«الجيش الحر» يهاجم حواجز وثكنات للقوات النظامية في حلب وإدلب.. وعقوبات أوروبية جديدة على دمشق

الإبراهيمي يدعو إلى هدنة خلال عيـد الأضحى

طبيب في مستشفى دار الشفاء بحلب يحاول إنقاذ أحد الأطفال الذي أصيب في قصف نفذته القوات النظامية على المدينة. إي.بي.إيه

دعا مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، أمس، الأخضر الإبراهيمي، أمس، إلى وقف إطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى، في وقت فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على داعمين للنظام السوري بعد لقاء مع روسيا لم يؤد الى تقارب في المواقف. بينما شن الجيش السوري الحر سلسلة هجمات على حواجز وثكنات للقوات النظامية، لاسيما في حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، في وقت أفاد الاعلام السوري عن تقدم لقوات النظام في محافظة حمص في وسط البلاد، غداة سقوط 150 قتيلاً جراء اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة.

وكشف أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي أن الموفد الاممي والعربي دعا السلطات الايرانية «للمساعدة على إنجاز وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى» الذي يصادف الاسبوع المقبل.

وفي بغداد، حذر الإبراهيمي من أن أزمة سورية التي يستعد لزيارتها خلال ايام تشكل خطرا على «السلم العالمي»، نافيا أن يكون اقترح ارسال قوة لحفظ السلام الى هذا البلد.

وقال الإبراهيمي الذي التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني، انه ناقش في بغداد «هموم سورية ومشكلاتها الكثيرة وما تمثله من خطر على شعبها وجيرانها والسلم العالمي». في موازاة ذلك، دعا العراق الابراهيمي الى «التحرك بسرعة» حفاظا على وحدة سورية وعلى أمن المنطقة، معبرا عن مخاوفه من تداعيات هذا النزاع الذي «يعقد الامور» اكثر كلما طال.

بدوره، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي، دعم بلاده لأية مبادرة تؤدي إلى وقف العنف في سورية، وطالب بوقف تدفق السلاح اليها. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، الى جليلي، قوله، أمس، خلال استقباله الابراهيمي قبيل مغادرة الأخير طهران الى بغداد، إن «إيران تدعم أية مبادرة من شأنها أن تساعد على إعادة الأمن والاستقرار وايقاف العنف في سورية». واضاف أن «إيقاف العنف في سورية يتطلب وقف تدفق السلاح وإنهاء كل الأعمال الإرهابية».

في غضون ذلك، جمّد الاتحاد الاوروبي، أمس، أموال شركتين و28 شخصا اضافيا من داعمي الاسد، ومنع إعطاءهم تأشيرات دخول في الدفعة الـ19 من العقوبات المشددة التي يفرضها الاتحاد على النظام السوري منذ بدء اعمال العنف في مارس من العام الماضي. ويرفع القرار الذي وافق عليه وزراء الخارجية المجتمعون في لوكسمبورغ، عدد المشمولين بالعقوبات الاوروبية على النظام السوري إلى 181 شخصاً و54 كياناً. وتزامن القرار مع تأكيد أوروبي أن لقاء وزراء الخارجية الاوروبيين أول من أمس، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لم يؤد الى تقارب مع موسكو، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «لا استطيع أن اقول اننا حققنا اي تقدم». وأضاف «تبادلنا الافكار، لكن كما كان الحال طوال العديد من الاشهر، لم نتوصل الى أي اتفاق». وذكر دبلوماسي آخر أن العشاء الذي استمر اكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة كان في بعض اللحظات «قاسياً جداً»

وأشار إلى أن لافروف انتقد بحدة الموقف الاوروبي والعقوبات من جانب واحد. وسبق للاتحاد أن اتخذ قرارات ضد سورية تشمل حظراً على الاسلحة والنفط، وعقوبات تجارية ومالية، وتجميد ممتلكات شخصيات مقربة من النظام.

