الأكراد يقتلون 12 «جهادياً» في الحسكة.. ويطالبون بموقف ضد هجمات «الجماعات الأصـــولية»

المعـارضـة تحـاول اقتحـام سجـن حلـب.. وتحقق مكاسب في درعا

عناصر من وحدات حماية الشعب الكردي خلال اشتباكات مع الإسلاميين في الحسكة قرب الحدود مع مدينة جيلان بينار التركية. أ.ف.ب

اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة  في محيط السجن المركزي في حلب بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة ضمن محاولة لاقتحام السجن المحاصر، فيما حققت المعارضة مكاسب إضافية في محافظة درعا بسيطرتها على قرية «البكار» في ريف درعا الغربي بعد يوم على سيطرتها على قريتي «عين ذكر» و«العبدلي»  المجاورتين. في حين قتل 12 «جهاديا» في اشتباكات مع مقاتلين أكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، بينما عقد معارضون أكراد لقاءً مع مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية للمطالبة بموقف ضد هجمات «الجماعات الأصولية» على مناطقهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس، في محيط «السجن المركزي» في محافظة حلب بين

قوات النظام السوري وقوات المعارضة السورية ضمن محاولة لاقتحام السجن المحاصر.

وأشار المرصد في بيان  إلى أن منطقة «ضهرة عبد ربه» في حلب شهدت اشتباكات بين الجانبين ما أدى لإعطاب دبابة ومقتل عدد من أفراد قوات النظام. و أضاف أن القوات النظامية قصفت أحياء «صلاح الدين» و«بستان القصر» و«مساكن هنانو»  و«طريق الباب» بحلب وأطراف «السجن المركزي» وبلدات «مارع» و«دير حافر»  و«كفرناها» ومدينتي «السفيرة» و«الباب» بريف حلب وبلدة «الدارة الكبيرة» .

وأضاف المرصد أن الاشتباكات امتدت إلى حي «الراشدين» ومحيط المسجد الأموي في مدينة حلب وحي «الوعر» بحمص ومدينة «داريا» وبلدة «سبينة»  بريف دمشق، و«مخيم اليرموك» وحي «القدم» بضواحي دمشق، فيما استهدفت الكتائب المقاتلة تجمعات للقوات النظامية على طريق مطار دمشق الدولي  بعدد من قذائف الهاون.

وفي درعا (جنوب) قال المرصد إن قوات المعارضة سيطرت على قرية «البكار» في ريف  درعا الغربي عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بعد يوم على سيطرتها على قريتي «عين ذكر» و«العبدلي»  المجاورتين.

وفي دمشق وريفها، تعرضت أحياء «جوبر» و«القابون» و«مخيم اليرموك»  والأحياء الجنوبية في ضواحي دمشق ومدن «حرستا» و«دوما» و«داريا» وبلدات  «سبينة» و«خان الشيح» و«مخيم الحسينية» و«راس العين» بريف دمشق للقصف من قبل قوات النظام السوري، بحسب المرصد.

وذكر المرصد أن قوات النظام قصفت كذلك حيي «العرضي» و«الحويقة» بمدينة  دير الزور، وبلدة «موحسن» بريف دير الزور، وقرية «جسر بيت الراس» في ريف  حماة، وحيي «جورة الشياح» و«الوعر» بحمص، وبلدة «سرمدا» ومدينة «أريحا»  ومنطقة «جبل الأربعين» وقرى «جبل الزاوية» في ريف إدلب.

في غضون ذلك ، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي»  من جهة، ومقاتلي تنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة  النصرة» من جهة ثانية في عدة قرى من ريف محافظة الحسكة وفي محيط مدينة  «رأس العين»، ما أسفر عن مقتل 12 من أفراد التنظيمين الإسلاميين، بحسب المرصد.

وقال  إن اشتباكات دارت بعد منتصف  الليلة قبل الماضية في بعض القرى الواقعة بين مدينتي جل آغا (الجوادية) وكركي لكي (معبدة)، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب (الكردية) من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (المرتبطتان بتنظيم القاعدة) من جهة اخرى«.

