اتفاق أوروبي على مسؤولية الأسد عن الكيماوي.. وأوباما يقر بصعوبة موافقة الكونغـرس على الضربة

بوتين يرفض الانجرار إلى حرب فـي سورية

بوتين: سنواصل تقديم المساعدات إلى سورية بما في ذلك الأسلحة. إي.بي.إيه

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن بلاده لا تريد الانجرار إلى حرب على سورية، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل دعم دمشق بالمستويات الحالية نفسها في حالة التدخل العسكري الخارجي. وفيما فشلت محادثات بوتين مع نظيره الاميركي الأميركي باراك أوباما في تغيير موقف الطرفين تجاه سورية، أقر أوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس لتدخل عسكري ضد سورية، مشيداً بالتزام فرنسا في المشاركة بتحرك «قوي» في سورية، في حين اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون على انه تم استخدام اسلحة كيماوية في 21 أغسطس في سورية وعلى وجود «مؤشرات كثيرة» إلى مسؤولية النظام في الهجوم.

وقال بوتين، أمس، في مؤتمر صحافي بمدينة سان بطرسبرغ، إن بلاده ستساعد سورية في حال تعرضها لضربة عسكرية

من الخارج. وأضاف «سنواصل تقديم المساعدات لسورية، بما في ذلك الأسلحة»، وفقاً لقناة «روسيا اليوم». وأكد أن استخدام القوة ضد دولة أخرى محظور إلا للدفاع عن النفس أو  بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وقال الرئيس الروسي ان جميع ما جرى بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية هو استفزاز من المسلحين الذين يأملون بدعم خارجي.

واستطرد ان الولايات المتحدة ستضع نفسها خارج القانون في حال تنفيذها عملية عسكرية ضد سورية.

ولدى سؤاله في نهاية قمة مجموعة العشرين عما إذا كانت روسيا ستساند سورية في مثل هذه الظروف لم يشر بوتين إلى الدفاع عن سورية أو زيادة المساعدات العسكرية لها. وقال الرئيس الروسي «هل سنساعد سورية؟ نعم سنساعدها، ونحن نساعدهم الآن، نمدهم بالأسلحة ونتعاون في المجال الاقتصادي وآمل أن نتعاون بشكل أكبر في المجال الإنساني، لتقديم المساعدة إلى هؤلاء الناس - المدنيين - الذين يكابدون وضعا صعبا اليوم». واتفق تصريح بوتين مع تصريحات مسؤولين روس آخرين قالوا إن موسكو لن تسمح لنفسها بالانجرار إلى الصراع. من جهته، أقر أوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس لتدخل عسكري ضد سورية، بينما سيناقش النواب المسالة اعتباراً من الاثنين المقبل.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة العشرين «كنت أعلم أن الأمر سيكون صعبا»، مقراً بتحفظات الاميركيين في بلد «في حالة حرب منذ أكثر من 10 سنوات الآن». ورفض قول ما اذا كان سيقرر شن ضربات في حال رفض الكونغرس. وأشاد أوباما بالتزام فرنسا في القيام «برد دولي قوي» ضد الهجوم الكيماوي الذي تتهم واشنطن وباريس النظام السوري بتنفيذه الشهر الماضي. وقال أوباما للصحافيين اثر لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «اقدر كثيراً التزام الرئيس هولاند لمصلحة رد دولي قوي على هذه الأعمال الوحشية»، مشيراً إلى ان التدخل الذي يسعى إلى القيام به سيكون «محدودا» ويرمي إلى «الردع عن استخدام اسلحة كيماوية». من جانبه أكد هولاند انه «في ما يتعلق بسورية لدينا المبادئ نفسها». وأضاف «اليوم نحن مرتبطون احدنا بالآخر لتحمل مسؤولياتنا، لأن الامر يتعلق بانتهاك لقانون دولي». واصطدمت الولايات المتحدة وفرنسا، إضافة إلى البلدان الأخرى المؤيدة لتوجيه ضربات للنظام السوري لـ«معاقبته» على استخدامه، وفق اتهاماتهم، السلاح الكيماوي في هجوم على ريف دمشق الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل المئات، بمعارضة روسيا خلال قمة مجموعة العشرين في اليومين المنصرمين، إذ لاتزال موسكو من ابرز داعمي نظام بشار الأسد. وأشار هولاند إلى ان نشر مفتشي الامم المتحدة تقريرهم المرتقب بشأن الهجوم «سيكون عنصرا اضافيا لتأكيد موقفنا».

