غارات جوية في الشرق.. واشتباكات قرب الحدود التركية

المعارضة السورية تتفق على تأسيس «الائتلاف الوطني الموحد»

عبدالباسط سيدا (يسار) وجورج صبرا في مؤتمر صحافي في الدوحة. من المصدر

وقعت فصائل المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة أمس، وسط ضغوط دولية وعربية، بالأحرف الأولى اتفاقاً لإنشاء «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، لتشكيل تحالف واسع يوحد جهودها في محاربة نظام الرئيس بشار الأسد. في الأثناء استمرت المعارك محتدمة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام من اجل السيطرة على مدن استراتيجية خصوصاً قرب الحدود التركية، وأغار سلاح الجو السوري على مدينة البوكمال الحدودية قرب العراق.

وتفصيلاً، قال المعارض البارز رياض سيف الذي كان صاحب المبادرة التي تم على اساسها التوصل الى الاتفاق، «وقعنا بالاحرف الأولى على اتفاق تأسيس الائتلاف الوطني في وثيقة من 12 بنداً»، الأمر الذي اكده ايضاً معارضون بارزون مثل المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سورية علي صدرالدين البيانوني وهيثم المالح.

واعتبر رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب في تصريح لوكالة فرانس برس، ان الاتفاق يعد خطوة متقدمة باتجاه اسقاط النظام.

والاتفاق على تشكيل الائتلاف تم على اساس مبادرة سيف المدعومة من واشنطن ودول عدة، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة، فضلاً عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف.

وقال البيانوني والمالح ان توقيعاً احتفالياً رسمياً على الاتفاق سيتم في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية، كما سيتم انتخاب رئيس ونائب رئيس للائتلاف الجديد قبل التوقيع الاحتفالي. وأضاف البيانوني إن الائتلاف الجديد يتشكل من مجموعات داخل سورية وخارجها وسيختار رئيس الائتلاف الجديد ونائبه وكذلك الشخصية التي ستتولى منصب الأمين العام.

وتتضمن الخطة الجديدة تشكيل مجلس يضم بين 55 و60 عضواً، إلى جانب مجلس عسكري يضم جماعات لمقاتلي المعارضة مثل الجيش السوري الحر ومجلس قضائي.

وقال عضو المجلس الوطني السوري وائل مرزا ل«رويترز» إن الائتلاف سيسعى للحصول على الاعتراف الدولي، باعتباره الممثل المشروع للشعب السوري ويشكل حكومة من 10 أعضاء.

وخلال المحادثات في الدوحة التي شملت جماعات معارضة عدة خشي المجلس الوطني السوري من تهميشه في الكيان الجديد.
وقال مصدر من داخل الاجتماع إن المجلس الوطني السوري طلب مواصلة المحادثات، لكنها ستكون «الفرصة الأخيرة»، ما يشير إلى ان شخصيات معارضة وراء المبادرة المدعومة من الولايات المتحدة تهدد بالمضي قدما دون المجلس الوطني السوري.
وكان مندوبو المعارضة عقدوا في الدوحة جلسة محادثات غداة مفاوضات ماراثونية استمرت حتى فجر امس، وأثمرت التوصل الى اتفاق مبدئي حول تشكيل الائتلاف.

وقال القيادي في المجلس الوطني السوري، احمد رمضان، لوكالة فرانس برس في وقت سابق، إن ابرز نقاط الاتفاق العمل على اسقاط النظام وعدم الدخول في اي حوار معه، مؤكداً انه سيعمل على توحيد المجالس العسكرية التي تقاتل ضد القوات النظامية.

 وبحسب رمضان، فإن اهم نقاط هذا الاتفاق هو العمل على اسقاط النظام وعدم الدخول في اي حوار معه، مشيراً الى ان الائتلاف سيعمل على توحيد المجالس العسكرية التي تحارب الجيش النظامي داخل سورية.

من جانبه، قال المعارض السوري عن تجمع احرار سورية زياد ابوحمدان، لوكالة فرانس برس، ان «اللجان الفنية ولجنة الصياغة لاتزال تعمل على استكمال النظام الاساسي للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة».

وأضاف «لم يعد يوجد أي خلاف الآن حول الاتفاق».

وأفاد ابوحمدان بأنه «يجري الآن ايضا البحث في نقطة الحكومة الانتقالية ما اذا ستكون بالتوافق او بالانتخاب».

