دعت سورية وتركيا إلى ضبط النفس وجددت معارضتها إقامة مناطق عازلة

موسكو تحذّر دمشق من مغبة «الكــــيماوي»

عنصران من الجيش الحرّ خلال تجدد الاشتباكات في مدينة حلب. أ.ف.ب

دعت روسيا، أمس، دمشق وأنقرة إلى ضبط النفس، محذرة سورية من مغبة السلاح الكيماوي، ومن استفزازات محتملة من مجموعات متشددة في المعارضة السورية قرب الحدود التركية، وطالبت حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول المنطقة بعدم البحث عن ذرائع لاستخدام القوة في سورية، والنأي عن «دبلوماسية القنابل»، مجددة معارضتها إقامة مناطق عازلة. ميدانياً واصلت القوات النظامية قصف البلدات السورية مع استمرار الاشتباكات مع مقاتلي الجيش الحر في حلب وريف دمشق وحماة.

وتفصيلاً، وجهت إيران تحذيراً ضمنياً لحليفتها سورية، من ان اي استخدام للأسلحة الكيماوية سيؤدي الى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل.

ورداً على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق اسلحة كيماوية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، اجاب وزير الخارجية الايراني، علي اكبر صالحي، انه «اذا ما تحققت هذه الفرضية (...) فسيكون ذلك نهاية كل شيء».

وأضاف «اذا ما قام اي بلد، بما في ذلك ايران، باستخدام اسلحة دمار شامل، فستكون نهاية صلاحية شرعية (...) هذه الحكومة».

وشدد صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار، نظمها مجلس العلاقات الخارجية الاميركي للدراسات، على ان «اسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الانسانية، انه امر لا يمكن القبول به بتاتاً».

وذكر صالحي أن القوات الايرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيماوية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988).

وحذر عدد من المسؤولين الغربيين دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الاسلحة الكيماوية ضد المعارضة، او من خطر وصول هذه الاسلحة الى مجموعات متشددة.

من جهة أخرى، دعت روسيا، أمس، سورية وتركيا إلى ضبط النفس، معربة عن قلقها بشأن الوضع في سورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، إن روسيا قلقة بشأن الوضع في سورية، وإنها تدعو دمشق وأنقرة إلى ضبط النفس.

وأشار جاتيلوف في تصريحات أوردتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، إلى وجود أعداد متزايدة من المتشددين في صفوف المعارضة السورية، مضيفا أنهم قد يقدمون على أعمال استفزازية وإثارة نزاعات على الحدود.

وذكر المسؤول الروسي أن موسكو قلقة بشأن خروج الأزمة السورية من نطاق الحدود الجغرافية، وزعزعة الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة من خلال تزايد اللاجئين السوريين.

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول المنطقة إلى عدم البحث عن ذرائع للتدخل الخارجي باستخدام القوة في سورية أو إقامة ممرات إنسانية أو مناطق عازلة هناك. وجدد جاتيلوف موقف بلاده الذي يدعو إلى التوصل لحل سياسي دبلوماسي للأزمة السورية.

وذكر أن هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة أظهرت أن «دبلوماسية القنابل» لم تؤد أبدا إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها.

وقال الدبلوماسي الروسي، إنه «من المهم الآن بذل قصارى الجهود من أجل إقناع الأطراف السورية بوقف العنف، وإقامة حوار وطني، وتنفيذ بيان جنيف».

ميدانياً شنت القوات السورية هجمات عنيفة على بلدات في ريف دمشق، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حلب، كبرى مدن الشمال .

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، ان مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها شهيدان اثر القصف الذي تعرضت له فجراً.

وأضاف ان ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين قتلوا في مبنى البرج الطبي بدوما، اثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة.

وفي ريف دمشق أيضاً، قال المرصد ان مدينة الزبداني تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ اشهر.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، ويعتمد على شبكة كبيرة من النشطاء والاطباء في عدد من المناطق السورية، ان القصف شمل ايضا بلدات سقبا وحوش عرب وببيلا وادى إلى سقوط عدد من الجرحى.

كما قامت القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام بإطلاق النار عشوائياً، ما ادى الى اصابات في صفوف المدنيين، بينما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة، ووردت انباء عن اصابات في صفوف المدنيين.

وفي العاصمة دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في احياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل، بحسب المرصد.

في الاثناء قامت السلطات السورية، امس، باعتقال الحقوقي البارز خليل معتوق المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، أثناء توجهه الى عمله في العاصمة، حسب ما افاد المركز في بيان.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان لـ«فرانس برس» ان عدد ضحايا اعمال العنف في سورية تجاوز 31 ألف قتيل منذ بدء الازمة قبل أكثر من 18 شهراً.

وأوضح ان الضحايا هم 22257 مدنياً و7578 جندياً نظامياً، و1187 منشقاً. واشار الى ان هذه الحصيلة لا تشمل الآلاف من الاشخاص الذين فقدوا في أقبية السجون السورية واكتشفت جثثهم بعد ذلك.

وفي حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حي العرقوب، حيث استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة. كما تتعرض بعض احيائها للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما اسفر عن سقوط عدد من الجرحى في حي مساكن هنانو، بحسب المرصد.

وأشارت الوطن الى وصول تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب، ما يعني أنه عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين، خصوصا الشرقية منها في أسرع وقت ممكن.

وفي محافظة حمص (وسط) تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية، ادى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وفي ريف درعا جنوب البلاد، افاد المرصد بتعرض بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وام الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مشيرا الى ان القصف اسفر عن قتيل واحد على الاقل وعدد من الجرحى.

وفي محافظة دير الزور (شرق) تعرض حي المطار لقصف من قبل القوات النظامية، ادى لسقوط عدد من الجرحى وكذلك تعرض حي العمال والحميدية لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط جرحى.

وفي ريف المدينة، تعرضت مدينة موحسن لقصف من قبل القوات النظامية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) استشهد رجل نتيجة القصف الذي تعرضت له قرية معراتا، واستشهد رجل آخر نتيجة القصف الذي تعرضت له قرية الدير الشرقي. كما تعرضت مدينة سراقب لقصف من قبل القوات النظامية.

تويتر