وأضاف «لكن منذ الآن علينا تشكيل اكبر ائتلاف ممكن لاتخاذ القرارات التي تبدو مفيدة، فعالة، بما فيها الذهاب نحو الحل السياسي». وكان بوتين أعلن بعد لقاء مع أوباما، أمس، أن كلاً منهما «بقي على موقفه». وقال ان المباحثات استمرت بين «20 و30 دقيقة  وبقي كل منا على موقفه». وقبيل ذلك، صرح مساعد مستشار الامن القومي للبيت الأبيض بن رودز، خلال مؤتمر صحافي على هامش القمة، قائلاً «أعتقد ان الروس ليس لديهم ما يضيفونه إلى النقاش في الولايات المتحدة» بشأن النزاع في سورية. وأضاف «رأينا روسيا ترفض باستمرار التحرك لمحاسبة نظام الاسد وتحاول تفادي المشكلات الجوهرية بجميع الوسائل».

وقال ان الروس «ساندوا الاسد أياً كانت الوقائع ومهما فعل النظام» بعدما أعلن أوباما السبت الماضي انه اتخذ قراراً بتوجيه ضربات إلى الحكومة السورية لمعاقبتها على هجوم كيماوي مفترض وقع قرب دمشق وأسفر عن اكثر من 1400 قتيل، بحسب واشنطن.

وتقدم روسيا دعماً ثابتاً للرئيس السوري بشار الاسد وتعارض اي تدخل عسكري أميركي. ووعدت باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي وتلوح بمخاطر تصعيد عسكري في المنطقة. ودفع هذا الموقف سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية سامنثا باور إلى اتهام موسكو بتحويل مجلس الأمن إلى «رهينة». وقالت بحدة «ليست هناك إمكانية لتحقيق تقدم في مجلس الامن هذا».

من جهتها، حذرت روسيا الولايات المتحدة من مخاطر توجيه ضربات إلى مخزونات من المواد الكيماوية في سورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ننظر بقلق خصوصاً ان بين الاهداف المحتملة للضربات مواقع بنى تحتية عسكرية تضمن امن الترسانة الكيماوية السورية». وأضافت «نحذر السلطات الاميركية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيماوية والمناطق المجاورة لها»، معتبرة ان ذلك سيشكل «منعطفاً خطراً» في الازمة السورية.

إلى ذلك، التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، الرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي ترى أنه لا حل للنزاع الا سياسياً. وشارك بان كي مون أيضا في اجتماع عمل حول الوضع الإنساني. وقال ان التحرك في هذا المجال «يعاني من الحد من توصيل (المساعدات) وغياب الامن وصعوبات اقتصادية».

وفي هذا السياق، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس، أن نحو مليوني طفل سوري بين سن السادسة والـ15 عاماً، أي ما نسبته 40% من اجمالي السوريين في هذه الفئة العمرية، باتوا خارج المدارس.

في سياق متصل، اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون، أمس، في فيلنوس على أنه تم استخدام اسلحة كيماوية في 21 أغسطس في سورية وعلى وجود «مؤشرات كثيرة» إلى مسؤولية النظام في الهجوم.

وقال وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، إن «جميع الوزراء نددوا باستخدام اسلحة كيماوية» واتفقوا على «وجوب ان يتحمل الذين استخدموها المسؤولية»، مؤكداً وجود «مؤشرات كثيرة تسمح لنا باستخلاص ان الاسلحة الكيماوية استخدمها النظام» السوري. ورداً على سؤال حول الخلافات بين البلدان الاوروبية، قال «ليس هناك رد موحد على الوضع في سورية، ولهذا السبب عبرنا عن آراء مختلفة». وقال دبلوماسي اوروبي طلب التكتم على هويته إن الادلة التي قدمتها اجهزة الاستخبارات في الأيام الاخيرة اقنعت البلدان الاوروبية بتورط النظام. وأضاف ان «الاسئلة الوحيدة المتبقية هي هل اتخذ الاسد القرار أم اتخذ على مستوى عسكري». وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري الذي تنادي به الولايات المتحدة، قال ان وزيري فرنسا والدنمارك «أكدا دعمهما له، أما وزراء بلدان اخرى مثل إيطاليا وإسبانيا فدعوا إلى الحذر».

تويتر