كما تم الاتفاق على حد قوله «على توحيد المجالس العسكرية تحت غطاء سياسي»، ووصف ذلك بالخطوة المهمة جداً لتوحيد المعارضة.

وتأتي موافقة المجلس بعد ضغوط غربية وعربية على هذا التشكيل الذي كان متخوفا من تهميش دوره في حال تأليف اطار معارض جديد. وكان القيادي في المجلس سمير نشار، قال لفرانس برس، إن ضغوطاً دولية هائلة مورست على المجلس.

ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري غارات صباح امس على مناطق في الشرق، ترافقت مع اشتباكات جنوب مدينة حدودية مع تركيا سيطر عليها المقاتلون المعارضون، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه الأحداث غداة سقوط 121 قتيلاً جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد في بريد الكتروني إن الطائرات المقاتلة قصفت صباح امس، مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور (شرق).

من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية، بأن الطيران الحربي «يحلق في سماء المدينة ويقصف منطقة البريد».

كذلك اشار المرصد الى ان احياء عدة من مدينة دير الزور «تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية يرافقه تحليق للطيران الحربي».

في محافظة الحسكة (شمال)، افاد المرصد باشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة جنوب مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضية. وقال نشطاء من المعارضة  ل«رويترز» إن طائرات هليكوبتر اطلقت صواريخ على منطقة لتخزين الحبوب قرب قرية تل حلف، وقصفت المعبر الحدودي في الحسكة بشمال شرق البلاد المنتجة للنفط، التي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سورية والواقعة على بعد 600 كيلومتر من دمشق.

وأمكن سماع دوي اطلاق نار وقذائف مورتر في رأس العين، وقال اللاجئون الذين فروا الى تركيا انهم يخشون الانتقام من خلال هجمات جوية.

وأضاف النشطاء ل«رويترز» أن طائرات هليكوبتر اطلقت صواريخ على منطقة لتخزين الحبوب قرب قرية تل حلف، وقصفت المعبر الحدودي في الحسكة المنتجة للنفط التي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سورية، والواقعة على بعد 600 كيلومتر من دمشق.

وبدا أن طلقات الدبابات كانت تصيب الجانب الغربي من رأس العين، حيث تصاعد الدخان. كما بدا أن بعض طلقات المدفعية سقطت داخل الاراضي التركية.

وفر معظم سكان البلدة الزراعية - التي تم تعريب اسمها من اصله الكردي «سري كانيه» في ظل حكم حزب البعث السوري إلى رأس العين - إلى تركيا، بعد ان سيطرت قوات المعارضة على المنطقة في مسعى للسيطرة على المناطق الحدودية من قوات الأسد.

وقال بيان صادر عن منظمة ميلاد الحرية الكردية، ان اشتباكات تجري بين قوات المعارضة وقوات الاسد في منطقة اصفر نجار.

وأضاف أن المعارضة ارتكبت «خطأ استراتيجياً كبيراً» بدخول رأس العين، حيث لجأ الآلاف من النازحين السوريين القادمين من مناطق اخرى من سورية.

ويخشى اكراد سورية ان يتجاهل مقاتلو المعارضة آمالهم في الحصول على قدر من الحكم الذاتي خلال أي مرحلة بعد الاسد.

وشهدت رأس العين واكثر البلدات والمدن الكبرى في محافظة الحسكة احتجاجات ضد الأسد لكن الأكراد ظلوا إلى حد كبير بعيدين عن الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تتعرض مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من اكتوبر الماضي، الى قصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض بلدة كورين في ريف المحافظة للقصف.

وفي ريف دمشق، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند اطراف مدينة عربين تترافق مع قصف ومحاولة القوات النظامية السيطرة على المدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع اشتباكات في مدينة حرستا وبلدة زملكا في ريف العاصمة.

وكان المرصد افاد بوقوع اشتباكات فجر امس بين «القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة حرستا».

وصعدت القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملتها العسكرية في ريف العاصمة السورية، ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، افاد المرصد بسقوط قذائف على احياء الشعار (شرق) والسكري (جنوب) وحلب الجديدة (غرب) التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

وأدت اعمال العنف اول من امس، الى مقتل 45 مدنياً و34 مقاتلاً معارضاً و42 جندياً نظامياً، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سورية، وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.

وأدى النزاع المستمر منذ نحو 20 شهراً الى مقتل اكثر من 37 ألف شخص، بحسب المرصد. 

تويتر