إسرائيل تقصف هدفاً داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ 1973

أطلق الجيش الإسرائيلي بعد ظهر أمس، قذائف مدفعية من هضبة الجولان باتجاه الأراضي السورية، على أثر سقوط قذائف هاون تم إطلاقها من سورية في الجولان.

وقال الناطق العسكري الإسرائيلي العميد يوءاف مردخاي، إن إطلاق القوات الإسرائيلية قذائف باتجاه الأراضي السورية كان «إطلاق نار دقيق» في إصابة الأهداف و«هذا تحذير واضح للجيش السوري لمنع إطلاق النار باتجاه إسرائيل، وكل إطلاق نار باتجاه إسرائيل سيتبعه رد».

وأضاف مردخاي، أن القصف لم يسفر عن إصابات أو أضرار في الجانب السوري، وأن الهدف هو التحذير وحسب، وأن إسرائيل ستقدم شكوى ضد سورية إلى الأمم المتحدة على خلفية سقوط قذائف في الجولان أطلقت من سورية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي أوضحت أن إسرائيل بعثت برسالة إلى الأمم المتحدة تحذر بصورة أساسية القوات السورية من معاودة إطلاق نار باتجاه إسرائيل، وحذرت من رد أكثر صرامة في المستقبل.

ويعد هذا القصف الأول للقوات الإسرائيلية على الأراضي السورية منذ حرب عام 1973.

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته امس، إلى الوضع عند الحدود في الجولان، وقال «إننا نتابع عن قرب ما يجري عند حدودنا مع سورية، ونحن جاهزون هناك أيضاً لمواجهة أي تطورات».

وكان وزير الدفاع إيهود باراك قد هدد بالرد في حال وصول قذائف سورية مرة أخرى إلى هضبة الجولان، وذلك بعد أيام من إبلاغ اسرائيل للرئيس السوري بشار الأسد بأن يحد من الهجمات التي تستهدف مقاتلي المعارضة قرب الجولان، وهي الهضبة التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، والتي ظلت هادئة أغلب الأوقات لعشرات السنين.

وقال باراك لراديو الجيش الاسرائيلي دون إسهاب «تم توصيل الرسالة بلا شك. هل يمكن أن أقول بثقة إنه لن تسقط قذائف؟ لا يمكنني ذلك. إذا سقطت قذيفة سوف نرد». وحاولت اسرائيل أن تنأى بنفسها عن الصراع السوري، وكانت عازفة عن أن يتم استدراجها في حرب أخرى ولا تدري ما إذا كانت سورية ما بعد الأسد ستكون أكثر عداء. لكن باراك قال الخميس الماضي إنه يأمل أن ينتصر مقاتلو المعارضة وأن يسقط الأسد وأن «تبدأ أخيراً مرحلة جديدة من الحياة في سورية». وسقطت في الأيام الماضية قذائف هاون عدة تم إطلاقها من الأراضي السورية في مناطق بهضبة الجولان وسقط أحد هذه الصواريخ داخل مستوطنة بالجولان، كما أصابت رصاصة سيارة ضابط إسرائيلي، وعقب الجيش الإسرائيلي على ذلك بأنه تم إطلاقها عن طريق الخطأ. وكانت ثلاث دبابات سورية قد دخلت لوقت قصير إلى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان بين سورية وإسرائيل.