميع الآخرين».

ورأى رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان في برقية تعزية إلى جنوب إفريقيا أن مانديلا أيقونة للديمقراطية الحقيقية. وفي كانبرا قال رئيس الوزراء الأسترالي، توني آبوت، أن مانديلا يمثل أكثر من زعيم سياسي، فهو زعيم أخلاقي أمضى جزءاً كبيراً من حياته بالوقوف ضد الظلم والتمييز العنصري.

وفي مصر، نعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن مانديلا. وقالت الرئاسة في بيان: «سيظل الزعيم نيلسون مانديلا في قلوب وعقول المصريين كأحد أبرز رموز الكفاح والنضال الوطني في عالمنا المعاصر».

وفي تونس أعلنت رئاسة الجمهورية اليوم يوم حداد لوفاة المناضل الكبير مانديلا. كما قرر الرئيس التونسي تنكيس الأعلام الوطنية بالمناسبة نفسها، كما نعى السودان الزعيم مانديلا.

تويتر