وافاد المرصد ان الاشتباكات التي اندلعت اثر هجوم الجهاديين على بعض القرى الكردية »اسفرت عن مصرع 12 مقاتلاً من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام«، من دون معلومات عن خسائر في صفوف المقاتلين الاكراد. وقال الناشط الكردي هفيدار ل »فرانس برس« ان مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا »تعرضت فجر أمس، لقصف عنيف«، مشيرا إلى وقوع اشتباكات على اطرافها.

وتدور منذ اكثر من اسبوعين اشتباكات عنيفة بين الجهاديين والاكراد في مناطق واسعة من شمال سورية، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا »النفير العام«، من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين.

وافاد المرصد الاربعاء الماضي ان المقاتلين الجهاديين احتجزوا نحو 200 كردي اثر سيطرتهم على بلدة تلعرن في ريف محافظة حلب (شمال) ومحاصرتهم في تل حاصل المجاورة لها.

 بموزاة ذلك، عقد معارضون أكراد سوريون لقاءً مع مسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية، قالوا إنه هدف إلى حثّ حكومة بلادهم على التنديد بالهجمات المتواصلة التي تشنها الجماعات الأصولية على مناطقهم ومناطق أخرى في سورية.

وقال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في بريطانيا أحمد شمو، ل »يونايتد برس انترناشونال«، أمس، »إن اللقاء كان ايجابياً وحضره ثلاثة مسؤولين من وزارة الخارجية ومندوب من مكتب رئاسة الحكومة، وتم خلاله مناقشة الهجمات والمجازر الوحشية والتطهير العرقي التي تتعرض لها المناطق الكردية في تل أبيض وتل كوجرات في القامشلي، وفي تل حاصل وتلعرن وعفرين بريف حلب من قبل جبهة النصرة ودولة الاسلام في العراق وبلاد الشام«. وأضاف »طلبنا من المسؤولين البريطانيين التنديد بهذه الممارسات وبخطف وقتل الناس الأبرياء، وأن تضغط بلادهم على الاتحاد الأوروبي لشجب المجازر التي ترتكبها هذه الجماعات بحق المدنيين في جميع أنحاء سورية، وأن تلتزم بواجباتها الاخلاقية والإنسانية لحماية الأكراد والمجتمعات الأثنية في سورية».

 وأشار إلى أن الأكراد حذروا المسؤولين البريطانيين «من أن الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة تمثل تهديداً لا يقتصر على المناطق الكردية في سورية فقط، بل على كل المناطق الاقليمية والعالمية».

وأشار أكد شمو أنه «زوّد مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية بإحصائيات من مصادر موثوقة عن عدد الأكراد الذين اختطفتهم الجماعات الجهادية، ومن بينهم 300 مخطوف في تلعرن و 450 مخطوفاً في عفرين، وسلمهم رسالة حول مطالب الحزب وموقفه من الأزمة الدائرة في سورية».

وقال شمو إن المسؤولين البريطانيين «أيدوا هذه المطالب، ووعدوا بأن يعرضوا اقتراحاً على وزير الخارجية وليام هيغ والحكومة البريطانية لإصدار بيان يندد بممارسات الجماعات الجهادية، ويدعو إلى حماية المدنيين المسالمين في المناطق الكردية في سورية».

ودعت رسالة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الخارجية البريطانية المجتمع الدولي إلى «حماية المدنيين الأكراد والعرب والآشوريين والأرمن والمسيحيين من هجمات التطهير العرقي الوحشية التي تستهدف التعايش السلمي بين الأقليات في المنطقة الكردية بسورية، واخلاء هذه الأقليات بالقوة لفرض أحكام دولة الاسلام في العراق وبلاد الشام».

وأضافت أن الحزب  »يعتبر التوصل إلى تسوية سياسية شاملة هو الحل الفعّال لإنهاء الأزمة في سورية«، ويدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة »إلى حماية المجتمعات المتعددة الأعراق في سورية، والتعاون مع الأكراد وغيرهم من الحركات الديمقراطية ضد التهديد المشترك الذي يقوّض الاستقرار الإقليمي والعالمي والديمقراطية والسلام».

تويتر