ناشطون يتهمون قوات الأسد باستخدام الكيماوي في ريف العاصمة.. والمعارضة تحمّل النظـام مسؤولية «تفجير دمشق»

«القاعدة» في العراق يتبنى جبهة النـــصرة.. و«الحر» يرفض الوصاية على السورييـــن

عائلة سورية تفر من حلب هرباً من القصف العنيف الذي تنفذه القوات النظامية على أحياء المدينة. أ.ف.ب

أعلن تنظيم القاعدة في العراق للمرة الأولى، أمس، أن جبهة النصرة التي تحارب في سورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد هي جزء من التنظيم الناشط في العراق وهدفها اقامة دولة اسلامية في سورية، فيما أكد الجيش السوري الحر أن قيادته لا تنسق مع جبهة النصرة، وأن أحداً «لا يمكنه ان يفرض على الشعب السوري شكل دولته». في حين اتهم ناشطون القوات النظامية باستخدام أسلحة كيماوية في القصف الذي طال، أمس، بلدة العتيبة في ريف دمشق، بينما دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «التفجير الإجرامي المشين» الذي وقع أول من أمس، في وسط دمشق وأدى الى مقتل ‬15 شخصاً بحسب السلطات، محملاً نظام الأسد المسؤولية عنه.

وفي رسالة مسجلة نشرت على «مواقع جهادية» على شبكة الانترنت، قال زعيم «تنظيم القاعدة العراقي» أبوبكر البغدادي «آن الأوان لنعلن امام اهل الشام والعالم بأسره ان جبهة النصرة ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها».

كما اعلن «إلغاء اسم دولة العراق الاسلامية واسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام».

وأضاف «نمد ايدينا، وقلوبنا واسعة للفصائل المجاهدة في سبيل الله والعشائر الابية في أرض الشام على ان تكون كلمة الله هي العليا وتحكم البلاد والعباد بأحكام الله تعالى دون ان يكون لغير الله تعالى اي نصيب في الحكم».

ولم تكن «جبهة النصرة» معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، وظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية. وأدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية.

وتعليقاً على بيان القاعدة، اعلن الجيش السوري الحر الذي يقاتل جيش النظام تمايزه عن جبهة النصرة. وقال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي مقداد رداً على سؤال لـ «فرانس برس» إن «جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر. ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها».

وأضاف «هدفنا واضح ووجهة بندقيتنا واضحة: اسقاط النظام وايصال الشعب الى الدولة الديمقراطية التي يطمح اليها»، وقال «لا يحق لنا او لأحد ان يفرض اي شكل من اشكال الدولة على السوريين. سيذهب السوريون الى صناديق الاقتراع لاختيار قياداتهم وشكل دولتهم».

وتمنى مقداد «لو يكون تسليح الجيش الحر وتجهيزه وتمويله كافياً لكي يستغني عن أي طرف آخر»، مضيفاً «طالما جبهة النصرة موجودة وممولة ومسلحة يحصل احيانا تعاون بحكم الأمر الواقع»، موضحاً ان مثل هذه «العمليات المشتركة تنفذ بقرار ميداني من فصائل على الارض وهي نوع من التعاون التكتيكي الموضعي». ويأتي اعلان البغدادي غداة مقتل ‬89 شخصاً في اعمال عنف مختلفة في سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومن الضحايا ‬15 شخصاً قضوا في تفجير سيارة مفخخة في قلب دمشق، في هجوم لم تتبنه أي جهة.

ودان الائتلاف السوري المعارض، أمس، «التفجير الاجرامي المشين»، معتبراً ان «نظام الأسد مسؤول عن هذا الحادث الآثم الذي اقترفه بصفة مباشرة او عبر ادواته خصوصاً عند أخذ الطبيعة الأمنية والحراسة المشددة المطبقة على المنطقة التي جرى فيها التفجير والأحياء المجاورة له». واعتبر الائتلاف أن التفجير يضاف «الى سلسلة طويلة من الجرائم التي قصف خلالها النظام الاسدي المساجد والكنائس والمخابز والبيوت والملاجئ والمدارس بمختلف الأسلحة التقليدية والكيماوية، في رسالة لا عنوان لها سوى سياسة التدمير الشاملة».

دبلوماسياً، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أمس، عزمه لقاء ممثلين عن المعارضة السورية في لندن.

وأكد مسؤول في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية لـ «فرانس برس» وجود وفد من الائتلاف برئاسة رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو في لندن للقاء عدد من وزراء الخارجية على هامش مؤتمر مجموعة الثماني الذي سينعقد في العاصمة البريطانية.

على الصعيد الميداني، بث ناشطون سوريون صوراً لما قالوا إنه نفوق عدد كبير من الحيوانات نتيجة استخدام قوات النظام السوري للأسلحة الكيماوية في إحدى بلدات ريف دمشق. وذكر الناشطون أن النظام السوري أطلق ثلاثة صواريخ محملة بمواد كيماوية فجر أمس، على بلدة العتيبة الواقعة بالقرب من مطار دمشق الدولي ما أدى إلى هلاك المواشي في المنطقة. وقال الناشطون إن قوات النظام المتمركزة على حدود البلدة انسحبت بشكل مفاجئ قبيل إطلاق الصواريخ ما دفع عناصر الجيش السوري الحر إلى ارتداء الأقنعة الواقية من الغازات الكيماوية احتياطا لأي عملية من هذا النوع.

وسبق لناشطين سوريين أن اتهموا النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في البلدة نفسها الشهر الماضي.

كما سقطت قذائف هاون، أمس، على احياء في غرب دمشق ووسطها. وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن «سقوط قذيفتي هاون اطلقهما ارهابيون في منطقة كفرسوسة» (غرب)، متحدثة عن «وقوع اصابات بين المواطنين» من دون تقديم تفاصيل اضافية.

وبثت قناة «الاخبارية» السورية في شريط عاجل ان «إرهابيين اطلقوا قذيفتي هاون سقطتا في منطقة القصاع» ذات الغالبية المسيحية في وسط دمشق.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري، بأن الطيران الحربي النظامي شن غارات جوية عدة في محيط بلدة «السبينة» في ريف دمشق. وذكر المرصد أن بلدة السبينة «تشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية». وقال المرصد إن مناطق عدة في مدينة المعضمية بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في بلدة «حفيرة الفوقا» بريف دمشق إثر اقتحام القوات النظامية البلدة. وأضاف المرصد أن طائرة حربية شنت غارة جوية على مدينة الميادين بريف دير الزور شرق سورية صباح أمس، ما أدى إلى أضرار مادية.

وذكر المرصد أن الطيران الحربي شن غارتين جويتين على الأطراف الشمالية من مدينة الرقة شمال وسط سورية، فيما تجددت الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط الفرقة ‬17 بريف دير الزور.

 

تويتر