على الصعيد الميداني، قتل ما لا يقل عن 16 جنديا نظاميا، أمس، في هجومين واشتباكات حول حاجزين عسكريين عند مداخل حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» إن ثمانية جنود نظاميين قتلوا على حاجز الليرمون على مدخل مدينة حلب. وأوضح أن الحاجز الواقع على طريق حلب اعزاز «كبير وهو على احد المداخل الرئيسة للمدينة» التي تشهد منذ ثلاثة أشهر معارك ضارية.

من جهته، قال مصدر أمني إن «عناصر الهندسة العسكرية نجحت في تفكيك شاحنة مفخخة من نوع مرسيدس محملة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات قبل وصولها الى حاجز الليرمون بعد قتل الانتحاري الذي كان يقودها».

كذلك «قتل ما لا يقل عن ثمانية من القوات النظامية إثر الهجوم والاشتباكات عند حاجز دوار شيحان في شمال مدينة حلب الذي يربط بين شارع النيل واحياء الخالدية والأشرفية في المدينة»، بحسب المرصد. كما أشار مصدر عسكري الى أن المقاتلين المعارضين شنوا هجوما على ثكنة طارق بن زياد (المهلب) قادمين من منطقة السكن الشبابي في حي بني زيد بمنطقة الاشرفية «ما أدى إلى اشتباكات عنيفة».

وفي رواية مصدر أمني سوري لهذين الهجومين، قال لـ«فرانس برس» إن «عناصر الهندسة العسكرية نجحت في تفكيك شاحنة مفخخة من نوع مرسيدس محملة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات قبل وصولها الى حاجز الليرمون بعد قتل الانتحاري الذي كان يقودها»، مشيراً الى ان الحادث وقع فجراً.

كما اكد المصدر نبأ الهجوم على حاجز شيحان، مشيراً الى ان «عناصر حاجز بالقرب من مشفى الشيحان الحكومي قاموا بتفجير سيارة مفخخة قبل وصولها الى الحاجز بنحو 100 متر، ما أدى إلى أضرار مادية في الأبنية المحيطة». كما أفاد المرصد عن اشتباكات في حيي باب النصر والجديدة في حلب، وقصف على حي الصاخور.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف» القريب من مدينة معرة النعمان الذي يحاول المقاتلون المعارضون منذ أيام اقتحامه.

وكانوا سيطروا قبل نحو أسبوع على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تشكل معبراً إلزامياً لتعزيزات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب. كذلك اشار المرصد الى أن الطائرات الحربية تشارك في اشتباكات تدور في محيط بلدة حيش القريبة من معرة النعمان «اثر مهاجمة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة لحاجز المجرجشة».

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل بحسب المرصد، ثلاثة اطفال، أكبرهم في الثانية عشرة، جراء القصف الذي تعرضت له مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

كما قتل طفل برصاص قناص في بلدة بصرى الشام في ريف درعا (جنوب). وافاد المرصد عن «حشود عسكرية في محيط بلدة غصم في درعا، تمهيداً لاقتحامها».

وفي مدينة دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي العسالي (جنوب). وفي ريف دمشق، تتعرض مناطق في الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار الى سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف صباح، أمس، بالقرب من مدينة قارة، رافقها إغلاق للطريق الدولي دمشق حمص «اثر مهاجمة مسلحين مجهولين سيارة تابعة للجمارك على طريق دمشق حمص».

في هذا الوقت، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية منذ نحو 10 ايام للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في مدينة حمص وريفها.

وأشار المرصد الى تعرض مدينة الرستن للقصف من طائرة حربية، أمس، وتعرض حي الخالدية للقصف من «القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة في محيط الحي».

في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن «وحدات من قوات الجيش والسلطات الامنية المختصة تواصل عمليات برية واسعة من محاور واتجاهات عدة، لملاحقة فلول المسلحين في أحياء حمص القديمة (باب هود وباب التركمان وباب تدمر) وحي الخالدية».

تويتر